ثلاجة الخير

الجمعة، 25 يناير 2019 01:50 م
ثلاجة الخير
شيرين سيف الدين تكتب:

 
سألوا حكيما أي أنواع الموسيقى هو الحرام ؟ 
قال صوت الملاعق في صحون الأغنياء عندما ترن في أذان الفقراء.
فما بالنا بإلقاء الطعام في سلال القمامة وغيرنا يتضور جوعا ؟ 
مع الأسف تتصدر الدول العربية ومن ضمنها مصر المراكز الأولى في إهدار الطعام ، ولا أحد يستطيع إنكار أن الأغلبية العظمى بمن فيهم الطبقة المتوسطة يهدرون جزءا من الطعام ، فنجد البعض يستهينون بإلقاء بقايا الطعام في صناديق القمامة دون اكتراث ، وكثيرا ما تقوم سيدة المنزل بعمل الأرز والخضروات -تحديدا- بشكل زائد عن حاجة الأسرة ، وربما تضع البقايا في البداية في الثلاجة لعل وعسى تستفيد منها لاحقا إلا أنها غالبا ما تفسد ثم يتم اعتبارها جزءا من القمامة بضمير مرتاح فلا منها استفادت ولا أفادت .
 
أعجبتني بشدة فكرة منتشرة في بعض أحياء القاهرة وتحديدا في منطقة المعادي وبما أنني من قاطني ذلك الحي فدائما ما استشهد به كشاهد عيان يلحظ يوميا مجريات الأمور ، الفكرة هي (ثلاجة الخير ) التي قام بعض المتبرعين بوضعها في عدة شوارع بالقرب من أحد المحال لتكون في مأمن وعليها رقابة إلى حد ما ، والهدف من تلك الثلاجات هو مساعدة المواطنين على الخير وإطعام المحتاجين بوضع طعام في تلك الثلاجات يحصل عليه من يحتاجه .
 
فإلى جانب قيام البعض بإعداد وجبات مخصوصة أو شراء فاكهة وخبز لملء هذه الثلاجات فقد ساهمت الفكرة في عدم إهدار بقايا الطعام  فربة الأسرة تستطيع إن تبقى لديها طعام أن تضعه مهما كان قليلا في علبة بمظهر لائق وتضعه في الثلاجة فما نعتبره نحن قليلا ولا حاجة لأحد به قد يطعم طفلا جائعا أو مشردا يبحث عن تلك البقايا في صناديق القمامة .
 
من المؤكد أن فاعلي الخير والقادرين في كل شارع لو ساهموا بثلاجة أو لو استطاعوا نقل الفكرة للأحياء المحتاجة ووضعها في أماكن مأمونة سنوقف هدر الطعام ولن يكون هناك جياع .
 
والأجمل لو أن أصحاب المطاعم الموجودة في كل حي قاموا بنشر مثل تلك الثلاجات والاتفاق على عدم التخلص من بقايا طعام الزبائن ولكن تجميعها في نهاية اليوم بنظافة وملء تلك الثلاجات بوجبات تطعم المحتاجين وتدخل السعادة على قلوبهم ، ولا أعتقد أن أحدا يفضل إهدار طعام عن إطعام محتاج .
أيضا يستطيع شباب كل منطقة بها مجموعة مطاعم بعرض الفكرة بأنفسهم على مديري وأصحاب المطاعم والاتفاق معهم على المبدأ ، وليت كل أسرة توجه أبناءها لمشاركة أصدقائهم في عمل الخير حتى يصبح عادة راسخة في المجتمع .
 
في حقيقة الأمر سبل الخير كثيرة وسهلة ربما فقط نحتاج لمن ينير لنا الطريق لأفكار تساعد المجتمع وتساعدنا على تنفيذ المزيد ، لذا فهناك واجب إنساني على كل منا عندما يجد فكرة طيبة أن يذكر بها غيره ويساعد على نشرها فثوابه كثواب منفذها حيث إن الدال على الخير كفاعله ، 
ويجب أن نتذكر جميعا أن حاجة المتصدق للصدقة أكبر بكثير من حاجة متلقيها ، وما نقدمه من خير للغير دائما ما يفتح لنا نحن أيضا أبواب الخير في الدنيا والآخرة .

 

تعليقات (1)
مقال رائع
بواسطة: Mirette
بتاريخ: السبت، 26 يناير 2019 11:52 ص

أفكار جميلة يا ريت تعمم فى كل مكان

اضف تعليق