ماذا بينك وبين رجال الأعمال يا أمريكا؟.. ملياردير جديد يغازل البيت الأبيض

الخميس، 31 يناير 2019 10:00 م
ماذا بينك وبين رجال الأعمال يا أمريكا؟.. ملياردير جديد يغازل البيت الأبيض
البيت الأبيض

هذه المرة قد لا يكون الأمر غريبا.. فقبل عدة أعوام وبالتحديد (2015)، كان دونالد ترامب أعلن ترشحه، لرئاسة البيت الأبيض- ليصبح أبرز ملياردير يترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية- ومع اقتراب انتهاء ولاية «ترامب»، برز ملياردير جديد- هوارد شولتز- يحاول مزاحمة ترامب على مقعد البيت الأبيض.
 
ربما فتح «ترامب»، الباب على مصرعية، أمام كل رجال الأعمال الراغبين في الحصول على السلطة، وقيادة أمريكا، خلال الفترة المقبلة، خاصة وأنه قد حظي بتأييد كبير جعلها يصل إلى مفاصل الحكم في أمريكا، وربما كان أول ذلك الفوز، هو قدرته على حشد تأيد الحزب الجمهوري، لترشيح.
 
هوارد شولتز، المدير التنفيذي السابق لشركة القهوة الأمريكية الشهيرة ستاربكس، قد يكون اتخذ «ترامب»، قدوة في الجمع بين عالمي البيزنس والسلطة، وبدأ يعد عدته للمنافسة على انتخابات أمريكا (2020).
 
كان «شولتر»، أكد خلال مقابلة تليفزيونية مؤخرا إنه لو خاض السباق سيكون كمستقل وسطى، وأضاف: «نحن نعيش في وقت هش، ليس فقط حقيقة أن هذا الرئيس، ترامب، ليس مؤهلا ليكون رئيسا، ولكن أيضا حقيقة أن كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، لا يقومان بما هو ضروري نيابة عن الشعب الأمريكي ويشتبكان كل يوم في سياسات انتقامية».
 

هوارد شولتز

ربما لم يعلن «شولتز»، ترشح لانتخابات أمريكا (2020)، رسميا حتى الآن، إلا أن تصريحاته تبدو كبالون لاختبار رد الفعل لمسألة ترشحه. وقد أكدت ردود الفعل الأولى أن مساعيه، في حال استمر فيها، ستواجه طريقا صعبا. فبمجرد إعلان نيته هاجم الديمقراطيون رجل الأعمال الأمريكي لأنهم اعتبروا أن ترشحه يهدد فرصهم في إمكانية الإطاحة بـ«ترامب» في الانتخابات المقبلة.
 
وخلال إحدى الفعاليات التي تم تنظيمها في نيويورك (الاثنين)، لإطلاق كتابه الجديد، وبمجرد أن بدأ حديث قاطعه أحد المحتجين قائلا: «لا تساعد في انتخاب ترامب أيها الملياردير المغرور.. عد إلى دافوس مع نخبة الملياردير الأخرى الذين يعتقدون أنهم يعرفون كيف يديرون العالم».
 
كما أن صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أن الديمقراطيين، ولاسيما الليبراليين منهم، هددوا بمقاطعة ستاربكس لو قرر شولتز الترشح بالفعل. فرغم أنه لم يعد الرئيس التنفيذي للشركة إلا أنه يظل واحدا من أكبر المساهمين فيها.
 
ويعتقد الديمقراطيون أن شولتز سيشتت الأصوات المعارضة لـ«ترامب»، التي سيحتاجها المرشح الديمقراطي، ليلعب نفسه الدور الذي لعبه كل من روس بيروت ورالف نادر، المرشحين المستقلين في انتخابات الرئاسة عامي (1992 و2000)، على التوالي.
 
وكتبت نيرا تاندين، رئيسة مركز التقدم الأمريكي ومستشارة الحملة السابقة لكلا من باراك أوباما وهيلاري كليتون، تقول: «لو دخل السباق، سأبدأ بمقاطعة ستاربكس لأنني لن أعطى فلسا ينتهي إلى خزائن انتخاب رجل سيساعد ترامب على الفوز».

ورغم أن ترامب نفسه هاجم «شولتز»، عبر حسابه الرسمي، بموقع التدوينات المصغر «تويتر»، بعد تصريحاته، قائلا: «إنه لا يملك الشجاعة للترشح للرئاسة، ففقد شاهدته في برنامج 60 دقيقة ليلة أمس وأتفق معه في أننا ليس الشخص الأكثر ذكاءً»، إلا أنه يشترك مع الديمقراطيين في الاعتقاد بأنه يمكن أن يفتت الأصوات لصالحه.
 
حيث قال «ترامب» أمام حشد في فندق ترامب نيويورك (الاثنين)، وبحسب ما كتبت مراسلة البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز ماجي هابيرمان على «تويتر»، إنه كان يحاول أن يدفع هوادر شولتز لدخول السباق بتغريدته لأنه يعتقد أنه سيساعده.
 
لكن «شولتز»، لا يرى الأمر كذلك، ويقول إنه لو كان الخيار بين «ترامب» ومرشح ليبرالي تقدمي من الديمقراطيين، سيقتلني أن أرى «ترامب» يعاد انتخابه، وأعتقد أن هذا ما سيحدث، في إشارة إلى اعتقاده بأن الديمقراطيين لن يستطيعوا التغلب على ترامب في المعركة القادمة.
 
وكانت هناك معركة بين الرجلين الثريين منذ سنوات. فسبق أن هاجم «ترامب»، ستارباكس خلال حملته  الانتخابية عام (2015)، بينا انتقد شولتز سياسات ترامب لسنوات. وستتضح خلال الأيام القادمة ما إذا كان شولتز سيمضى بالفعل في محاولته الانتقال من عالم الأعمال والثروة إلى عالم السياسة المربك المليء بالصدامات، التي ستكون بالتأكيد أكثر حدة لو كان خصمه الرئيسي فيها ترامب.
 
أما عن حياته، فعلى العكس من ترامب الذي ولد في عائلة ثرية، فإن شولتز عانى الفقر في سنوات عمره الأولى حتى أن التحاقه بالجامعة كان منحة لتفوقه الرياضي، وكان أول أفراد أسرته التحاقا بها، وحصل على البكالوريوس في الاتصالات من جامعة نورث ميتشيجان.. وعمل بعد تخرجه مديرا لعمليات البيئة بالتجوئة والتسويق في ستاربكس عام (1982) قبل أن يؤسس شركته الخاصة للقهوة، لكنه عاد واشتركي ستارباكس وأصبح رئيسها التنفيذي. وفي عام (2000) استقال منه منصبه لكنه عاد إليه مرة أخرى في عام (2008).

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق