مؤامرة تركيا على سوريا.. أردوغان يستغل تمدد «النصرة» ويدفع بجيشه إلى دمشق

الأحد، 13 يناير 2019 06:00 ص
مؤامرة تركيا على سوريا.. أردوغان يستغل تمدد «النصرة» ويدفع بجيشه إلى دمشق
الجيش التركي

لازالت سوريا ساحة لتبادل الاتهامات والتهديدات بين أطراف مختلفة لا ناقة ولا جمل بمواطنيها بهذا الأمر الذي أصبح تدخلًا في شؤون دول أخرى بشكل كبير.
 
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد الأربعاء بأن بلاده ستقوم بعملية عسكرية مستهدفة الأكراد في شمال شرق سوريا. وعاد اليوم الجمعة مجددًا تهديده بعد التحذيرات الأمريكية له بمغبة القيام بأي عمل عسكري من جانب واحد، وقال: «تركيا ستدخل منبج السورية ما لم تخرج أميركا المسلحين الأكراد منها»، بحسب «سكاي نيوز» الإخبارية.
 
فلماذا يُصمم «أردوغان» على إقحام بلاده في حروب ليست في صالح تركيا وخاصة في ظل ما يعانيه الداخل التركي من أزمات حيث الأزمات الاقتصادية والتي وصلت إلى حدها الأقصى مؤخرًا بحسب المعارضة التركية؟!
 
كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن (السبت)، أن رتلا عسكريا تركيا دخل الأراضي السورية، عبر معبر حدودي شمال إدلب. وأشار المرصد إلى أن الرتل توجه إلى نقطة مراقبة تركية في ريف إدلب، لإجراء عملية تبديل فيها.
 
وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها رتل عسكري إلى إدلب منذ الاشتباكات بين جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، وفصائل عسكرية موالية لأنقرة. وتريد تركيا أن تتخذ من الاشتباكات بين جبهة النصرة، والفصائل التابعة لها في سوريا ذريعة للتدخل بشكل أكبر في إدلب، بذريعة محاربة التنظيم التابع للقاعدة.
 
وكانت روسيا وإيران وتركيا توصلت في عام 2017 إلى اتفاق عرف بـ"مناطق خفض التصعيد"، لخفض حد القتال بين قوات النظام والفصائل المسلحة، لكنه لم يشمل تنظيمي داعش والنصرة، المصنفين تنظيمين إرهابيين، ويتيح للدول الأعضاء ضربها بالسبل التي تراها مناسبة.
 
وفي 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق المنطقة العازلة في إدلب، ما جنبها معركة ضخمة، لكن كما الاتفاق السابق، استثنيت النصرة. وطبقا لأرقام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن هناك 3 ملايين شخص يعيشون في إدلب، بينهم نحو مليون نازح من مناطق أخرى في سوريا.
 
ويعيش هؤلاء النازحون في 11 مخيما في ظروف مأساوية للغاية، فاقمت منها أخير الأحوال الجوية السيئة، حيث غرقت العديد من خيم النازحين هناك بفعل السيول.
 
من ناحيته، قال الباحث السياسي الروسي، يفغيني سيدروف، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إن أي تحرك عسكري روسي سوري في إدلب ضد النصرة مرتبط بالقمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في يناير الجاري.
 
وقال سيدروف، إنه يمكن أن يتوقع أن تطرأ متغيرات على موقف البلدين بشأن التعامل مع النصرة بعد القمة، والاتصالات العسكرية والاستخبارية والدبلوماسية بين الطرفين.
 
وكان المدير الإقليمي لـ«زمان» التركية، تورجوت أوغلو أوضح أن سياسات الرئيس التركي طالما تهدف إلى صالحه وحده دون النظر لصالح تركيا أو شعبها.
 
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «أردوغان بمثل هذا الإعلان والتهديدات يهدف إلى التلاعب فقط بمشاعر الشعب التركي بهدف كسب أصوات القوميين في الإنتخابات المحلية المقبلة والمقررة في مارس 2019»، مشيرًا إلى ما تعانيه تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة وملفات فساد أخرى، كان من الأولى أن يهتم بها «أردوغان» بدلًا من المتاجرة بالأرواح، على حد تعبيره.
 
من جانبه يرى الباحث المتخصص في الشؤون التركية، محمد حامد أن التهديدات الأمريكية شكلية، موضحًا رؤيته بأن «لا خلاف بين الغرب وأردوغان بشأن هذه العملية؛ بل على العكس هناك تنسيق كبير، وربما زيارة رئيس المخابرات التركية لأمريكا مؤخرًا لها دور في تحريك هذه العملية وبالتالي أي إدانة من قبل الولايات المتحدة أراها شكلية».
 
هذا وأشار «حامد» إلى أن هدف الرئيس التركي الرئيسي من مثل هذا الإعلان هو رغبته في الحصول على أصوات القوميين في الانتخابات المقبلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة