الجبن والنعناع والبيض البلدي.. «زاد وزواده» الحاجة سميرة في رحلة الحياة (صور)

الثلاثاء، 08 يناير 2019 06:00 ص
الجبن والنعناع والبيض البلدي.. «زاد وزواده» الحاجة سميرة في رحلة الحياة (صور)
الحاجة سميرة

مهما طال العمر وبلغ من الجسد العناء والجهد والمشقة، فإن طريق الفشل لايعرف لمن لديه رغبة حقيقية في الحياة سبيلا، فعلى الرغم من تنامي ظاهرة البطالة في السنوات الأخيرة بين الشباب في مقتبل أعمارهم، وتكاسل معظمهم عن العمل والابتكار وبذل المجهود متخذين من انتظار الحصول على وظيفة ما سببا لاستمرارهم على تلك الحالة، نجد واحدة من سيدات الصعيد سطرت بعرق جبينها قصة نجاح ملهمة وقدوة لكثير من الشباب.
 
بطلة السطور القادمة هي واحدة من سيدات الصعيد اللاتي اعتدن السعي على أرزاقهن خاصة بعد وفاة رب الأسرة، وتربية أبنائهن، مهما بلغ عملهن من المشقة والجهد، إلا أن توفير «لقمة العيش»، وكسب قوت يومهن هو أهم مايسيطر عليهن ويدفعهن إلى استمرار مكافحتهن ومواجهة صعاب الحياة، مع آداء ماعليهن من مهام المنزل المختلفة.
 
الحاجة سميرة (1)
 
السيدة سميرة محمود راضى، 55 عاما، واحدة من النماذج النسائية المشرفة، أثبتت تضحيتها وكفاحها من أجل الأبناء ولكنها فضلت أن تبذل مجهودا يفوق طاقتها وصحتها من أجل أن توفر لهم حياة كريمة بعد وفاة زوجها، الذى كان يعمل فى مطاحن أسيوط، فمع آذان الفجر يوميا، وقبل أن ترسل الشمس أنوارها أو تبعث بدفئها، ووسط درجات البرودة العالية، تخرج الست سميرة، تحمل على رأسها إناء من الألومنيوم وضعت به قطع مختلفة الأحجام من الجبن الأبيض، وفى اليد الأخرى تمسك بجوال به كمية من النعناع.
 
الحاجة سميرة (2)

اشتهرت «الست سميرة»، منذ وفاة زوجها، الذى ترك لها 5 من الأبناء الصغار منهم 4 إناث وولد واحد، ببيع الجبن الأبيض والنعناع منذ الصباح الباكر فلم يترك لها زوجها سوى معاش لا يتعدى الـ700 جنيه شهريا من عمله فى المطاحن، وترك لها الأبناء جميعا فى مراحل التعليم المختلفة.

الحاجة سميرة (3)

تقول سميرة، أنها بعد وفاة زوجها، الذى لم يترك لهم سوى المعاش البسيط ولم يترك لهم سوى منزل صغير مؤجر من أملاك الدولة، خشيت أن تمد يدها إلى الأقارب أو الجيران ولآن أبنائها جميعا كانوا فى مراحل تعليم مختلفة فقررت أن تعمل من أجل توفير قوت أولادها، وعدم الحاجة إلى أى شخص، فبدأت ببيع النعناع فى الشوارع ولكنها، وجدت أن المكسب من بيع النعناع لا يكفى لمصاريف اليوم لأبنائها، مؤكدة إلى أنها سعت الى شراء الجبن من أحد الفلاحين بمركز الفتح ومن ثم الخروج لبيعه فى الشارع بالإضافة لبيع النعناع وإشتهرت الست سميرة بهذا العمل بالاسم حتى أن أغلب الاهالى ينتظرونها يوميا لشراء النعناع والجبنة الفلاحى.

الحاجة سميرة (4)

وتسرد السيدة حكايتها مقنعة بخمارها الذي يحول دون رؤية وجهها، عادة سيدات الصعيد، قائلة: «اشتريت شوية فراخ علشان اجمع البيض البلدي يوميا منها وانزل ابيعه في السوق، مع الجبنة البلدي، والنعناع، لحد ماروح البيت آخر اليوم والألم يعتصر رجلي من السير عليها طوال النهار»، لتشير إلى تمكنها من تزويج ابنتيها «فاطمة، وسحر» بعد كفاح شاق فى تعلميها الجامعى وتجهيزهما، كما أن لديها «محمد، وأمل، وبسمة» بالجامعة، موضحة أن كل ما تسعى إليه هو تعلميهم تعليم جامعى من أجل تنفيذ وصية والدهم.

الحاجة سميرة (5)

وتضيف قائلة: «كل ما اتمناه أن أكمل تعليم ولادي وأزوجهم حتى ارتاح بعد كل سنوات المشقة والكفاح، والاقي شقة صغيرة أو منزل لا ادفع أجرة، يكون ملكا لي»، مؤكدة أنها ستظل تعمل فى بيع الجبنة والنعناع طالما لا يزال الله يهبها الصحة من أجل أبنائها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق