منهج التخريب.. حقائق وثقها القضاء في حيثيات حريق المجمع العلمي

الجمعة، 08 فبراير 2019 10:00 ص
منهج التخريب.. حقائق وثقها القضاء في حيثيات حريق المجمع العلمي
حريق المجمع العلمي
كتب – أحمد متولي

حقائق كثيرة وثقها القضاء المصري بشأن أحداث مجلس الوزراء التي وقعت نهاية شهر ديسمبر 2011، وأسفرت عن حريق المجمع العلمي، في حيثيات الحكم الصادر من الدائرة (11 إرهاب) بمحكمة جنايات القاهرة، التي يترأسها المستشار محمد شيرين فهمي، بمعاقبة أحمد دومة بالسجن 15 سنة وإلزامه بدفع 6 ملايين جنيه قيمة التلفيات.

 

المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس محكمة جنايات القاهرة، أكد في حيثيات حكم إدانة "أحمد دومة" أن أحداث مجلس الوزراء التي جرت وقائعها فجر يوم الجمعة الموافق 16 ديسمبر 2011، لم تكون منفصلة عن المخطط التآمري، الذي أعدته قوى الشر لإسقاط مؤسسات الدولة المصرية وزعزعة استقرارها، ودخل حيز التنفيذ منذ ثورة 25 يناير باستغلال المطالب الشعبية وتطويعها لخدمة أهدافهم.

 

الوقائع المنسوب ارتكابها لـ"دومة" حدثت في يومي 16 و17 ديسمبر 2011، أي منذ اندلاع الاشتباكات بين مجموعة من المتظاهرين أرادوا غلق مجلس الوزراء بالاعتصام أمامه وإغلاق أبوابه،  لمنع الدكتور كمال الجنزوري من الدخول رفضا لتوليه منصب رئيس وزراء مصر.

 

بدأت الأحداث بنصب المتظاهرين للخيام في شارع مجلس الشعب وأحكموا مداخله بأبواب حتى وزارة الصحة، وتمكنوا بذلك من منع الموظفين من الدخول إلى المجلس.

 

مخطط إشعال الفوضى في هذه الأحداث دخل حيز التنفيذ عقب نصب الخيام، عن طريق بل قيام بعض من المعتصمين بإهانة الضباط وسب جنود الخدمة المكلفين بحماية مجلس الشعب بألفاظ نابية، واتهامهم بالعمالة والخيانة، وقذفهم بزجاجات مملوءة بالبول، وأكياس القمامة، والتلويح بالإشارات والإيحاءات الجنسية، لم يكن هذا الاستفزاز محض الصدفة أو تصرف فردي من غير مسئول، بل كان الأمر متعمدا لإثارة الجنود واستدراجهم للتعدي علي المعتصمين، وصولا لتصوير مشاهد تسجل هذا الاعتداء والتنديد به.

 

منهجية التخريب

المستشار محمد شيرين فهمي قال نصا في وصف الأحداث السابقة: "لقد كان الميدان مناخا خصباً ومرتعاً لمن كانوا يعبثون في الخفاء من أصحاب المطامع والأهواء، أظلهم الشيطان بظله، فنزع عنهم عباءة المواطنة، واقتلع من صدورهم جذور حب الوطن، وقد تجلى ذلك بوضوح باستعراض آثار الدمار الذي خلفته التجمهرات في النصف الأخير من شهر ديسمبر".

 

وكشف رئيس محكمة الجنايات عن منهجية التخريب والإتلاف وإشعال الحرائق بالمنشآت الحكومية والهامة مثل مجلسي الشعب والوزراء، وحي بولاق أبو العلا، وحي غرب القاهرة، ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية، قائلا: "حتى المجمع العلمي ذلك المبنى الذي وقف شاهدا على عصور مضت لم يسلم من أيدي أناسا جهلوا في الأصل ما يحرقون، ووقفوا يحتفلون بنصرهم، ويتراقصون على أوراق لهيب النار وهى تأكل أوراق ووثائق شاهدة على الزمان، ظلما أن يقال إن أبناء مصر الأحرار هكذا يرون النظام بل الأمر لا يخلوا من أيادي سوداء تحالفت مع الشيطان لإسقاط الدولة".

 

بحسب الحيثيات اشترك صباح يوم الجمعة، ديسمبر أحمد سعد دومة سعد وآخرين سبق الحكم عليهم وآخرين مجهولين في تجمهر على نحو جعل السلم العام في خطر، واتفقوا على وجوب التجمهر أمام سور مجلسي الشعب والوزراء بغرض ارتكاب جرائم الاعتداء على رجال السلطة العامة من ضباط وأفراد وجنود القوات المسلحة والشرطة بقصد حملهم على الامتناع عن أداء عملهم.

 

واعتبارا من الساعة الواحدة من ظهر يوم الجمعة 16 ديسمبر، وحتى الساعة السادسة والنصف من صباح يوم السبت 17 ديسمبر، استمر المتجمهرون في قذف مجلسي الشعب والوزراء بالحجارة والمولوتوف، وكرات اللهب على الرغم من توجيه النصح والإرشاد لهم عبر مكبرات الصوت إلا أنهم لم يرتدعوا، واستمروا في أعمال العنف، ومنهم من كان يقوم بتصنيع المولوتوف المستخدم في الحريق بمنطقة الأحداث عن طريق وضع مادة معجلة للاشتعال "بنزين" بزجاجات تعلو فوهتها قطعة من القماش "فتيل" وكان يتم إحضار البنزين من أي من الدراجات البخارية المحيطة بهم.

 

وتوجه أحمد دومة إلى هشام الشاذلي أحمد صابر "الشاهد العاشر" حال تواجده بشارع مجلس الوزراء، وبيده زجاجات فارغة داخل شيكارة بلاستيك وطلب ملئها بالبنزين من دراجة الشاهد البخارية إلا أنه رفض، وعندئذ توجه المتهم لدراجات بخارية أخرى كانت بجواره وقام بملء زجاجات البنزين، وكان يعطيها لآخرين يضعون في فوهتها قطعة من القماش لإشعالها وعقب ذلك تسليمها لبعض الشباب الصغار لإلقائها على مجلسي الشعب والوزراء مما نتج عنه الأضرار والتلفيات.

 

ورصدت الحيثيات واقعة أخرى بطلها المتهم "دومة" حين اضطر النقيب محمد أحمد عبد الغني لاستخدام مسدس صوت لتفريق عناصر الشغب من حول أفراد قوة التأمين، وكان من بينهم أحمد دومة الذي تعدى على أحد الضباط بالحجارة، فهدده الأخير بإطلاق عيار من مسدس صوت، وكتب أحمد دومة تدوينه على موقع التواصل الاجتماعي جاء نصها كالتالي: "نقيب قذر من كلاب القوات المسلحة ضربته بقالب طوب في وشه.. رفع المسدس في وشي وبيني وبينه خمسة متر وخلاني أتشاهد، وبعد لما ضرب طلع مسدس صوت".

 

شهادة وائل الإبراشي

ظهر المتهم "دومة" في برنامج الحقيقة الذي تبثه قناة دريم الفضائية بالحلقة المذاعة بتاريخ 20 ديسمبر 2011، وأجرى الحوار الإعلامي وائل الإبراشي "الشاهد الحادي عشر"، حيث أدلى المتهم بأقوال وصفها بأنها اعتراف قرر فيها أنه كان يمسك بزجاجات المولوتوف ويقذفها، وأنه لم يلقها على مجلس الشعب كمبنى إذ أنه لم يستهدف حجارة أو تاريخ أو تراث، لكنه كان يستهدف مجموعة من الذين يرتدون زيا عسكريا ويطلقون الرصاص عليه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة