بعد قرار طلاء المباني.. مواطنون يطالبون الحكومة بتشجير ورصف الشوارع

الأحد، 27 يناير 2019 11:00 ص
بعد قرار طلاء المباني.. مواطنون يطالبون الحكومة بتشجير ورصف الشوارع
طلاء واجهات المنازل
إيمان محجوب

- رئيس جهاز التنسيق الحضاري: نسعى لتحسين الصورة الجمالية للدولة.. وسنحدد لونا لكل إقليم

- عقوبة الممتنعين عن طلاء واجهات المنازل تصل إلى السجن 6 شهور طبقا لقانون البناء الموحد

لاقت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بضرورة استعادة العاصمة والمدن المصرية رونقها الحضارى عن طريق طلاء واجهات المنازل، ترحيبا كبيرا من رواد مواقع التواصل الاجتماعى والمواطنين، الذين اجمعوا على أهمية تطوير العاصمة القديمة بالتزامن مع بناء عاصمة إدارية جديدة، وقالوا إن القاهرة والجيزة بهما كثير من المبانى الأثرية والتراثية والميادين التاريخية، التى يمكن إبرازها مع تنسيق ألوان المبانى المجاورة بألوان تتناسب مع البيئة المحيطة.

«صوت الأمة» من جانبها استطلعت رأى بعض المواطنين حول طلاء واجهات المنازل على نفقة المواطنين، حيث أكدت الدكتورة إيمان الشناوى، مدرس مساعد بكلية تجارة، أن استعادة المدن المصرية لرونقها، لا يكون فقط بطلاء المنازل، فعلى الحكومة القيام برصف الشوارع بعد توصيل الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحى والغاز ثم تشجيرها، وبعد ذلك تطلب من المواطنين طلاء المنازل. 
 
من جانبها أكدت المواطنة هدى محمود، من منطقة فيصل، أن موضوع طلاء المنازل مهم جدا، وسيكون له تأثير إيجابى على نفسية السكان بالمناطق المختلفة فى العاصمة، وأكدت أن كثيرا من المواطنين يقومون بإنفاق مبالغ كبيرة على تشطيبات منزلهم من الداخل، وترك المبنى من الخارج على الطوب الأحمر، ما يكون صورة عشوائية عبارة عن غابة أسمنتية متداخلة، وهو ما تشاهده فى بعض المناطق فى فيصل والهرم وغيرهما من مناطق محافظة الجيزة من أعلى الطريق الدائرى. 
المواطنة هانم محمد، قالت إن دهان واجهات المنازل شىء جميل، ونوع من التنسيق والرقى، ولكن كون التكلفة على نفقة المواطنين «هو دا الغلط»، فى ناس بتخلص الشهر بالعافية، وتساءلت من أين نأتى بنقود لطلاء المنازل فى ظل تلك الظروف الصعبة وغلاء الأسعار؟ 
 
المهندس المعمارى نصر عبد الرحمن، أكد أنه يجب ألا يقتصر موضوع التنسيق الحضارى على طلاء الواجهات، فالموضوع أكبر من ذلك، وأضاف أن المشكلة تكمن فى التشويه، الذى حدث للعمارة المصرية، وهو ما تلاحظه عندما تشاهد التصميم، الذى بنيت به عمارات وسط البلد وتصميم العمارات الحديثة، ولذلك علينا مراعاة تصميم المبانى قبل الإنشاء مع وجود تناسب عرض الشارع مع عدد أدوار المبانى التى ستقام عليه. 
 
وأضاف، أن المصريين الذين بنوا الأهرامات بهذا التصميم الرائع والمتاحف والتماثيل، لا يليق بهم ولا بمهندسيهم أن يقيموا مثل هذه المبانى المشوهة العشوائية، واستطرد قائلا: إن مصر تحتاج لثورة معمارية تعيد أمجاد العمارة المصرية، وتليق بروادها الذين أبهروا العالم بتصميماتهم الهندسية.
 
وقال الدكتور خالد قاسم، متحدث وزارة التنمية المحلية، إن القانون رقم 119 لسنة 2008 فى شأن البناء الموحد، ألزم المواطنين بتشطيب الواجهات الخارجية للمنازل كشرط أساسى من شروط الحصول على ترخيص البناء من الوحدات المحلية المختصة.
 
وحول التعامل مع غير الملتزمين، أكد قاسم، أن الوزارة فى حالة ترغيب للمواطن، لأن الأمر فى صالحه، متابعًا: «سنمهل المتخلفين وقتًا، وحال استمرت المخالفة للقرار، سنرسل لهم عدة إنذارات، وإذا لم تتم الاستجابة لذلك، سيتم تطبيق العقوبات التى نص عليها القانون».
 
ونص قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008، ولائحته التنفيذية رقم 144 لسنة 2009 على توقيع عقوبات على المتخلف عن طلاء أو تشطيب واجهات المبانى.
 
كما نصت المادة 104 على أنه «يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن مثلى قيمة الأعمال المخالفة بحد أدنى 50 ألف جنيه، ولا تجاوز ثلاثة أمثال قيمة الأعمال المخالفة أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أقام أعمالًا دون مراعاة الأصول الفنية المقررة قانونًا فى تصميم أعمال البناء أو تنفيذها أو الإشراف على التنفيذ أو فى متابعته أو عدم مطابقة التنفيذ للرسومات والبيانات أو المستندات التى منح الترخيص على أساسها.
 
من ناحيته علق محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، على القرار، قائلا، إن قرار طلاء المبانى «اللى على الطوب الأحمر» بلون موحد يستهدف إعادة التنسيق للمبانى، وتغيير الصورة البصرية للمدينة والأقاليم، ما يحسن الصورة الجمالية للدولة المصرية.
 
وأشار أبو سعدة، إلى أنه ستتم دراسة كل إقليم وما يناسبه من ألوان، موضحًا أنه سيتم تحديد مجموعة ألوان لكل إقليم، وستكون هناك نماذج فى كل منطقة. 
وأضاف أبو سعدة، أنه تم وضع تصور كامل لإعادة الصياغة البصرية فى الطريق المؤدى للمتحف المصرى الكبير من حيث الألوان والمسطحات الخضراء، ونسب التشجير والعلامات المرورية، بحيث يكون الطريق لائقا بهذا المشروع العملاق.
 
وأكد أنه تمت إعادة الصياغة الحضارية لمنطقة وسط البلد «القاهرة الخديوية»، منوها أنه تم الاحتفاظ بالألوان الأساسية للمبانى الأثرية، مشيرا إلى أن الجهاز، يسعى إلى أن يكون هناك تنسيق لونى فى كل منطقة، بحيث تكون هناك معايير ألوان محددة، مثلما هناك معايير معينة فى الارتفاعات.
 
وأوضح أنه سيتم طلاء كل عمارة بحسب درجات الألوان بالمنطقة المتواجدة بها، وليس بطلاء موحد للجميع، فالقاهرة والصعيد سوف يتم طلاؤهما بدرجات الألوان الترابية، والمناطق الساحلية بدرجات اللون الأزرق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة