"العدل" تعقد ندوات تثقيفية وتدعو رجال الدين لطرح أفكار تعديل الخطاب الديني

السبت، 26 يناير 2019 06:00 م
"العدل" تعقد ندوات تثقيفية وتدعو رجال الدين لطرح أفكار تعديل الخطاب الديني
وزير العدل المستشار حسام عبدالرحيم واسامة الأزهري
هبة جعفر


أسامة الأزهري: فكر الدواعش تجرأ على الدين الإسلامي بتغيير ما هو مختلف عليه من مصطلحات

وزير العدل المستشار حسام عبدالرحيم: دحر الفكر المتطرف لا يقل عن المعركة العسكرية لمواجهة الإرهابيين

علي مدار الشهريين الماضيين حرصت وزارة العدل برئاسة المستشار حسام عبد الرحيم " كمؤسسة تنفيذية وتشريعية " علي  القيام بدورها في مساعدة الدولة للقضاء علي الإرهاب من خلال كافة الأساليب المتاحة والممكنة، تحقيقاً لمساعى الدولة الجادة والجهود المبذولة من كافة المؤسسات المعنية للقضاء على جذور الإرهاب وإحباط كل مراميه خاصة بما تبذله القوات المسلحة والشرطة المصرية فى مواجهة الإرهاب بسيناء، حيث جري عقد عدد من الندوات ومؤتمرات  كما تم استضافة رجال الدين لطرح افكارهم لتعديل الخطاب الديني وتعديل المفاهيم المغلوطة والمشوشة لدي الشباب، اضافة الي سعي الوزارة لتعديل التشريعات من أجل تشديد العقوبة علي المتهمين في قضايا الإرهاب.

وعقدت الوزارة ندوة تثقيفية لمواجهة الفكر الارهابي المتطرف بحضور عدد من علماء الأزهر ومنهم مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري الذي أكد :" إن ما تمارسه القوات المسلحة في حربها على الإرهاب والتطرف أمر عظيم، مثمناً دور قضاة مصر على مر عصورها في الدفاع عن الوطن وحماية حقوق المواطنين، بخاصة في الفترات التي تشهد أخطاراً تهدد المجتمع.

وأوضح الأزهري أن «فكر الإرهاب لدى الدواعش تجرأ على الدين الإسلامي بتغيير ما هو مختلف عليه من مصطلحات مثل «الإمامة» التى تبنتها جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها على يد حسن البنا، وتصديرها بوصفها الشكل الوحيد لإدارة آليات الدولة وربطها بأصول الدين»، لافتاً إلى أن مفهوم الخلافة الإسلامية ترسخ بالخطأ في عقول الشباب من قبل التيارات الدينية المتطرفة كـ «الإخوان» و «داعش»، حتى أصبحت الخلافة أصلاً من أصول الدين، رغم أنها فرع من الفروع، وهو ما أدى إلى سفك الدماء باسم الخلافة والدين.

وأضاف الأزهري: «فكرة التكفير جاءت وتطورت عند حسن البنا، من خلال إدراج مفهوم الخلافة، كأصل من أصول الدين، وتحولت الفكرة من نظرية إلى فكرة واقعية، وانتقلت بعد ذلك إلى تلاميذه، وعلى رأسهم سيد قطب وحسن الهضيبي»، مشيراً إلى أن تربية الأبناء بالضرورة تؤدى إلى انتقال أفكار الآباء إليهم، وهو ما حدث مع «الإخوان»، حيث بدأت تتناقل إليهم أفكار التكفير ومفهوم الخلافة الخاطئ، حتى وصلت إلى الجيل الرابع منهم.

وأشار الأزهري إلى أن الشريعة الإسلامية تدفع نحو المواطنة والمساواة، وإقامة الدولة بشكلها الحديث، وليس كما يدعي الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن الدساتير المصرية لم تخرج عما جاء في صحيح الدين، قائلا :«استقرت التيارات الإرهابية على مصطلحات مثل الحاكمية والتكفير التي تبناها مؤسسو الإخوان حسن البنا وسيد قطب، وامتدادها إلى انقطاع الدين عن الوجود، حتى بلغت تلك الأفكار إلى نشأة داعش وتبني رأس التنظيم أبو بكر البغدادي لتلك المفاهيم، مثل غيره من الجماعات المتطرفة حول العالم ومنها القاعدة وطالبان

وحذر الأزهري من مصطلح "الولاء والبراء" الذي تستغله الجماعات الإرهابية والمتطرفة لبثها فى نفوس الشباب خلال عملية غسيل عقولهم لنسف فكرة الوطن وسرقة العقول للإقدام على الأعمال الإرهابية ضد المجتمع والأسرة ودور العبادة، لافتًا إلى أفكار مثل (الخلافة والاستعلاء.. إلخ) من أجل تحويل الشباب المتطرف إلى قتلة، مشيرا إلى أن دور التيارات الوسطية نشر الأفكار السليمة ومواجهة الأفكار المتطرفة.

 أما وزير العدل المستشار حسام عبدالرحيم، فأوضح  إن دحر الفكر المتطرف لا يقل مطلقاً عن المعركة العسكرية لمواجهة الإرهابيين، موضحاً أن وزارة العدل قامت بإعداد تشريعات لمواجهة هذا الفكر، موضحا إنه يجب مواجهة «الفكر الأسود» بالفكر المعتدل على كافة المستويات سواء في المساجد أو الكنائس أو المدارس أو الجامعات أو وسائل الإعلام، وكذلك في الوزارات، إضافة للنهضة التنموية.

أما اللواء علي أبو سعد وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية، فأوضح أن الدولة بدأت في ملاحقة تطور الجريمة والتي تظهر في جرائم عمليات غسيل الأموال عبر التحقق من سلسلة كبيرة تمتد خارج مصر، للتحقق من معاملات مالية بالتنسيق مع الجهات الأخرى، وكذلك بالجرائم المتعلقة بالنقد الأجنبي والسوق السوداء، وعمليات الاتجار بالبشر وزراعة الأعضاء.

وأضاف أبو سعده، خلال الندوة أن هيئة الرقابة توسعت في عملها وبدأت تستقبل شكاوى المواطنين، وتحفظ سرية الشاكي، وتمارس عملها في التحري والتحقيق فيما جاء من شكوى لبيان صحتها من عدمه، فضلًا عن قيامها بإخطار الشاكي لما تم الانتهاء إليه من عملية التحري، كما تفحص كل ما تنشره وسائل الإعلام والصحف فيما يخص أوجه الإهمال والاستغلال وسوء الإدارة لمتابعتها.

وأشار وكيل الرقابة إلي أن الهيئة تمارس دورها أيضًا في فحص موقف المرشحين لشغل الوظائف العليا لنيل الأوسمة والنياشين وإبداء الرأي بشأنهم، تنفيذا لما اقره  دستور 2014، الذي  أناط بالدولة مكافحة الفساد، وما تبعه من تكثيف نشاط الهيئة بالتعاون مع الهيئات ومؤسسات الدولة في هذا الصدد، موضحًا أن دور الهيئة لا يقتصر على إحالة المتهمين بالفساد إلى جهات التحقيق فقط، ولكن تمتد إلى إجراء الدراسات والأبحاث لبيان أوجه القصور أو الخلل للوقوف على أسبابها والخروج بتوصيات لعلاج المشكلات لضمان استمرار المؤسسة المستهدفة من ممارسة دورها.

من جانبه قال الدكتور ضياء رشوان ، رئيس هيئة الاستعلامات، أن الجماعات الارهابية تستغل المواقع الالكترونية والوسائل الاعلامية  لترويج الشائعات وترويع المواطنين إلي جانب مدي ادراك هذه التنظيمات لأهمية استغلال التقنية الحديثة في تنفيذ مخططاتهم وقلب الحقائق.

وأضاف رشوان، أن الإرهاب ليس القتل في حد ذاته ولكن استغلاله بعد ذلك في ترويع المواطنين عن طريق وسائل الإعلام التابعة لهم بدول العالم المؤيدة لهم .

وتعد هذه الندوة الثانية ، فقد سبق وعقدت الوزارة ورشة عمل تحت عنوان "الترويج للفكر الإرهابى وسبل مكافحته" ، شارك بها قضاة وأعضاء نيابة عامة ودبلوماسيون وجهات إنفاذ القانون واستمرت على مدار يومين يتم من خلالهما طرح موضوعات شديدة الأهمية للمجتمع المصرى لاسيما فى الآونة الأخيرة.

كما دعت الورشة مشيخة الأزهر الشريف فى محاضرة موضوعها تفنيد النصوص المدسوسة على الأحاديث النبوية الشريفة والتى تروج للفكر الإرهابى ، حيث تأتى هذه الورشة إيماناً من وزارة العدل بدورها الفعال والمتأصل .

WhatsApp Image 2019-01-26 at 12.04.47 PM
 
WhatsApp Image 2019-01-26 at 12.04.48 PM
 
WhatsApp Image 2019-01-26 at 12.04.49 PM
 
WhatsApp Image 2019-01-26 at 12.04.53 PM

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة