نصائح برلمانية لمواجهة حروب الهاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي

بات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا من أهم الممارسات اليومية للشباب، لاسيما بعد الاعتماد عليها بشكل أساسي في إنهاء الأعمال، والدراسة بالعديد من المدارس والجامعات، كما أن الدخول إلى تلك المواقع أصبح عادة يومية أدمنها أصحاب الهواتف والأجهزة الذكية، وأدمنها الكثير من هؤلاء، ولكن تلك المواقع باتت تشهد حالة من الانفلات الأخلاقي، وبدأ استغلالها في ترويج الشائعات واختلاق عشرات المشكلات، لدرجة أوجبت النظر للأمر بشكل جاد ووضع قانون لضبط الأوضاع.

ويأتي ذلك في ظل ما أصبحت عليه تلك المواقع كساحات للحرب الفضائية التي تغتال كل القيم والمبادئ وتنتهك الحياة الشخصية، وهو مادعى أعضاء مجلس النواب إلى التحذير من استغلال تلك المواقع كمنصات لتداول البيانات الشخصية، وإثارة الفتن، في إطار سعي العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد موقع «فيس بوك» بعد الاتهامات المتكررة للموقع العملاق بانتهاك الخصوصية وتضليل المواطنين، وتزامنا مع ما أكدته لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان البريطانى أن إيميلات «فيس بوك» الداخلية التى راجعتها أظهرت أن منصة التواصل الاجتماعى انتهكت عن عمد ومعرفة قوانين المنافسة وخصوصية البيانات.

وفي هذا الصدد يقول النائب أحمد زيدان، أمين سر لجنة الاتصالات بمجلس النواب، إن وجود قوانين منظمة لآلية استخدام مواقع التواصل الاجتماعى أمر هام للغاية، مشيرا إلى أن الدولة المصرية بدأت فى اتخاذ إجراءات لحماية المواطنين من أضرار مواقع التواصل الاجتماعى، ويأتى فى مقدمتها قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية الذى أصدره البرلمان فى دور الانعقاد الثالث.

وأضاف «زيدان» أن الفترة المقبلة ستشهد إصدار قانون حماية البيانات الشخصية وهو قانون هام للغاية مطالبا وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتنظيم حملات توعية للمواطنين بشأن الاستخدام الآمن لمواقع التواصل وتقوم بدورها فى تحذير المواطنين من الاستخدام السىء لموقع الـ«فيس بوك»، مشددا على ضرورة عدم نشر البيانات الشخصية بشكل مبالغ فيه عبر منصات التواصل بالإضافة إلى الابتعاد عن نشر الصور أو الفيديوهات الخاصة حتى لا يتم انتهاك حياة المواطنين والتحول إلى استخدام أفضل لهذه المنصات كما طالب بالابتعاد عن حروب الهاشتجات أو الحروب النفسية عبر الفيس بوك.

ومن جانبه قال رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب، إن المنازل المصرية عليها أن تعود لأصولها الطبيعية وتحصل على معلوماتها من مصادرة موثقة لا افتراضية لافتا إلى أن التفكك الأسرى احد أهم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعى وهو أمر يهدد الدولة المصرية ويؤثر على أفكار الأبناء وميولهم وهو ما يحتاج مواجهة حاسمة من الدولة والمجتمع للتخلص من الانفلات الأخلاقى الذى يمارسه البعض على موقع الـ«فيس بوك»، مؤكدا أن هناك صفحات كثيرة على الفيس بوك لها متابعين بالملايين وتوجه الشباب لمتابعة أخبار لا علاقة لها بالواقع ليس ذلك فحسب بل أن الأمر يطال الإعلان عن منتجات وسلع وهمية، منها ما يضر بالمواطنين بسبب عدم حصولها على التراخيص اللازمة ونفاجأ باستخدام خاصية الإعلان الممول للترويج لها.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن العالم الافتراضى يدمر حرمة البيوت ويفكك الأسرة المصرية مطالبا بضرورة العمل على توعية المواطنين بأضرار ومخاطر الاستخدام السىء لمواقع التواصل، وأوضح أن هناك حملات للتشكيك مدفوعة الأجر من خلال دول كثيرة تحاول أن تنال من مؤسسات الدولة وهو ما يحتم علينا أن نتعامل بحسم مع هذه المنصات، موضحا أن حروب «الهاشتاجات» تمثل نموذجا سيئا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعى، وللأسف نرى كثير من المشجعين يهاجمون بعضهم البعض بعبارات وجمل فاضحة، وهو الأمر الذى يساعد فى بث الفتن وإثارة الشغب والتشكيك فى الرموز لدرجة أن البعض أصبح يهاجم محمد صلاح أيقونة العالم العربى بسبب صفحات ومواقع مشبوهة.

من جانبه قال محمد عبده عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، إن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى له سلبيات كبيرة مناشد المواطنين باستخدام الفيس بوك فى المناسبات السارة من خلال التهنئة بأعياد الميلاد أو المناسبات السعيدة والابتعاد عن الفتن والصراعات مشددا على ضرورة أن يبتعد المواطنين عن «الردح» عبر هذه المنصات.

أضاف عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، أنه يؤيد أى إجراءات تتخذها الدولة لحماية المواطنين من أضرار الفيس بوك، لافتا إلى أن البرلمان البريطانى من أقدم الديمقراطيات فى العالم وقام باتخاذ إجراءات صارمة لحماية مواطنيه من أضرار الفيس بوك وانتهاك الخصوصية وعلينا أن نسير على نفس الخطى لحماية المواطنين من أخطار استخدام العالم الافتراضى الأكبر.