بالصور.. موسم كسر القصب في أسوان.. «سكر مر»
الأربعاء، 06 يناير 2016 04:00 م
إعتاد الفلاح المصري على مر الزمان الإحتفال بإستقبال موسم كسر القصب، وفي محافظة أسوان كان يعد هذا الموسم بالنسبه للفلاح «فتحة الخير»، فمن بيع المحصول يزوج أولاده ويشيد بيوتهم ، كما كان الأغلبية يدخرون الأموال لحج بيت الله الحرام ، أما الآن وخلال العقود الأخيرة تغير هذا الوضع ليستقبل الفلاح موسم الكسر بمجموعة من الهموم والمشاكل، لتتحول ملامح قصة الإحتفال بموسم كسر القصب إلى قصة حزينة أبطالها مجموعة من المزارعين البسطاء.
الحاج حمدان أحد مزارعو مدينة كوم امبو ، وعضو الجمعية الزراعية بها يروي قصته قائلاً " أملك من الأرض 12 فدان أزرعهم منذ عشرات السنوات بمحصول قصب السكر، ومن ربحها شيدت منزل الأسرة واسطعت بدء حياتي قوياً ، وكل عام كنت انتظر هذا الموسم لجنى ثمار تعبي وجهدي ، فمنه كنت أسد إحتياجات منزلي، وأدخر لتخطيط مستقبل اولادي وبناتي، فكان مزارع القصب لدينا أفضل حالاً من الموظف الحكومي صاحب المعاش»
وهنا تغيرت نبرة الحاج حمدان للحزن قائلاً « أما الآن وخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة تغير الوضع تماماً، وأصبحنا نحمل هم إقتراب موسم كسر القصب لما يحمل معه مشاكل طويلة، أولها عدم حصولنا على مستحقاتنا المالية بموعدها ، فمن الطبيعي أننا نحصل على حوالي 60% أو 70% من إجمالي ثمن القصب المورد للمصانع وذلك فور توريده ، فنقضي به احتياجاتنا لأنه مبلغ جيد ، ثم مع نهاية العام المالي نحصل على بقية المبلغ، أما ما يحدث الآن هو مماطلة المصانع لنا فبدأت تحصل لنا 20% ثم تؤخر بقية المستحقات وتعطينا فتاتاً كل بضعه أشهر ، حتى تنتهي السنة المالية ولم نحصل على مستحقاتنا، فالعام الماضي مثلاً تمكنا من الحصول على اموالنا بنهاية شهر أكتوبر ، مما أوقعنا بمشاكل مالية طوال العام مع كثرة مديونياتنا».
أما المزارع إبراهيم بسطان والذي تعد الزراعة مهنتة العائلة المتوارثة فيقول لنا «كلمة فلاح كانت مصدر فخر وشرف لنا خاصة مزارع القصب، فأسوان يعد القصب شريان حياتها، وكل عام كان اجدادي يحتفلون بكسر القصب وبالفعل كان عندنا عادة متوارثة بأن يحج لبيت الله الاكبر سناً في العائلة من اموال موسم الحصاد سنوياً، أما الآن فالوضع تغير كلياً ، فأستطيع ان أقول ان هذة المهنة أرهقتنا وكونت ديون قصمت ظهورنا ، فمع كل موسم نأخذ قروض من بنوك الإئتمان الزراعي ونقوم بالصرف على زراعتنا ، وحينما يأتي موسم الكسر تبدأ المعاناه ، فن جهه فالمصانع تترك قصبنا المحروق في الاراضي لمدة 15 يوماً بحجة عمل محضر للقصب المحروق وخلال هذه المدة يخف وزنه للغاية ، وبدلاً من ان تزن السيارة 10 أطنان تتقلص ل6 أطنان، كما ان في هذة المدة تقل نسبة سكرية القصب فيجبرنا المصنع على بيعه له ب200 جنيه للطن بدلاً من 400 جنيه ، لنشهد خسارة كبيرة كل عام».
وعلى جانب آخر أكد لنا ممدوح أشرف مزارع بأسوان أن قصة الاحتفال بموسم الكسر انتهت لدي الاغلبية إلا قليل من المزارعين الذين يتعاملون مع عصارات القصب فيأخذوا أموالهم فوراً ، إلا انهم قلة للغاية ومعروفون بأسوان ، مشيراً ان موسم الكسر من المفترض ان يتم فيه جمع العمال لكسر القصب ثم تعبئته بالجرارات او القطار لتوصيله للمصنع ، فهم أمر في ظاهره يسير إلا ان ذلك لا يحدث بل تحدث تعطيلات كثيره"
ويضيف «أكثر ما نعاني منه كل عام هو حرماننا من أسمدة الخلفة الخامسة لمحصول القصب، بالمديرية تعينا أسمدة حتي الخلفة الرابعة فقط اي السنة الرابعة ومن هنا نمر بعام كامل نشتري الأسمدة من السوق السوداء لنصل إلى موسم الحصاد ونكون قد صرفنا الاف الجنيهات على السماد ، وهو ما لا تعوضه لنا أيه جهه، وقد شكينا لمديرية الزراعة كثيراً ألا انه لم يستجب لنا أحد ،فنحن أولى بالأموال التي نصرفها بالسوق السوداء فالحياة أصبعت صعبة والمصاريف كثيرة ، وما كان يكلف 10 جنيهات قديماً يكلف ألف حالياً».
وعن آمال وأحلام هؤلاء المزارعين فيقول الحاج حمدان «كل ما أحلم به هو أن تعود بهجة موسم الحصاد ولذا فعلي المصناع إعطاءنا حقوقنا المالية بموعدها، كما ان على بنوك الإئتمان الزراعي تسهيل إجراءات قروضنا ، فنحن نحصل على قروض بفوايد 17% وبالرغم من ذلك الإجراءات معقدة جدا»
ويشير إبراهيم بسطان «نحن الآن في عصر التطور الوتكنولوجيا فلم لا تتطور عملية الحصاد وتحصيل المقابل، نريد من الحكومة ان تطور العملية الزراعية لنستعيد مجد الفلاح المصري مرة أخرى ، فأسوان بها خير المزارعين وأجود الارضي إلا أن المنطومة ككل تحطم كل آمالنا في النهوض بالمهنة مرة أخرى».