الانتخابات التركية بين تصريحات أردوغان العنجهية واللعب مع الكبار

الأربعاء، 06 فبراير 2019 12:00 م
الانتخابات التركية بين تصريحات أردوغان العنجهية واللعب مع الكبار
اردوغان
كتب مايكل فارس

التصريحات العنجهية هى ثقافة وفكر رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، يسعى من خلالها لكسب تأييد شعبه بالأكايب تارة وبصنع بطولات وهمية تاره أخرى، فهى لعبة مفضوحة كررها آلاف المرات، إذ يخرج مهاجمًا الولايات المتحدة ليظهر في صورة المتحدي، وآخر هذه التصريحات كانت على مذبح منبج السورية.

فالرئيس التركي يرغب في ضرب عصفورين بحجر واحد، إما الحصول على موافقة أمريكية لاقتحام المدينة -رغم صعوبة ذلك-، أو في أضعف الأحوال يكسب ناخبًا تركيًا ربما يصدقه، خاصة مع تراجع شعبية حزبه العدالة والتنمية بشكل لافت في استطلاعات الرأي قبيل انتخابات البلديات في 31 مارس المقبل، أردوغان قال: "سندخل منبج السورية ونريد توضيحًا أمريكيًا" في 14 ديسمبر 2018، ثم كررها في 8 يناير 2019، وها هو يعيدها مرة ثالثة في 5 فبراير 2019، وفي كل مرة يكون الرد الأمريكي بسيطا وواضحا "واشنطن لا ترغب بأي تحرك عسكري تركي بدون التنسيق معها.

يعد اقتحام منبج هدفًا يسعى إليه إردوغان على غرار احتلال عفرين في مارس 2018، إلا أنه يحتاج لموافقة أمريكية وتنسيق روسي، فبدونهما لا يستطيع التحرك خطوة واحدة إلى الأمام، لذلك يخرج كل فترة بتصريح "جس نبض" لينظر بماذا سترد واشنطن وموسكو، ومنذ احتلال عفرين السورية في مارس 2018 يبدو أنها غير كافية، ارتكب اردوغان مجازر عدة،  ولكنه بحسب خبراء-يتعطش للمزيد في منبج، لذلك فإن تبريره الدائم لا يتغير في كل مرة يتحدث عن اقتحام المدينة "إذا لم يتم إخراج المسلحين في غضون عدة أسابيع ستنتهى مهلة انتظارنا وسينفد صبرنا.. فلا يمكن تحمل أكثر من ذلك من أجل إخلائها من وحدات حماية الشعب.

فالجيش التركي قتل مئات المدنيين في عفرين، فضلا عن عمليات تهجير واسعة النطاق، لاستبدال أهالي المدينة الأصليين بغيرهم من عرقيات أخرى، كما تواصل قطع أشجار الزيتون في محاولة لطمس هويتها، فبحسب سياسيين فإن إردوغان كأنه يكرر ذات الجملة، يدعي أنه لا ينتظر الإذن من أحد -في إشارة للولايات المتحدة- ثم في التصريح نفسه تراه يوجه حديثه لواشنطن بأنه ينتظر الرد بشأن موافقتها على إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج.

ويرى إردوغان أنه لم ير بعد خطة مقبولة من الولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة شمال شرق سورية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من اقتراح دونالد ترامب إنشاءها بعد قرار حسب قواته نهائيًا، ما اعتبر حينها هدية على طبق من ذهب لروسيا، التي بدورها ترفض أي تدخل تركي إلا بالتنسيق معها، لذلك استدعى الرئيس فلاديمير بوتين، إردوغان لاجتماع في 14 فبراير الجاري بمدينة سوتشي بمشاركة نظيرهما الإيراني حسن روحاني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق