الدوحة تخون قضية العرب الأولى وتفشل مساعي المصالحة

الأحد، 27 يناير 2019 09:00 ص
الدوحة تخون قضية العرب الأولى وتفشل مساعي المصالحة
تنظيم الحمدين
شيريهان المنيري

- مندوب تنظيم الحمدين يعلن شراء الكهرباء من إسرائيل وتحصيل أموالها من الفلسطينيين 

سياسات قطرية عابثة بالمنطقة برمتها لم تكتف بمحاولاتها فى ضرب أمنها واستقرارها؛ بل اتخذت أيضا توجها فى تقويض الجهود العربية لدعم قضية العرب الأولى، ألا وهى القضية الفلسطينية.

العلاقات القطرية الإسرائيلية وصلت إلى مراحل متقدمة ربما أكثر من ذى قبل، وهو ما انعكس بوضوح خلال الآونة الأخيرة بحسب تصريحات مسئولين إسرائيليين فى إطار تجهيزات النظام القطرى لفعاليات مونديال 2022، والمقرر إقامته على أراضى الدوحة، التى اختصت جزءا كبيرا من اهتمامها للعمل على توفير كل سبل الراحة لضيوفها من الإسرائيليين.
 
هذا ويستمر ضخّ الأموال القطرية إلى قطاع غزة بإشراف الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذى يراه عدد من الخبراء السياسيين بأنه يضر الجهود الرامية إلى المصالحة الفلسطينية التى من شأنها الإسهام فى استقرار الأوضاع بفلسطين واستعادة شعبها لحقوقه المنتزعة.
 
وفى تصريحات مثيرة للعديد من التساؤلات، أعلن المبعوث القطرى لدى غزة، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادى فى 20 من يناير الجارى؛ عن وصول الدفعة الثالثة من الأموال القطرية لقطاع غزة، إلى جانب شراء الكهرباء بكميات كبيرة من إسرائيل لتوزيعها فى أرجاء قطاع غزة، على أن تحُصل أموالها من الفلسطينيين!
 
المحلل السياسى السعودى، مبارك آل عاتى يرى أن قطر التى تستضيف على أراضيها قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وتتبنى أفكارها ونشرها، تتعمد دوما إلى تقديم مبالغ مالية طائلة لحركة «حماس» بإشراف وتنسيق إسرائيلى مباشر، ما يُعمق الانقسام الفلسطينى، ويحقق الانفصال التام بين السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية وحركة حماس فى غزة.
 
وقال فى تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «إقامة ما يشبه الإمارة لحماس فى القطاع ما هو إلا خدمة لإسرائيل، التى تنسق معها الدوحة، لأنها تعلم أن نقطة الضعف الفلسطينى الحقيقية تتمثل فى الانقسام المستمر»، مضيفًا أن «قطر وعبر مالها العفن تتطفل على جهود المصالحة العربية بين الأطراف الفلسطينية، والذى تقوده وتشرف عليه مصر، وذلك فى مسعى من الدوحة لتثبيت الاحتلال الإسرائيلى للقدس ومنع إقامة دولة فلسطينية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية».
 
وأوضح «آل عاتي» أن قطر عبر دفعات أموالها التى تضخها فى غزة منذ نوفمبر الماضى تعمل على تكريس الانقسام الفلسطينى وتحقيق الانفصال، وإفشال الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، إلى جانب استمرار دعم أذرع جماعة الإخوان، وخدمة الاحتلال الإسرائيلى حتى تساعدها تل أبيب فى الضغط على واشنطن لتحقيق حل للأزمة القطرية وفقًا لتوجهات الدوحة والضغط على دول الرباعى العربى (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
 
من جانبه قال الباحث السياسى الفلسطينى، سلامة دحلان: «قطر تعمل على محاولة ترويض حركة حماس، لأن قبول الأخيرة بعلاقات مع قطر يعنى الموافقة الضمنية على التطبيع الجارى بين قطر وإسرائيل، فكما نرى كل المعونات والمساعدات التى تمر لغزة تأتى عبر إسرائيل وتحت إشرافها».
 
وأضاف فى تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «بالنسبة لما يتعلق بالانقسام الفلسطينى فلا شك أن وجود دعم طرف على حساب آخر يدعم استمرار الانقسام، وهو ما حذرت منه السلطة الفلسطينية، وعلى الرغم من ذلك نرى أنه بدلًا من أن تدفع قطر وبعض من دول المنطقة باتجاه المصالحة وإنهاء الانقسام، تعمل على دعمه»، مشيرًا إلى أن نية قطر سيئة لأنه كان بإمكانها أن تجعل دعمها لقطاع غزة مشروطًا بإنهاء الانقسام، بينما لم تفعل ذلك. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق