هل داعش والأكراد أوراق تركيا للتقارب مع العراق ودعم قطر؟.. سياسي سعودي يجيب

الجمعة، 04 يناير 2019 09:00 م
هل داعش والأكراد أوراق تركيا للتقارب مع العراق ودعم قطر؟.. سياسي سعودي يجيب
الرئيسان أردوغان وبرهم صالح - أرشيفية
شيريهان المنيري

تصريحات يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين الحين والآخر تجاه الأكراد وشروع قواته في محاربتهم سواء على الأراضي السورية أو شمالي العراق، حيث تمركز حزب العمال الكردستاني.

ويبدو أن تركيا تستغل ورقة الأكراد في تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية بالنسبة في المنطقة، مروجة إلى أن الوجود الكردي في العراق وسوريا يُمثل تهديدًا لأمنها، وهو ما يدفعها للإعلان عن عمليات عسكرية تستهدف وجود الأكراد ووصفهم بالجماعات المسلحة.

الجدير بالذكر أن السلطات العراقية استدعت السفير التركي لدى بغداد، كما قدمت شكوى احتجاجية رسمية في ديسمبر الماضي حول السياسات التركية التي تنتهك سيادتها وتعرض أمن مواطنيها للخطر.

وربما أنقرة تتوجه إلى تحسين علاقاتها مع العراق في ظل تولي الرئيس برهم صالح، في محاولة لحفظ ماء الوجه حيث صعوبة توجهها إلى ساحة القتال خاصة مع انهيار اقتصادها وما تعانية من تردي للأوضاع الاجتماعية والداخلية. هذا إلى جانب ضبابية الموقف في سوريا في ظل الإعلان الأمريكي بانسحاب القوات وتصدير تركيا في واجهة المشهد.

لافتة أخرى تعكس أهمية العراق بالنسبة لتركيا وحليفها الأبرز قطر، حيث كشف وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في تصريحات صحفية مطلع يناير الجاري؛ اقتراح قطري بأن تكون العراق بمثابة ترانزيت لمرور البضائع من تركيا، لافتًا إلى زيارة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني للعراق، عارضًا المساهمة في عملية الاستثمار وإعادة الاعمار، بحسب «العربية.نت».

اقرأ أيضًا: الجيش الوطني يدخل منبج.. هل ورطت الولايات المتحدة الأمريكية «أردوغان» في سوريا؟

الرئيس العراقي برهم صالح توجه إلى تركيا الخميس في أول زيارة له منذ توليه منصبه في أكتوبر الماضي؛ تلبية لدعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ولبحث ملفات عديدة في مقدمتها القضايا الخاصة بالحدود بين العراق وتركيا وملف الأزمة السورية، إلى جانب آليات التعاون وسبل الارتقاء بها.

المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد أوضح أن العلاقات التركية العراقية طالما كانت متذبذبة، في ظل السياسة التركية التي تعتمد دائمًا على ملاحقة الأكراد وأحزابهم، وحتى داخل الأراضي العراقية مما يُمثل انتهاكًا لسيادة العراق، بحجة حماية أمن تركيا القومي.

وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «منذ استلام أردوغان وحزبه مقاليد الحكم في تركيا رأينا أن العلاقات التركية العراقية متغيرة؛ فهي قوية وإيجابية خلال بضعة أشهر ومتوترة وقلقة وعدائية لأشهر أخرى، ما يعني أنها غير مستقرة».

سامي بشير المرشد
سامي بشير المرشد

وأضاف أن «الطرفان هذه الأيام يحاولان الاتجاه لتعزيز التعاون بينهما بسبب ظروف المنطقة والتغيرات والتطورات التي حدثت مؤخرًا في سوريا، وخاصة انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وعدم وضوح الرؤية حول آلية الأمر ونتائجه، لذلك أرى أن زيارة الرئيس العراقي لتركيا تصب في هذا الاتجاه للتنسيق في مساعدة العراق تركيا في ملف الأكراد، ومساعدة تركيا للعراق بأن لا تم السماح لتنظيم داعش أو غيره من التنظيمات العودة إلى العراق والإخلال بالأمن النسبي القائم فيها، وكذلك عدم الاعتراض من تدخل العراق عسكريًا في سوريا عند الضرورة لحماية حدودها أو مع أي ترتيبات قد تحصل في تدخل دول عربية في سوريا عسكريًا بالتفاهم بين روسيا وأمريكا، هذا وربما تركيا من العراق عدم الاعتراض على مواصلة القوات التركية بملاحقة الأكراد داخل عمق الأراضي العراقية».

وتابع «المرشد» لافتًا إلى المصالح الاقتصادية بين البلدين بما فيها اقتراح قطر بأن تكون العراق محطة ترانزيت لتنقل البضائع التركية، وقال: «من المعلوم أن الاقتصاد التركي يعاني الآن من مشاكل كثيرة وأيضًا العراق؛ فالبلدين يحتاجان لمساعدة بعضهما البعض في تنشيط اقتصاديهما بشكل عام وتنشيط تنقل الأفراد والبضائع والمنتجات».

كان الرئيس العراقي برهم صالح وصل إلى تركيا الخميس في أول زيارة له منذ توليه الرئاسة العراقية تلبية لدعوة من قبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وذكر بيان للرئاسة العراقية بحسب «روسيا اليوم» أن زيارة «صالح» لتركيا تأتي في توقيت هام في ظل التطورات التي يشهدها الملف السوري والتحضيرات من عودة نشاط التنظيم الإرهابي داعش، وضمان عودة التعاون والتنسيق المشترك لضمان الأمن والاستقرار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق