الحل الأمثل للنهوض بالقطاع.. متى تنتهي الزراعة التقليدية في مصر؟

لعبت الآلات الحديثة دوراً كبيراً، فى تطوير وتقدم وزيادة الإنتاج الزراعى والحفاظ عليه، غير أن هذا الدور المحورى للآلات الحديثة، يختلف من دولة لأخرى، حسب الوضع الاقتصادى والمستوى الثقافى والعلمى والاجتماعى للفلاحين والمزارعين، وكذلك دور المستثمرين الزراعيين، فى إدخال ونشر الآلات فى كل دولة.

وظلت العديد من الدول تستخدم الآلات الزراعية القديمة والعتيقة، بينما تستخدم دول أخرى آلات ومعدات وتكنولوجيا حديثة وليدة اليوم، وهو ما يأتى بزيادة الإنتاجية وحماية المحاصيل وتقليل الفاقد منها، خلال مراحل الزراعة والنضج والجمع والتعبئة والتسويق، ويقيها من هجمات واعتداءات الآفات والأمراض النباتية.

تحديث الآلات الزراعية ضرورى للنهوض بالزراعة

زيادة تكلفة الزراعة وزيادة الفاقد

حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، قال إن المزارعين في مصر يستخدمون ميكنة وآلات زراعية تقليدية قديمة وثقيلة ومرتفعة الأسعار، وتؤدي إلي زيادة تكلفة الزراعة وزيادة الفاقد وانضغاط التربة، وهو ما يؤدي بدوره للحد من نمو جذور النبات ونقص الإنتاجية الزراعية، وارتفاع أسعار المنتجات الزراعية بما يضر المستهلك ولا يفيد المزارع.

ولفت نقيب عام الفلاحين، إلى أن العالم يتجه الآن لاستخدمات الروبوتات وتكنولوجيا المعلومات، ويتحول المزارعين في العالم المتحضر إلي مبرمجين وخبراء في تحليل البيانات، في ظل التحديات العالمية في إنتاج مزيد من الغذاء، بينما لايزال الفلاح المصري يستخدم المِنجل والفأس والجرارات الزراعية القديمة، ومنها الجرار «أبو قباقيب».

الحفاظ على خصوبة التربة

أبو صدام طالب بضرورة مواكبة التطور المذهل للزراعة في العالم، والتفكير بشكل جذري بشأن تحديث التعليم الزراعي بمصر والمناهج الزراعية، والاتجاه إلي توفير الآلات الزراعية الخفيفة والحديثة للحفاظ علي خصوبة التربة، وعدم انضغاطها وتقليل نسبة الهدر، نتيجة استخدام المعدات القديمة، عن طريق طرح هذه الآلات الحديثة بأسعار مناسبة، وعلي أقساط بفائدة بسيطة للمزارعين، من خلال البنك الزراعي المصري.

وقال إنه آن الآوان لإرسال الفلاحين المصريين، وطلبة المدارس والجامعات الزراعية للخارج، في بعثات تعليمية وتثقفية للوقوف على أحدث التطورات في المجال الزراعي، والاستفادة من الخبرات الزراعية للدول المتقدمة زراعياً.

الرى الحديث ومعداته 

الميكنة الزراعية الحديثة 

وأشار حسين، إلى أن الميكنة الزراعية الحديثة، تمكن من زراعة مساحات كبيرة من المحاصيل، التي لم تكن لتزرع دون استخدامها، وتعمل على زيادة سيطرة المزارعين على الآفات والحشائش الضارة، التي تصيب المحاصيل.

وأضاف نقيب عام الفلاحين، أنه يجب على الدولة توفير القروض (بدون فوائد) أو فوائد بسيطة للمزارعين، لشراء هذه الآلات من خلال البنك الزراعي المصري، لأن استخدام الميكنة الحديثة، يؤدى إلى التطور والزيادة فى الإنتاج الزراعي، وزراعة مساحات واسعة والنهوض بالحياة الريفية.

قطاع هام للميكنة الزراعية

فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، هناك قطاع هام وحيوى للميكنة الزراعية، كما يوجد قطاع يهتم بتسوية الأراضى الزراعية بالليزر، علاوة على عددٍ من القطاعات ومراكز البحوث والمعاهد،التى تهتم وتعمل على تحديث الزراعة المصرية، وهو مارصده تقرير وزارة الزراعة عن حصاد عام 2018 الماضى، والذى أكد على البرنامج البحثي لمعهد بحوث الهندسة الزراعية، والحصول علي الحزم التكنولوجية ذات التقنيات الحديثة لنظم الميكنة الشاملة لإنتاج المحاصيل الحقلية والبستانية خاصة الرئيسية منها، وتطوير وتعديل وتصنيع النماذج الأولية للآلات والمعدات الزراعية، ومكونات شبكات الري الحقلي الحديثة والمطورة، لرفع كفاءتها وإنتاج منتج بصورة يمكن تسويقة محلياً.