في الذكرى الـ 48 لإنشائه..

السد العالي.. حين هتف عبد الكريم: «تحيا مصر.. ويحيا السد»

الثلاثاء، 15 يناير 2019 04:00 م
السد العالي.. حين هتف عبد الكريم: «تحيا مصر.. ويحيا السد»
عبد الكريم أحد بناة السد العالي

 

قد تكون الشيخوخة نجحت في النيل من قوته لكن لم تخر عزيمته أبدا، إذ بدا وكأنه في ميدان العمل يهتف وهو يرفع رأسه عاليا: « تحيا مصر.. ويحيا السد العالي»، إذ يعد أحد بناة السد العالي في أسوان.

وقف عبد الكريم كمال الدين مصطفي، الذي تخطى عمره الـ 80 عاما، ليتذكر كل اللحظات التي قضاها في بناء، مستلهما بتلك الهتافات فترة الكفاح والعرق والجهد، الذي بذله مع زملائه (أكثر من 18 ألف عامل) لبناء بالسد.
 
بدأ بناء السد في عام 1960 وقد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي، كما عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي وأكمل بناؤه في 1968، وثبّت آخر 12 مولد كهربائي في 1970 وافتتح السد رسمياً في 1971، وساعد كثيرا في التحكم على تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل، إذ كان يستخدم لتوليد الكهرباء.
 
ويبلغ طول السد  3600 متر، وعرض القاعدة 980 متر، وعرض القمة 40 مترا، والارتفاع 111 متر. حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلال السد تدفق مائي يصل إلى 11.000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.
 
 
يحكي عبد الكريم، الذي عمل سائقا للمعدات الثقيلة والونش لرفع الكتل الحجرية ونقلها إلى موقع العمل، خلال فترة تحويل مجرى النيل وكذلك فترة حفر الأنفاق، أنه استلم عمله في السد العالي في 12 يناير 1961، ولم تكن أسوان كما هي عليه الآن، إذ كان معظمها صحراء، والمنطقة المحيطة بالسد كانت جبلية و«المعيشة فيها صعبة للغاية».
 
يقول عبد الكريم: «كنا نواصل العمل الليل بالنهار دون كلل أو تعب لأننا كنا نشعر بأن ما نفعله هو مشروع قومي علينا إنجازه بعرق المصريين، ليصبح مستقبلا لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا».
 
بناة السد العالى بأسوان
عبد الكريم أحد بناة السد العالي
 
وشكل بناء السد العالي تحديا كبيرا أمام مصر في تلك الفترة إذ رفض البنك الدولي تمويل المشروع، لكن نجح الرئيس الراحل عبد الناصر آنذاك في بناء السد، الذي عمل على حماية مصر من الفيضان والجفاف أيضا، حيث إن بحيرة ناصر تقلل من اندفاع مياه الفيضان وتقوم بتخزينها للاستفادة منها في سنوات الجفاف.
 
يحكي عبد الكريم: «العاملون في السد كانوا يتجمعون مع بعضهم البعض بروح الأسرة الواحدة التي تأكل وتشرب وتبيت مع بعضها البعض وتداوي جراح المريض منهم وتشعر بآلامه، فكنا نجوع سوياً ونعطش معاً وشاركنا لحظات الفرح والحزن معاً».
 
ويضيف: «كان عددهم بالآلاف يعملون بانتظام كخلية نحل وهناك أعداد كبيرة تسقط شهيدة أثناء العمل في هذا المشروع القومي، وكنا نعد هذا الموت هو التضحية في سبيل الوطن».
 
افتتح السد العالي في 15 يناير 1971، ليكون اليوم الثلاثاء، هو الذكرى الـ48 على بناء السد، الذي يجسد قدرة المصريين على صنع المعجزات، وتحدي كل الصعاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق