تطورات على الساحة السورية.. إسرائيل تضع "خطة المواجهة" خشية من التواجد الإيراني

شهدت الآونة الأخيرة تطورات على الساحة السورية، بين كافة الأطراف المتصارعة على الأرض، من بينها إيران وإسرائيل.

نقلت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، تقريرا استخباراتيا عن صحيفة عبرية، قال إن إسرائيل بصدد التعاطي مع استراتيجية جديدة تجاه سوريا وإيران. ذكر الموقع الاستخباراتي العبري "ديبكا"، الجمعة، أن إسرائيل وضعت استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران في القلب السوري، وذلك في أعقاب تغييرات اقتصادية وسياسية وعسكرية، فرضتها الإدارة الأمريكية مؤخرا تجاه سوريا وإيران معا.

وحسب التقرير فإن مقولة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول محاربة بلاده لإيران عسكريا، وبأن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بالدور نفسه، ولكن اقتصاديا، هي استراتيجية إسرائيلية جديدة تجاه إيران، في سوريا خصوصًا، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه العموم، وهي استراتيجية أو توجه عسكري جديد، فرضه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وأوضح الموقع أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، اعتمدت على ممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية واقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، بالتوازي مع تواجد قوات عسكرية أمريكية، أيضًا، في سوريا، لمواجهة روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، ولم تتخيل تل أبيب أن تقرر واشنطن الانسحاب المفاجيء من سوريا، وتعرضها وحدها لمواجهة إيران في سوريا.

وقال الموقع إن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا وضع إسرائيل أمام مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران في سوريا، وحدها، وبأنه لا يمكن التأكيد على أن إيران خضعت للعقوبات الأمريكية الاقتصادية التي فرضها ترامب، مؤخرًا، أو يمكن القول إن إسرائيل نجحت عسكريا في مواجهة ودحر القوات الإيرانية من سوريا، وإنما ما نتج عن ذلك مجرد إعادة انتشار للقوات الإيرانية في سوريا، بحيث يمكنها مواجهة الجيش الإسرائيلي.

وأضاف أن الجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، يشكل قوة عسكرية جديدة من إيرانيين وعراقيين وكوادر لحزب الله ليكونوا نواة عسكرية يمكن من خلالها مواجهة الجيش الإسرائيلي، وبأن تلك القوات ستكون موالية تماما لإيران، على أن تعمل في كل من سوريا ولبنان والعراق وقطاع غزة، لمواجهة أي تهديد إسرائيلي محتمل، موضحًا أن القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بدأت تتعاطى مع سياسة الخرج الأمريكي المفاجيء من سوريا، وإن لم يكن هناك استعداد كلي للتعامل مع الأجواء الجوية السورية بعد هذا الانسحاب، الذي يعني ضرورة التنسيق مع الروس في سوريا، بهدف القضاء على ما أسماه الموقع بـ"التهديد الإيراني".

واختتم ديبكا تقريره بأنه في حال استمرر الرفض الروسي تجاه الموافقة على سماح القوات الجوية الإسرائيلية بالعمل في السماء السورية، كما سبق مع تركيا، فإنه الوضع الأمني الإسرائيلي سيصبح في خطر، وبأنه على تل أبيب وضع استراتيجية جديدة للتعاطي مع إيران، في أعقاب مفاجأة ترامب بالانسحاب من سوريا.