تهديد يؤرق القارة العجوز.. عودة الدواعش ما بين الدعم والتجريد من الجنسية

الجمعة، 22 فبراير 2019 01:00 م
تهديد يؤرق القارة العجوز.. عودة الدواعش ما بين الدعم والتجريد من الجنسية
نساء داعش
ولاء عكاشة

 
تمثل هزيمة تنظيم داعش أزمة مستمرة في العراق وسوريا، في حين يرى البعض أن الكابوس قد انزاح تقريبًا، لكن التهديد يتصاعد في ظل رغبة بعض مقاتلي التنظيم، في العودة إلى بلدانهم، غير أن ما يعقد الأمور أكثر أن أغلب أولئك هم من النساء، اللائى فررن من بلدانهن ليتزوجن وينجبن من عناصر إرهابية.

وحظيت قضية الشابة البريطانية شميما بيجوم- عروس داعش- باهتمام وسائل الإعلام الدولية، حيث تطالب بالعودة إلى بلدها مع رضيعها بعد أربعة أعوام قضتها فى سوريا، وقد تزوجت هناك بأحد عناصر داعش وعمرها وقتها 15 عاما، فى حين لم تبد ندما مطلقا على الانضمام للتنظيم. وقالت وزارة الداخلية البريطانية، إنه تم تجريدها من جنسيتها، وذلك ضمن 100 آخرين، انضممن للتنظيم الإرهابى، إذ تسلمت عائلتها خطابًا الثلاثاء، يفيد بأن وزير الداخلية ساجد جاويد أصدر أمرًا «بتجريدها من الجنسية البريطانية».

ليس قضية عروس داعش وحدها التي تحظى بجدلا على الساحة، فهدى مثنى، صاحبة الـ24 عاما، تحمل جنسية أمريكية، تتوسل لبلادها من أجل فرصة ثانية للعودة إلى أسرتها فى ولاية ألاباما الأمريكية. وعلى النقيض من العروس البريطانية، فإن الأمريكية التى تزوجت من ثلاثة من مقاتلى داعش وشهدت عمليات إعدام، باتت تشعر بالندم، ذلك بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وسلمت مثنى نفسها الشهر الماضى إلى قوات التحالف، وتقضى أيامها معتقلة فى مخيم للاجئين شمال شرق سوريا، وانضمت إليها فى مطلبها، كيمبرلى جوين بولمان 46 عاما، وهى تمتلك جنسية مزدوجة حيث تحملى جنسيتى للولايات المتحدة وكندا.

ISIS-women

وتقول صحيفة الفايننشال تايمز إن الدول الأوروبية تواجه تحديات جمة بشأن استقبال مواطنيها الذين التحقوا بتنظيم داعش فى سوريا، وتشير إلى أن قضية شميما تعكس المصاعب الأمنية والسياسية والقانونية التى تواجهها الدول الأوروبية وهى تناقش مسألة عودة مئات المقاتلين السابقين فى صفوف تنظيم داعش وأنصاره.

وتصاعد التوتر بشأن الموضوع بعد تصريحات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، التى طالب فيها الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبلجيكا باستقبال المقاتلين السابقين وعائلاتهم، بعدما قضت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على آخر جيوب التنظيم شرقى سوريا، ولا ترى تلك الدول أن الحل بالطريقة التى يعرضها ترامب ويطالب بها.

وعبرت فرنسا، عن استعدادها للنظر فى قضية مواطنيها حالة بحالة، وقالت إنها لن تستجيب لطلب الرئيس الأمريكى بترحيل المقاتلين السابقين وعائلاتهم فورًا.

وبالفعل اتخذت بريطانيا موقفًا أكثر تشددًا، إذ قال وزير الداخلية، ساجد جاويد، إنه لن يتردد فى منع عودة البريطانيين الذين دعموا تنظيم داعش فى الخارج.

وأجريت دراسة عام 2016، أحصت ما بين 3900 إلى 4300 من مواطنى دول الاتحاد الأوروبى التحقوا بصفوف داعش، أغلبهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، وعاد 30% منهم إلى بلدانهم.

نساء داعش1

وتشكل عودة المقاتلين السابقين وعائلاتهم مخاوف لدى السلطات الأمنية فى الدول الغربية، إذ يرى مسئولون أمنيون أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات تجعلهم يشكلون خطرًا أمنيًا محتملاً،  علاوة على ذلك فإن دولا بعينها تخشى غضبا شعبيا من السماح لهؤلاء المقاتلين السابقين بالعودة خاصة الذين لم يعبروا عن الندم.

تقول نيويورك تايمز إن ما لا يقل عن 59 أمريكيا سافروا إلى سوريا للانضمام إلى داعش، وقد تم ترحيل جميع الرجال الأمريكيين تقريبًا الذين تم أسرهم فى المعارك، ولكن لم يتضح سبب عدم معرفة بعض النساء الأمريكيات وأطفالهن، الذين يبلغ عددهم نحو 13 على الأقل.

ورفضت متحدثة باسم مكتب التحقيقات الفيدرالى التعليق على حالتى مثنى وبولمان، لكنها قالت إن العملاء يعملون عادة على إقامة قضية جنائية ضد أى أمريكى ينضم إلى تنظيم داعش، باعتباره منظمة إرهابية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة