بالفيديو والصور.. «الكانون» دفاية الغلابة في برد الشتاء القارص..القناوية يستعيدون «المنقد».. «العقر» الحل للهرب من صقيع المنيا.. و«بؤرة التدفئة» ملجأ أهالى الوادى الجديد

الأربعاء، 06 يناير 2016 02:19 م
بالفيديو والصور..  «الكانون» دفاية الغلابة في برد الشتاء القارص..القناوية يستعيدون «المنقد».. «العقر» الحل للهرب من صقيع المنيا.. و«بؤرة التدفئة» ملجأ أهالى الوادى الجديد
هشام صلاح ـ محمود فكرى ـ ماهرمندى ـ أحمد صالح

«الحاجة أم الاختراع»، ربما لا تنطبق هذه الكلمات على الحال فى مصر، فرغم انتشار التكنولوجيا إلا إنها لم تعد حتى الأن البديل لحل أزمة البرد القارص التي تجتاح مصر خلال هذه الأيام، مما جعل الوسائل البدائية أمثال الكانون والمنقد والحطب وقناديل الدرة الحل للهرب من الصقيع.

«جريد، حطب، قراونة حديد»، جميعها مكونات دفاية الفقراء داخل قرى مصر، التي لجأ إليها البسطاء بسبب عدم قدرتهم على شراء الدفايات الكهربائية.



«صوت الأمة » رصدت فى هذا التقرير وسائل الفقراء فى ربوع مصر المحرومة لمواجهة برد الشتاء.

الكانون

برد الشتاء أعاد للبيت الصعيدي ثقافة الالتفاف حول موقد النار «الكانون» للتدفئة من قسوة البرد في المساء عبر إشعال النار من الحطب والأخشاب، وتجمع الأم أو الجدة أبناء القرية وتحكي لهم قصصا من التراث الشعبي كـ«أبو رجل مسلوخة، والشاطر حسن»، وغيرها من الحكاوي الشعبية.

ففي أحد القرى الفقيرة بمحافظة سوهاج وتحديدا قرية شطورة ألتقت «صوت الأمة»، بالمواطنين الذين أكدوا استخدامهم لـ « الكانون» لمواجهة موجة البرد القارس.


صوت حزين

«الجو بارد ومش عارفين ننام»، بصوت حزين وعيون كادت أن تنهمر في البكاء، بدأت كلمات تعبر على المعاناة التي يعيشها، أهالي قرية شطورة بمحافظة سوهاج، بعدما بدأ شبح الشتاء والبرودة يطرق أبوابهم، وأصبح السؤال المطروح، كيف يتم قضاء فصل الشتاء، فهم لا يملكون إلا مأوى من طوب لبني، لا يتحمل الأمطار، من ناحية والسقيع والرطوبة من ناحية أخرى.

شبح البرودة

«شبح البرودة عاد لينتقم منا ومش عارفين نعمل ايه ونواجهه إزاي»، قالها ناصر أحمد عيسى، من قرية شطورة بمركز طهطا شمال المحافظة، إنه يلجأ لقطع الأشجار والأخشاب لضعف إمكانياته المادية وعدم قدرته على شراء دفاية، ويطالب بنظرة من الدولة بعين الرحمة، ويقول إن لديه 5 أولاد فى مراحل التعليم المختلفة، وأنه يعمل بائعا متجولا ولا يمتلك شراء دفاية، ولضعف الإمكانيات فى الصعيد يلجأ المواطنون إلى قطع الأشجار وجذور النخل المتهالكة للتدفئة.

البرد بيصحينا من النوم


وفي ذات السياق قالت السيدة إحسان على عبد الله، ربة منزل: «هنموت من البرد ومحدش سأل فينا، ومعايا 7 أولاد وأبوهم ميت، ومش معانا غير بطانيتين، البرد بيصحينا من النوم، ومحتاجين مساعدات من الدولة»، وتشير حسان أنها لا تعرف من المسئول فى المحافظة كى تروى قصتها، وأنها تلجأ إلى وضع «الكروانة» بعد صفاء النار بداخلها فى غرفة الأطفال حتى لا يشعروا بالبرد أثناء النوم.

رحمة المسئولين

لتتوالى معاناة أهالي الصعيد يوما بعد يوم، ليس في شطورة فقط بل وبعض القرى الأخرى التي تعاني نقص في الصحة والدواء وغيرها، دون نظرة رحمه من المسئوليين.

المنقد
وعلي الجانب الآخر وتحديدا في محافظة قنا، رصدنا انتشار ما يسمي بـ«المنقد»، وهو أخشاب من الأشجار تقطع وتشعل بها النيران للمقاومة الطقس البارد خلال فصل الشتاء.

كما يعتمد أهالي المحافظة أغنياء وفقراء على إشعال النيران في الأخشاب كمصدر رئيسي للمقاومة البرد القارص وسط مظاهر المحبة والتعاون يتجمع العشرات من رجال وشباب القري في قنا لإشعال النيران يومًا أمام المنازل.

تجهيز الأخشاب

يقول أبو بكر الشيخ، أحد شيوخ بلد، انه يحرص كل عام علي شراء وتجهيز الأخشاب لمواجهة فصل الشتاء.
وقال وسيم احمد، «أن ظاهرة إشعال النيران خلال شهر الشتاء في صعيد مصر ظاهرة من قديم الأزل رغم وجود مصادر دفئ آخر كهربائية وأجهزة تعمل با السولار إلا أن «المنقد» أشهر الأساليب القديمة في البيت الصعيدي.

ويقول علي عبدالله، أن مساحة المنازل الصعيدية الضخمة وغالبًا التي تكون بجوار الأراضي الزراعية تختلف عن المدن فا هي أكثر صقيع.

جلسة واحدة

وأشار أدهم عبد الموجود، إلى أن تلك الظاهرة لا تميز بين فقير أو غني حيث يجتمع شباب القرية في جلسة واحدة لإشعال النيران هربًا من صقيع الشتاء.

إشعال الحطب

وعلي الصعيد الآخر وفي إحدى قرى محافظة المنيا التقينا عدد من المواطنين الذين أكدوا أن المحافظة تشهد تلك الايام موجة باردة ويواجة الأهالى الموجة الباردة باشعال النار بالحطب والعظم ليخرجوا من برد الشتاء.

الجريد والعقر

«بندفي طول الليل ببلاش»، بهذه الجملة يشير أهالى المنيا، إلى لجوؤهم إلى تلك الطريقة للتدفئة بسبب عدم تكلفتها، موضحين أن غالبية منازل القري بالمنيا، تقوم بتخزين كميات من «الجريد» أو «العقر» وهو ما يتبقى من الذرة الشامية، داخل المنازل، لاستغلاله للتدفئة طوال فصل الشتاء.

ففى قرية منشأة اليوسفى يقوم الاهالى بجمع الحطب من العصر ليجتمع الجميع حول منقد النار للشعور بالدفء.

يقول الحاج محمد عبد الكريم، من ابناء القرية، نقوم بجمع الحطب من الاشجار قبل دخول فصل الشتاء فوق سطوح المنازل وعند بدء فصل الشتاء نشترى منقد من العام للعام بشعل بداخلة النار ويجتمع الجيران حولة، لانه لا يقدر على شراء دفاية نظرًا لعمله مزارع لا يملك المال لشرائها.


الظروف الاقتصادية

والتقط طرف الحديث الحاج محمد ابراهيم من ابناء قرية البهنسا قائلًا: أن الظروف الاقتصادية لا تتناسب مع حال البلد وانه لا يقدر على شراء أى ادوات كهربائية تحمية هو واسرته من برد الشتاء القاصى لانه يعمل فلاح.


ولفت إبراهيم، إلى أن فصل الشتاء يشهد، رواجًا كبيرًا لبيع متطلبات الدفايات البدائية «الجريد، الحطب، العقر»، خاصة لأهالي القرى ممن لا يعملون في مجال الزراعة أو يمتلكون أرض زراعية، الأمر الذي يستغله بعض شباب القرى ويقومون بتجميع وبيع تلك المكونات، باعتباره من المواسم المربحة لهم.

إشعال النار 3 مرات

قال السيد سيد احمد، أحد أهالى كفر الشيخ أنه يقوم بإشعال النار أكثر من 3 مرات في الليلة الواحدة لانه لايملك حتي شراء البطاطين التي تقي أولادة برد الشتاء، وأن حالته المدية أضعف مما يتخيلة البشر ولا يوجد أي دعم حكومي له أو لامثاله ليساعدة علي الحياة.

وأضاف أحمد، أن البيت التي يسكن فيه لم يتم بناء سقفه بالكامل، ولا يوجد في بيته كهرباء أو حتي مياه للشرب لانه لا يملك أن يدفع ثمن العداد الكهربائي أو المائي.

بورة التدفئة

اما أهالى الوادى الجديد فى أقصى جنوب مصر فيواجه أهالي قرى البرابخ والحاجر بمحافظة الوادي الجديد، خاصة القرى النائية، موجة البرد القارص بمواقد الحطب و«بورة التدفئة»، حيث تقوم الأسرة بعمل مواقد في كل غرف المنزل للتدفئة، وهى وفكرة تراثية، عبارة عن حفرة صغيرة، تتوسط كل حجرة بالمنزل، توضع فيها الأخشاب المشتعلة، لتعمل على تدفئة الغرفة بالكامل لعدة ساعات.



لم يختلف الأمر فى سيناء عنه فى الإسماعيلية فقد اعتاد أهالي سيناء، على التدفئة بواسطة «الكانون»، بواسطة إشعال الحطب بداخله حتى يبقى رمادا، ويضطر بعض الأهالي الذين يسكنون في الخلاء والمناطق الصحراوية، إلى الاعتماد على إشعال الكانون لأنه هو الوسيلة الوحيدة للتدفئة عن طريق الفحم أو الحطب المشتعل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق