رئيسة الوزراء في مأزق.. هل تسير «ماي» على خطى «كاميرون» في التعامل مع الجماعة الإرهابية؟

الجمعة، 18 يناير 2019 02:00 م
رئيسة الوزراء في مأزق.. هل تسير «ماي» على خطى «كاميرون» في التعامل مع الجماعة الإرهابية؟
تيريزا ماى - رئيسة وزراء بريطانيا

على الرغم من أن الحظ مرة أخرى لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بعد أن جدد البرلمان البريطاني الثقة في حكومتها، إلا أنها لازالت تعاني من تذبذب في الأوضاع الداخلية يهددد عرشها، ولعل أبرز الملفات التي تنتظر الحسم السريع من قبل رئيسة الوزراء البريطانية، ملف جماعة الإخوان الإرهابية، والتي انتعشت في بريطانيا في عصر ماي، التي خلفت ديفيد كاميرون، والذي كان قد اتخذ  في مارس 2014 قراراً بفتح تحقيقيات موسعة عن نشاط الإخوان وخطرها على المجتمع البريطاني.

وبمجرد وصول تيريزا ماي إلى الحكم انتعش نشاط الإخوان من جديد، فخلال ترأسها الحكومة البريطانية، زارت جماعة الإخوان مكتب تيريزا ماى 3 مرات لتقديم تقارير مشبوهة تحرض فيها على مصر، وعكف الإخوان وعبر مجلسهم الثوري المزعوم فى تركيا، على توجيه عدة وفود إخوانية برئاسة مها عزام تارة، وبرئاسة سها الشيخ، القيادية بهذا المجلس التحريضى تارة أخرى، لتوجيه رسائل كاذبة تهاجم فيها مصر، وكان مكتب رئيسة الوزراء البريطانية يستقبلهم ويستلم تلك التقارير التحريضية منهم.

تيريزا ماي التي لم تتخذ أى قرارات ضد الجماعة وتطرف أعضائها، في موقف لا تحسد عليه وبات لزاماً عليها أن تحدد موقفها من الجماعة الإرهابية، وفي هذا السياق، يقول الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تزايد الغضوط من قبل مجلس العموم البريطانى على تيريزا ماى سيكون له انعكاس كبير على وضع الإخوان فى بريطانيا، خاصة أن ملف نشاط الإخوان يفتح تدريجيا فى لندن وبشكل مدروس ولم يغلق كما يتوقف البعض.

وقال استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن منح مجلس العموم البريطانى الثقة فى حكومة تيريزا كاى لا يعنى على الإطلاق أنه منحها شيكا على بياض من أجل الاستمرار فى رئاسة الحكومة، بل إنه سيراجع أيضا مدى تجاوب تيريزا ماى مع مطالب البرلمان بشأن البريكست.

ولفت استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن من بين الملفات التى يفتحهها البرلمان البريطانى مع تيريزا ماى هو ملف الإخوان ونشاطها، خاصة أن أخر تحقيق أجرته بريطانيا عن نشاط الإخوان أكد ارتباط منهج التنظيم بالإرهاب، وبالتالى فإن على رئيسة وزراء بريطانيا أن تعيد ترتيب أولوياتها بشأن العديد من الملفات.

من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن حضور ونشاط الإخوان لم يتأثر كثيرًا باختلاف الحكومات البريطانية سوى في بعض الاختلافات الشكلية والإجراءات غير المؤثرة على جوهر نفوذ الجماعة وتغلغلها ونشاطها المتشعب داخل بريطانيا، وهذا عائد إلى أن هناك استراتيجية تتبناها المملكة المتحدة منذ تأسيس الجماعة بضرورة تبنيها ودعمها وتوجيهها لإبقاء المجتمعات العربية مهددة وقابلة للانقسام من باب الدين بسبب طرح نسخة من الاسلام مغايرة لتلك التي تعتنقها الغالبية من الشعوب العربية.

وأشار الباحث الإسلامى إلى أن هناك مصالح تعتقد المؤسسات البريطانية أن الجماعة قادرة على تحقيقها عبر اختراق الدول العربية وبقائها في صراعات دينية دائمة .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق