حصاد 2018.. «المشروعات الصغيرة» باب تنمية الاقتصاد السحري

الأحد، 06 يناير 2019 02:00 م
حصاد 2018.. «المشروعات الصغيرة» باب تنمية الاقتصاد السحري
عمرو فتوح
مدحت عادل

- عمرو فتوح دخل الصناعة من باب التجارة ليصبح أكبر منتج للألواح بديل الزجاج

لم يكن يملك إلا حلما صغيرا، بأن يصبح واحدا من أصحاب العمل الحر، وموهبة ملفتة فى التجارة، بدأت تأخذ شكلها فى التطور منذ الدراسة فى الجامعة، فكانت لديه قدرة على معرفة احتياجات زملائه، ويرشدهم عن المناطق الأفضل لتوفير هذه الاحتياجات، لكن هذه الموهبة تحولت إلى تجربة ناجحة بشكل تدريجى، حتى أصبحت الآن أكبر مصنع لإنتاج ألواح البولى كربونيت بديل الزجاج بالشرق الأوسط.
 
عمرو فتوح، 37 عاما، تخرج فى كلية التجارة، جامعة طنطا، دخل مجال الصناعة من باب التجارة، فبدأ خبرته العملية فى التجارة بأكثر من مجال، لكن تخصص منذ 7 سنوات أو أكثر فى استيراد ألواح البولى كربونيت من الخارج بغرض التجارة، ولكن بعد التجربة أراد أن يتحول من تاجر إلى صانع، يحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، وليس مجرد تاجر يستورد لغرض التجارة والكسب فقط.
 
مصنع
 
يحكى عمرو فتوح عن مادة البولى كربونيت، فيقول: إنها بالأساس مادة تصنع منها ألواح بديلة للزجاج، ولكنها آمنة جدا وضد الكسر، وتدخل فى استخدامات كثيرة فى الأبواب والنوافذ، وما دفعه للتخصص فى هذه المادة، هو مجال الاستخدام الواسع المتاح أمامها، لتحل محل الزجاج فى قطاعات كثيرة ومتنوعة، ومؤخرا تم التوجه إلى استخدام جديد يفتح الباب للمساهمة فى مشروعات أوسع، وهو إنشاء الصوب الزراعية، حيث تتمتع هذه المادة بخصائص، تجعل منها ملائمة لتغطية الصوب الزراعية، وتحافظ على درجات الحرارة الملائمة لخروج منتج زراعى، يتمتع بمواصفات قياسية وعالى الجودة.
 
ويوضح عمرو فتوح، أنه منذ بداية المشروع وهو يحلم بالتصنيع والتصدير للخارج، بعد تغطية احتياجات السوق المحلية، وتحول الحلم إلى حقيقة بالاعتماد على مجموعة شباب من الأصدقاء والأقارب، استطاع أن ينقل إليهم الخبرات الأجنبية لهذه الصناعة، حديثة الظهور فى مصر، وهو لديه الآن مصنع بمدينة بدر يلبى احتياجات السوق المحلية والتصدير للخارج.
 
خط انتاج من الداخل
 
ويقول عمرو فتوح، بعد إنشاء المصنع، كان أول تحدٍ يواجهه هو اندلاع ثورة 25 يناير، وما صاحبها من توابع على المستوى الأمنى والأوضاع الداخلية، وحينها نصحه عدد كبير من زملائه بالإغلاق من أجل احتواء الخسائر المالية قدر الإمكان قبل بدء الإنتاج الفعلى، ولكن لم يستطع أن يأخذ مثل هذا القرار بعد أن وصل إلى مرحلة إنشاء المصنع وبدء الإنتاج، وقرر تحمل الأوضاع وانتظار استقرار الوضع الداخلى لبدء الإنتاج.
 
جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، جاء دوره فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، وفى ذلك الوقت يشير عمرو فتوح إلى أن المصنع بدأ الإنتاج لتغطية السوق المحلية، والتصدير للخارج، وعندما عرض عليه جهاز تنمية المشروعات المساعدة، كان لديه طموح بتوسيع القاعدة التصديرية للمصنع بالقارة الأفريقية، وهو ما يحتاج إلى تمويل لزيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع وبعدها استطاع أن ينشئ مصنعا آخر لزيادة الإنتاج والتصدير للخارج.
 
WhatsApp Image 2018-12-24 at 21.20.37
 
التوسعات التى استطاع أن ينفذها عمرو فتوح، أكسبته قدرة كبيرة على فتح أسواق جديدة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط بل وإفريقيا، وأصبح شريكا للنجاح بين عدد كبير من المشروعات بالخارج من بينها مشروعات بالمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، ليس هذا فقط، بل أصبح عمرو فتوح بمثابة البديل العربى الوحيد المنافس لشركة أخرى تعمل فى نفس المجال من تل أبيب، لذلك سعى فتوح إلى استغلال الفرص المتاحة فى المعارض الدولية الشهيرة بالمنطقة لعرض منتجاته وإثبات جدارته، بأن يكون منافسا جديرا بالاحترام والثقة بجودة لا تقل عن أى منافس آخر.
 
مشروعات أخرى ساهم فيها عمرو فتوح، وهى توفير بديل آمن لزجاج المنافذ فى المدارس لمنع الحوادث، والتى بدأت بعد حادثة إصابة طالب بمدرسة لوقوع الزجاج على رأسه، ومنذ ذلك الوقت يعمل المشروع على استبدال الزجاج بألواح البولى كربونيت الآمنة.
 
خط انتاج
 
7 سنوات منذ التجربة العملية والنجاح فى توفىر بديل محلى لمكون مستورد، مازال عمرو فتوح يحلم بأن يصبح العمل الحر والمشروعات الصغيرة هى التوجه السائد بين الشباب، وتصبح تجربته فرصة لتسليط الضوء على الصناعات التكميلية التى من الممكن أن توفر آلاف الفرص لإنشاء مصانع مثيلة لمصنعه، توفر الآلاف من فرص العمل. 
 
ويرى عمرو فتوح أن الدولة هى الطرف الأكثر قدرة على وضع قائمة بالصناعات التكميلية التى تستورد من الخارج، وتحويل هذه الصناعات إلى أفكار مشروعات صغيرة، توزع على الآلاف من الشباب الباحثين عن فرصة، ولكن يحتاجون إلى دليل يمكنهم من النجاح، لافتا إلى أن الفكرة من الممكن أن توفر مليون جنيه، ولكن مبلغ المليون جنيه لن يستطيع أن يشترى فكرة.
 

مصنع الواح بلاستيك بديل الزجاج
مصنع الواح بلاستيك بديل الزجاج

مصنع من الداخل
مصنع من الداخل
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق