الانتصار للمواطنة.. كيف نجح السيسي في تغيير إرث التمييز ضد الأقباط؟

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 08:00 ص
الانتصار للمواطنة.. كيف نجح السيسي في تغيير إرث التمييز ضد الأقباط؟
اقباط

«مصر ترفض أن نطلق لفظ «أقلية»على أشقائنا ومواطنينا المسيحيين، ونرفض أن نقول «مصرى مسيحى أو مصرى مسلم».. هذا ما أكده  الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمة له بالجلسة الرئيسية بمؤتمر ميونخ للأمن، وهى الدعوة التى جاءت بمثابة انتصار من الرئيس لقيم المواطنة بعد محاولات عده تمت لتمزيق النسيج الوطنى الواحد.

سياسيون وصفوا ما تعيشه مصر الآن بالعودة الحقيقية للتماسك والتسامح بين المسلمين والأقباط فى مصر، حيث قال الدكتور وسيم السيسى، عالم المصريات، أنه لا يوجد شك فى وجود محاولات عدة لإحداث الفتنة بين الأقباط والمسلمين فى مصر، لكن الرئيس السيسى نجح وبقوة فى التصدى لها بنفسه، وتعزيز فكر أن أى اعتداء يحدث لهم فهو ليس موجه لهذا الفصيل فقط بل للمصريين أجمعين.

 
وتابع «السيسى »، فى تصريحات صحفية أن مصر تعرضت لمخططات عدة للتقسيم وتفتيت الدولة، ولكن سرعان ما كان يظهر من يتمكن على الحد منها قبل أن تصل إلى غايتها، قائلا «البابا توضروس كان صحيحا حينما قال أن وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن».
 
وشدد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى له نظره شموليه مستقبليه، وهو رجل مصلح أكثر منه سياسى ينظر إلى مصلحة شعبه ويعمل عليها حتى وإن نال غضب شريحه من شريحة شعبه، متابعا « مفيش حاجة اسمها أقليه للأقباط فى مصر..وهى تطلق عن المختلفين عرقا بينما نحن شعب واحد» .
 
وتابع وسيم السيسى قائلا «فلأول مرة يكون لدينا قانون لبناء الكنائس..ولأول مره نجد رئيس الدولة يزور المسيحين فى أعياد الميلاد مدينة جديده تبنى إلا وفيها جامع وكنيسه».
 
وأوضح أن العصور الذهبية التى تعيشها أى دولة هى تساوى المواطنه فيها، معتبرا أن هذه هى الفترة التى يعيشها الأقباط فى ذلك الوقت، مطالبا بأن يكون هناك قبضه حديديه أكثر على ما يحدث فى الصعيد.
 
 
فيما قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، أن الرئيس عبر عن الوجدان المصرى الأصيل، قائلا « طول عمرنا لم نعرف مسلمى ومسيحى فى مصر..فدائما ما نشارك أعيادهم ويشاركون اعيادنا.. لكن حينما ظهرت الفاشيه الدينيه التى تغطى السياسة بإدعاءات ظالمه للدين وبدأوا الإساءة إلى المسيحيين. هذا ما غير الاتجاه ».
 
وأوضحت أن فترة حكم الإخوان كانت عصيبة نتيجة ما تم حرقه من كنائس ثم ما نشر من أفكار تحرم وتجرم التهنئة فى الأعياد وتسىء لأصحاب رسالة سماوية، فهذا المد الغريب الذى أظهر هو الذى أدى إلى هذا الفكر الذى يقسم المصريين وهو ما أدى إلى خروج ثورة 30 يونيو.
 
واعتبرت أن ما حدث بعد 30 يونيو كانت سببا فى إعادة الالتحام وترسيخ أن المواطنة هى الفيصل، قائلة « فهى مرحلة مرت حاولت أن تتاجر بالفصل بين الأقباط والمسلمين..وهى جزء من محاولة استعمارية قديمة بالتفرقة بين المسلم والمسيحى ».
 
وشددت سكينه فؤاد أن ما بدا من مواقف ضد المسيحيين هو نتاج الأفكار الظلامية، وما يحدث فى عصر الرئيس السيسى هو عوده لأصول الفكر الاستنارى للحضارة المصرية التى تجعل المواطنه هى الفيصل، معتبرة أنه لا يوجد مصطلح «أقلية » بين المصريين.
 
وقالت سكينة فؤاد أن هناك شواهد عده اثبتت نجاح السيسى فى أن يكون الأقباط والمسلمين روح واحده فقط أصبحت الأعياد المسيحيه كما الأعياد الإسلامية، ومشاركة الرئيس بنفسه فى أعيادهم، مؤكدة أن التيارات المتشددة أضرت بمصر كلها وليس بالمسيحيين فقط، قائلة « السيسى عمل على تأكيد العوده للأصول والجذور الحضاريه التنويرية المصرية من محاولات تمزيق النسيج الوطنى الواحد ».
 
 
ويؤكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن جرائم الإخوان تجاه الأقباط كانت تستهدف توجيه رسالة للعالم بأن الدولة المصرية غير قادرة على حماية الأقباط وتقسيم مصر، وهو ما جعلها الفترة الأكثر مرارة فى نفوس الأقباط، لما شهدته من تمييز وخطاب تحريضى.
 
 
 
ولفت إلى أن تاريخ جرائم الإخوان ضد الأقباط له أجل طويل كانت من بين مشاهده إحراق عدد من الكنائس فى محافظة المنيا، واستهداف الأقباط من خلال 83 عملية طالت كنائس ومدارس الراهبات ومنشآت للخدمة المسيحية، إضافة إلى مئات من منازل وممتلكات الأقباط التى تضررت جراء اعتداءات الإخوان وجماعات الإرهاب، حيث أن جرائم الإخوان تمحورت حول فكرة واحدة ما زالت تحرص عليها، وهى العمل على تأكيد الصراع المزعوم بين مسلمى وأقباط مصر.
 
فجميعها كانت محاولات تستهدف ضرب الهوية والثوابت المصرية وإشعال الفتن الطائفية والتحريض على الفتنة وازدراء الأديان.
 
كما أن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت انتعاشه حقيقية للأقباط والتى عملت خلال الفترة الماضية على إعلاء وتطبيق مبدأ المواطنة، من خلال إصدار قانون بناء الكنائس فى أغسطس 2016، وبناء على ما أقره القانون الجديد شهدت الفترة الماضية العديد من الكنائس خلال الفترة القادمة.
 
 
 
وكان الرئيس السيسى، قد قال بالجلسة الرئيسية بمؤتمر ميونخ للأمن أنه خرج 30 مليون مصرى لرفض الحكم الدينى المبنى على التطرف، وفى كل مرة تغيب مؤسسات الدولة تظهر هذه الجماعات لتسيطر على الحكم، كما أن مصر لم تشهد بناء كنائس من قبل الحكومة فى الماضى، لكن الآن يتم تدشين المسجد والكنيسة فى أى مدينة جديدة، وأن مصر تحرص على التحلى بروح التسامح بين الناس وبعضها البعض، أكثر من إلقاء الخطب الدينية.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة