رفضوا مبادرات أردوغان.. ماذا يعني تحويل الأتراك 18 مليار ليرة إلى دولار؟

السبت، 23 فبراير 2019 06:00 م
رفضوا مبادرات أردوغان.. ماذا يعني تحويل الأتراك 18 مليار ليرة إلى دولار؟
الليره

استمرارًا لتلقي العملة التركية ضربات ولكمات متتالية، بدأ المواطنين الأتراك يقنتعون بأنها أصبحت بلا قيمة، والاحتفاظ بها فى ظل اقتصاد يواصل الانهيار، مخاطرة كبيرة، ما يزيد من ضعف قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.

وخلال 2018، انخفضت الليرة التركية بشكل لافت، على خلفية أزمة دبلوماسية مع واشنطن، على إثر اعتقال القس الأمريكي، أندرو برانسون، لكن الإفراج عن رجل الدين لم يؤدي إلى إيقاف انهيار العملة، حيث رأت المعارضة التركية أن أزمة العملة خاصة والاقتصاد التركي بصفة عامة، ليست ناتجة عن العقوبات الأمريكية فقط، لكنها أعمق من ذلك بكثير بسبب عجز الحكومة.

وجاءت التطورات الأخيرة، كالصفعة على وجه أردوغان، وحزبه الحاكم الساعي إلى استعادة العملة التركية توازنها من جديد، حيث بدأ أصحاب الشركات الصغيرة، والتجار، وحتى المواطنين، سباق محموم على استبدال الليرة بعملات أجنبية، فى خطوة تؤكد فقدان الثقة في حكومة رجب إردوغان.
 
وقالت صحف تركية إنه تم تحويل ما يقرب من 18 مليار ليرة إلى دولار ويورو، منذ شهر سبتمبر الماضي، حيث رفع هذا الإجراء العملة الأجنبية من إجمالي ودائع الأتراك إلى 47%، وهو أعلى مستوى منذ 13 عاما، حسب ما ذكرته وكالة «بلومبرج»، ويشير التحرك إلى عدم ثقة الاتراك في سياسات أردوغان الخاطئة في مجال الاقتصاد، والتي فقدت الليرة نحو 40% من قيمتها منذ العام الماضي، فيما بلغ معدل التضخم 25 %، على أساس سنوى فى أغسطس الماضى، مسجلا أعلى مستوى منذ 14 عامًا.

 

ونتج عن انحدار قيمة العملة، إصابة العديد من القطاعات الاقتصادية بعدوى الهبوط في مؤشراتها وأرقامها الرئيسية، استمرارًا لتبعات أزمة سوق النقد والصرف في البلاد، التي بدأت منذ أغسطس الماضي، 

حيث استثني صندوق النقد الدولي في يناير الماضي، تركيا من أي تطورات إيجابية في النمو للاقتصادات الصاعدة، متوقعًا تأثر الاستثمار، والطلب الاستهلاكي سلبا في أنقرة، مرجحًا وصول معدل التضخم في تركيا إلى 15.5% خلال 2019.

ولم يساهم توقف انخفاض العملة التركية مقابل الدولار في أوائل يناير، في حماية الشركات التي تعاني مما تصفها «بلومبرج» الأمريكية بـ«المزيج السام»، والذي يتمثل في الديون الباهظة وأسعار الفائدة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على توقعات النمو الاقتصادي في البلاد.

 

ويمثل تحويل الأتراك هذا الكم من العملة المحلية إلى الدولار، رفضًا لدعوات الرئيس التركي السابقة للمواطنين، والتي طلب فيها تحويل مدخراتهم وأموالهم بالعملة الأجنية إلى الليرة، ما يشير إلى مناهضة الأتراك لفكر الرئيس الاقتصادي، وعدم الثقة في مبادراته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق