نَحْنُ اليهود !!

الجمعة، 08 فبراير 2019 10:55 ص
نَحْنُ اليهود !!
سمير رشاد اليوسفي يكتب:

ستنتهي الحرب على الحوثيين بعد زوال أسبابها. غير أنّ "هاشميين" ينتمي بعضهم لتنظيم "المؤتمر الشعبي العام" صاروا يستعجلون التسوية متحججين بذرائع إنسانية، غير آبهين بشعارات "الحوثي"المُلغمة بالإرهاب، وممارساته السُلالية العنصرية، وعلى رأسها خُرافة الولاية.
 
وكان الأحرى بإخواننا "الهاشميين" -عوضاً عن تنظيرهم حول السلام على أساس المحاصصات الطائفية التي كُنا متخففين منها إلى ما قبل  فتنة الحوثيين- إقناع  "ابن عمهم" بالتخلي عن مزاعم تكليف الله له بحكم اليمن، أو إعلان البراءة منه ومحاربته حتى يُنهي حربه على اليمنيين، ليتسنى للعالم مُخاطبة الشرعية والتحالف بتوقيف الحرب.
 
وهذا التنظير  في الواقع ظهر إلى العلن بعد التآمر على توقيف جبهة الحديدة، والاستمرار  في محاورة  الحوثيين بتمثيل ضعيف يُراد منه الضغط لشرعنة وجودهم وتحويلهم إلى نسخة أخرى من  "حزب الله" شمال اليمن وجنوب السعودية.
 
وسيكون على المتسببين في توقيف الجبهات التسليم بهيمنتهم على إقليمي "ازال" و"تهامة" ثمناً لقبولهم التسوية وفقاً لمخرجات الحوار.. وفِي هذا يمكننا تفسير التصعيد الذي يقوم به الحوثيون في الجبهات المتاخمة للمحافظات التي يسيطر عليها تجمع "الأصلاح" مع بدء كل جولة حوار، والتلويح بانسحابهم من تعز بعد الحديدة لإغراء ممثليه في وفد الشرعية على قبول هذه التسوية.
 
كانت القوات الوطنية المشتركة قد استكملت تحرير "المخا" وبقية مدن الساحل وصولاً إلى "الحديدة" التي لم يتبق على استكمال تحريرها سوى بضعة كيلومترات..  لولا مخاوف وهواجس غير منطقية تمّ تسريبها خدمة للحوثيين مفادها أنّ تحرير الحديدة تهيئة لحرب تتجاوز اليمن، وجاء تقرير قناة الـ   CNN الأميركية قبل أيام باتهامه السعودية والإمارات بتسليم أسلحة حديثة لجماعات إرهابية مُعززاً لتلك المخاوف. مع أنّ هذه الهواجس تنطبق أكثر على الحوثيين من خلال التجارب السابقة..
واستمرار الحوار معهم بغرض الاكتفاء بانسحابهم العسكري وتسليم أسلحتهم و تطبيق نفس الشرط على قوات الدولة الشرعية .. مع الإصرار  على تمرير الأقاليم والإبقاء عليهم كمُكوِّن معترف به دون تجريم وتجفيف منابع جرثومتهم التمييزية الطائفية.. قد يخلق سلاماً مؤقتاً، لكنه سيمنحهم الفرصة لترتيب أنفسهم استعداداً لخوض حروب قادمة.
 
وإذا كانت الطائفية معتقدات ومذاهب من المستحيل إلغاؤها، فإنّ السماح لطائفة -سواءُ أكانت من الحوثيين أو السلفيين أو الأخوان المسلمين - بفرض مذهبها الديني على غيرها، أو الانفراد بحكم إقليم حتى لو كان أغلب مواطنيه موالين لها بحُجية الديمقراطية هو أشد خطورة على اليمن والمنطقة من الأسلحة النووية.. والشواهد ماثلة في لبنان والعراق وإيران .
 
والسنوات الأربع الماضية كشفت لمن غرّهم الحوثي بشعاره المتضمن موت إسرائيل ولعن اليهود كذِّبه بتفخيخه لليمن ومحاربته أبناء شعبها حتى اقتنعوا  بأنّهم هم اليهود الذين يستهدفهم الحوثي بلعنه وموته.
 
ويكفي أنّ بريطانيا التي فرضت صفقة القرن العشرين بمنح اليهود وطناً قومياً في فلسطين تنافح منذ أعوام من أجل منح الحوثي إقليما أو أكثر، ولن تجروء على دعمه إذا لم تكِن على ثقة من مُساندته لصفقة القرن الحالي. 
 
 والطريقة المُثلى لتأطير الطوائف والحيلولة من خطورتها تكون بالتوافق على الاحتكام لدستور لايُفاضل بين اليمنين وفقاً لدين أو مذهب أو عرق، واعتبار المعتقدات والمذاهب قناعات شخصية لا علاقة لها بإدارة الدولة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق