معركة سيد الكرملين و رجل البيت الأبيض.. هل تشتعل الحرب بين روسيا وأمريكا في البحر الأسود؟

الإثنين، 14 يناير 2019 09:00 م
معركة سيد الكرملين و رجل البيت الأبيض.. هل تشتعل الحرب بين روسيا وأمريكا في البحر الأسود؟
ترامب وبوتين - ارشيفية
منة خالد

يبدو أن طبول الحرب  تدق  بين روسيا وحلف الناتو، بعد اخراج أوكرانيا من حلبة الصراع لتكشف عن حرب وشيكة في البحر الأسود، بعد استجابة أمريكا السريعة لاستغاثة أوكرانيا المنهزمة من الدب الروسي، حيث استغاث إقليم القرم بحلفاء أوكرانيا في الناتو لإرسال سفن حربية لمواجهة الأسطول الروسي في بحر آزوف، لتسارع أمريكا بارسال بارجة من الأسطول السادس تستعد لدخول البحر الأسود، وعلى الخط يبني الأتراك قاعدة عسكرية في المنطقة،  فيبقى إردوغان وحده يراقب الأوضاع بحذر، فهو يعني التوقيت المناسب الذي يكشف فيه عن نواياه.


أردوغان يرتبك في معالجة الموقف التركي

يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يحتفظ بالبحر الأسود مناصفة بين أنقرة وموسكو دون تدخل من الغرب، في الوقت نفسه يرى أن زيادة النفوذ الروسي لا يمكن مواجهته إلا عبر الاستعانة بأمريكا، لذا اتسمت خطواته بالارتباك، ولم يستطع على أرض الواقع تحجيم نفوذ فلاديمير بوتين صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في البحر الأسود.

و هُناك ارتباك واضح في الموقف التركي لمعالجة الموقف، رصدته ندرت إرسانيل في تقرير بصحيفة "يني شفق" تحت عنوان "أوشكت الحرب في البحر الأسود"، وعرض الارتباك التركي الواضح في معالجة الموقف، بعدما سقط نظام إردوغان في صراع أفيال بين روسيا الاتحادية وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة.


بدايات الأزمة .. تايم لاين
 

في مارس 2014، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم بالقوة.

في 25 نوفمبر 2018، اشتعلت الأزمة مجددا حينما أطلقت البحرية الروسية النار على ثلاثة زوارق تابعة للبحرية الأوكرانية، قرب مضيق كيرتش الواقع شرق شبه الجزيرة، والرابط بين البحرين الأسود وآزوف.

في يناير 2019، اشتعلت حرب التصريحات بين موسكو وكييف.

 

فالسلطات الروسية أكدت أن الزوارق دخلت مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة، ونفذت مناورات خطرة واستفزازية قرب جسر القرم، ما دفع بحريتها لإطلاق النار، متهمة أوكرانيا بالسعي لخلق حالة صراع. وأكدت أوكرانيا أن روسيا تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واتفاق مبرما بين البلدين حول استخدام بحر آزوف ومضيق كيرتش، وأنها أعطت إخطارًا مسبقًا بتحرك السفن، وطالب رئيسها بترو بوروشينكو دول الناتو بالتدخل، وأعلن الأحكام العرفية، محذرا من "غزو" روسي لبلاده.

 

فيديو يوضح  البحرية الروسية تعزز أسطولها بفرقاطة جديدة في البحر الأسود 

 

تطورات الوضع في بحر آزوف تصعب الأمر على تركيا
 

بعد التطورات التي يشهدها بحر آزوف وحلقة الصراع الدائر بين الدب الروسي وحلف شمال الأطلسي، تعيش تركيا أوضاع صعبة بعد الإضرار بوارداتها من الحبوب والمعادن، بخلاف الخسائر الضخمة لشركات الشحن، ليجد إردوغان نفسه في مأزق، فهو لا يريد الاختيار بين موسكو وكييف، لذا سارع بالاتصال برئيسي البلدين لدعوتهما لحل الأزمة عبر الحوار فلم يجد إردوغان فكرًا إلا محاولة إخضاع البحر الأسود لسيادة روسية تركية مشتركة.  


تخبط أردوغان .. واعتماد موسكو على كييف
 

أنقرة تراقب ما يجري من تصعيد بعيون وجلة، تدرك أن المفاوضات المستمرة حول المناطق الاقتصادية الحصرية في المنطقة، وحول مجهوداتها للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في البحر ستتعطل، خاصة أنها لا تمتلك القوة المنفردة لمواجهة التوسع الروسي.

إردوغان لا يرغب في الاصطدام في ظل رغبته في جزء من كعكة نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن جهة أخرى لا يستطيع تحدي حلف شمال الأطلنطي عبر التضحية بأوكرانيا على مذبح مصالحه.

اختارت تركيا سياسة نفعية تقوم على الاستفادة من الأحداث، وأن تسير على الحبل، فموقفها الرسمي يعارض السياسة الغربية لاحتواء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها عمليًا تؤيد وجود جزئي لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، يهدف لرسم خطوط حمراء ومنع موسكو من استخدام قوتها العسكرية لفرض هيمنتها.

 

هل تختل السيادة على البحر الأسود لصالح روسيا ؟

الموقف التركي حاليًا بدأ في التغير، إذ ترى أنقرة أن التهام موسكو لشبه جزيرة القرم ثم انتشارها على جانبي حدودها في أرمينيا وسورية، أدى لاختلال في السيادة على البحر لصالح روسيا، وأن التقارب بينهما استفادت منه الأولى، لكن أنقرة لا تستطيع من جهة أخرى الخضوع لمطالب الناتو الراغب في زيادة وجوده العسكري في البحر الأسود على حسابها.

عزز أردوغان من وجوده العسكري في البحر الأسود، بعد أن أدرك مؤخرًا أنه قد يكون لعبة في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شيّد الأول قاعدة بحرية بمنطقة طرابزون، على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود السوفييتية السابقة، من المقرر أن يعمل بها نحو 400 عسكري و200 مدني تركي.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق