مفارقات تاريخية في «ميلاد المسيح»: هنا تجمع أطياف الوطن للاحتفال ضد الإرهاب

الأحد، 06 يناير 2019 10:00 م
مفارقات تاريخية في «ميلاد المسيح»: هنا تجمع أطياف الوطن للاحتفال ضد الإرهاب
كتدرائية ميلاد المسيح
ماجد تمراز

 

«وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ».. ذلك الوصف الذي وصفه الله تعالى فى القرآن الكريم عن مولد عيسى ابن مريم، فكل ما له علاقة بمولده الكريم كان معجزة أبهرت أعين أهل الأرض، فما شاهدته أعينهم حينها لا يُصدق، امرأة عُرفت بنقائها عفافها تلد طفلاً كالنور، فكيف لها أن تُبرر أنه ولدت من أراد خلاصهم وإنقاذهم ما الرياء والكذب والربا والزنا والعودة إلى الله من جديد، فقد كان مولده أحد أغرب ما شاهدته البشرية فى تاريخها، طفل تلده أمه من دون أب، على عكس السنة البشرية التى عرفها الإنسان منذ بدء الخليقة.

وفى مصر، يُمثل مولد المسيح عيسى ابن مريم حدثاً يهم كل أطياف الشعب، مسلميها وأقباطها، فعلى أرض مصر مشت العذراء مع رضيعها، فشرب من مياهها وأكلت من ثمارها، فمُنحت أرض مصر البركة والحب والبركة، فذلك العيد الذى يحتفل به المصريون خلال ساعات قليلة من الآن، هو أول احتفال مسيحى يتحول إلى مناسبة وطنية يحتفل بها الجميع وتُصبح أجازة رسمية، ففى هذا اليوم ولد طفل اتفقت كافة الأديان السماوية على مولده وروت تفاصيل ولادته، ليكون إحدى المعجزات السماوية التى نُقشت على تاريخ البشرية منذ خلق آدم عليه السلام وحتى الآن.

ميلاد السيد المسيح عليه السلام هو أحد العلامات التاريخية الكُبرى، فميلاده قُسم التاريخ إلى قمسين، ما قبل ما ميلاده وما بعده، ليكون ذلك هو اعترافاً ضمنياً من كل البشرية بالخصوصية والقدسية التى يَحظى بها ولادة عيسى ابن مريم العذراء البتول، ففى أرض مصر تجول عيسى عليه السلام لمدة 3 سنوات، نشر فيهم الحب والإخاء، كان رسولاً للسلام يَشفى المرضى والعواقر ويُعيد الأبصار، فتعلق به أهل مصر وكانوا درعاً له وكان حناناً وأماناً لهم، فتبادل كلاهما المحبة والود الشديدين.

لم تتوقف أهمية عيد الميلاد فى مصر على الناحية القدسية والروحية فقط، وإنما تعمق الأمر أكثر ليكون له جذور وطنية تربط بين جميع أطياف الشعب تحت مظلة وطن واحد، «وعلى الأرض السلام»، تلك الكلمات التى ذُكرت فى الكتاب السماوى تصف حرفياً حالة الأرض بمولد المسيح.

ولترسيخ المعنى الوطنى لعيد الميلاد فى مصر، حرصت القيادة السياسية فى مصر على افتتاح أكبر كتدرائية فى الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة فى نفس ليلة ميلاد السيد المسيح، ليكون علامة على المستقبل المشرق الذى تنتظره مصر فى قادم السنوات، وليكون رسالة قوية لأعداء الوطن والراغبين فى تخريب يوم ميلاد المسيح وجعله يوماً للبكاء وليس للاحتفال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق