هل ينجح البابا في حل أزمات إيبراشيات أستراليا؟.. الأنبا سوريال يورط الكنيسة

الإثنين، 11 فبراير 2019 07:00 ص
هل ينجح البابا في حل أزمات إيبراشيات أستراليا؟.. الأنبا سوريال يورط الكنيسة
الأنبا سوريـال أسقف الكنيسة القبطية بملبورن والبابا تواضروس

تستمر تداعيات استقالة الأنبا سوريال أسقف الكنيسة القبطية بملبورن، داخل كاتدرائية العباسية، التى تحاول احتواء الأزمة، بعد تهديدات تعرض لها الأنبا المستقيل. 
 
وتقدم الأسقف باستقالته للكنيسة فى مطلع نوفمبر الماضى، ونشر استقالة مسببة على الفيس بوك، قال فيها: إنه تعرض لإهانات وتهديدات بالقتل، متابعًا: "الرب شاهد أننى احتفظت بالكهنوت والأسقفية الطاهرة وغير المشوهة"، ويأتى ذلك رغم ما تنص عليه القوانين الكنسية، من عدم جواز استقالة الأسقف من كهنوته، وفقًا لقانون الكنيسة القبطية فالأسقف متزوج من إيبراشيته التى تم تجليسها على كرسيها ولا يجوز له ترك هذه الخدمة إلا بالوفاة، فرسامته "تعيينه" تم بدعوة من الله ومن ثم لا يمكن له الانحلال من هذه المسئولية الرعوية.
 
وأمهل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا سوريـال حتى احتفالات عيد القيامة المقبل، من أجل التراجع عن قراره وإعادة النظر فيه، حيث أوفد الأنبا رافائيل لمحاولة التدخل لدى أسقف استراليا، والنظر فى شئون الإيبراشية التى يديرها الراهب القس جرجس الأنطونى وكيل الإيبراشية والذى رشحه الأنبا سوريـال لتولى المسئولية من بعده.
 
أزمة قانونية للكنيسة لدى الحكومة الاسترالية
 
وفي حال فشلت الوساطة الكنسية فإن ذلك يضع الكنيسة القبطية فى أزمة قانونية لدى الحكومة الاسترالية، لأن الأنبا سوريـال هو الممثل الوحيد للكنيسة القبطية لدى الحكومة وهو المخول له التوقيع على إجراءات وأوراق هجرة الأقباط هناك، ومن ثم فغيابه يعنى إيقاف كل تلك الإجراءات لحين اعتماد مسئول كنسى جديد.

وتعد استقالة الأنبا سوريـال الثانية لأسقف فى عصر البابا تواضروس، بعدما تقدم الأنبا آبرام أسقف الفيوم باستقالته العام الماضى، وتسبب هذا القرار فى أزمة كنسية حيث رفضت لجنة شئون الإيبراشيات بالمجمع المقدس تلك الاستقالة، استنادا للقانون الكنسى الذى لا يجيز ذلك، وظل أسقف الفيوم فى خلوة روحية بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون حتى تظاهر أمام قلايته وفود من شعب كنائس الفيوم تطلب عودته.
 
وتوسط وفد كنسى على رأسه الأنبا موسى وبحضور الأنبا رافائيل والأنبا بنيامين من أجل عودته مرة أخرى حتى أتت تلك المفاوضات أثرها وعاد الأسقف لإيبراشيته، فى مستهل صلوات أسبوع الآلام العام الماضى، كذلك فإن عصر البابا شنودة قد شهد استقالة الأنبا متاؤس أسقف المحلة الذي يعيش حاليًا في أمريكا، وتمت رسامة أسقف عام على الإيبارشية حاليًا، وهو الأنبا كاراس.
 
وتعد أستراليا من أكبر إيبراشيات الكنيسة القبطية فى المهجر، حيث يعيش فيها ما يقرب من ثلاثة مليون قبطى، إلا أنها شهدت عدة أزمات تتعلق بالإدارة الكنسية هناك، فقد سبق وقرر البابا شنودة الثالث إيقاف الأنبا دانييل أسقف سيدنى، على خلفية شكاوى من شعب الكنيسة تتهمه فى بعض الأمور المالية والإدارية، وظل قرار الإيقاف ساريا حتى وفاة البابا شنودة الثالث، وحين جلس البابا تواضروس على كرسى مارمرقس أعاد النظر فى قضية الأساقفة الموقوفين عبر لجان كنسية وقرر إعادة الأنبا دانييل أسقف سيدنى والأنبا تكلا أسقف دشنا.
 
وتصاعدت مطالبات أقباط أستراليا وشكاويهم ضد أسقف سيدنى، قبيل زيارة البابا تواضروس الثانى لأستراليا التى جرت فى شهر سبتمبر عام 2017، حتى فوجئ الرأى العام القبطى باستقالة الأنبا سوريـال، أسقف ملبورن دون أن يفصح عن أسباب الخلافات التى ذكرها فى بيان استقالته.
 
والأنبا سوريـال من دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، رسمه البابا شنودة عام 1997 على إيبارشية ملبورن، وهى نفس دفعة رسامة البابا الحالى تواضروس الثانى، وولد عام 1963، وحصل على بكالوريوس العلوم، ودبلوم التربية من جامعة سيدنى بأستراليا عام 1985، وحصل مؤخرًا على درجة الدكتوراه فى اللاهوت فى رسالة عن "حبيب جرجس" مؤسس مدارس الأحد القبطية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق