القمة العربية الأوروبية.. في مواجهة الإرهاب

السبت، 23 فبراير 2019 12:48 م
القمة العربية الأوروبية.. في مواجهة الإرهاب
عادل السنهورى

 
■ انعقاد القمة الأولى فى شرم الشيخ يعكس مكانة مصر وقدرتها على التنسيق العربى والأوروبى
 
على مدار يومى الأحد والإثنين المقبلين من شهر فبراير الجارى، تنعقد القمة العربية الأوروبية الأولى فى مدينة شرم الشيخ، بحضور رؤساء الدول والحكومات من الجانبين العربى والأوروبى، وبرئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك.
 
تُعد القمة هى أول قمة تاريخية تعقد على مستوى قادة الدول بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى، لبحث المشكلات والتحديات المشتركة التى يجب التوصل إلى حلول حيالها.
 
ويأتى انعقاد القمة بعد اتفاق من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ووزيرة خارجية النمسا، كارين كنايسل، فى 17 فبراير 2018، على اتخاذ الترتيبات اللازمة لعقد القمة العربية-الأوروبية الأولى، خلال العام الجارى 2019، التى حدد بيان لقادة دول الاتحاد الأوروبى بأن يكون موعدها يومى 24 و25 فبراير الجارى.
 
كما أن اختيار مصر لانعقاد القمة العربية الأوروبية للمرة الأولى بشرم الشيخ، يعكس مكانة مصر الدولية، وقدرتها على التنسيق العربى والأوروبى، حيث أن القمة ستنعقد تحت مظلة الجامعة العربية، وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جلسة حوارية بمؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضى، إن القمة هى خطوة رئيسية لمزيد من التعاون، يعقبها خطوات أخرى وخطوة مهمة لمزيد من النقاش، وتطوير العلاقات بين الجانبين العربى والأوروبى.
 
ورغم ما تردد من أنباء وأقاويل منذ شهر تقريبا عن صعوبة عقد القمة، فإن مصادر رسمية، تؤكد أن المشاركة الأوروبية، ستكون على أعلى مستوى، وتشمل رؤساء جمهوريات ووزراء فى أنظمة برلمانية لـ20 دولة أعضاء فى الاتحاد الأوروبى على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الرومانى، الذى يتولى رئاسة الاتحاد حاليا. 
 
بعض المصادر الأوروبية، أرجعت صعوبة انعقاد القمة إلى بعض الملفات الشائكة فى العلاقات الأوروبية العربية فى الآونة الأخيرة، تتعلق بحضور الرئيس السورى بشار الأسد- الذى لن توجه له دعوة لحضور القمة- والرئيس السودانى عمر البشير بسبب أحكام المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى ضده، إضافة إلى قضية خاشوقجى.
 
ورغم ذلك فقد أكد كل الزعماء الأوروبيين حضورهم، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية ميركل، كما أعرب الرئيس الرومانى كلاوس يوهانس، رئيس الاتحاد الأوروبى، عن تفاؤله بانعقاد القمة العربية الأوروبية، مؤكدا خلال كلمته بالجلسة الرئيسية بمؤتمر ميونيخ للأمن، أن قمة شرم الشيخ المقبلة «تحظى بأهمية خاصة، وهو لديه توقعات عالية من هذه القمة».
 
ويشير مراقبون إلى أن الرئيس السيسى، استطاع أن يربط النطاق العربى بالأوروبى من خلال هذه القمة التى تعتبر أول حدث يجمع بين العرب والأوروبيين.
 
عموما بعيدا عما تردد فإن القمة ستعقد بحضور عالى المستوى وتحت شعار «الاستثمار فى الاستقرار»، وتركز على أهم التحديات التى تواجه الجانبين العربى والأوروبى، وكيفية تحقيق الاستقرار فى المنطقة، ومخاطر الإرهاب، وعملية السلام فى الشرق الأوسط.
 
ورغم جدول القمة المتخم بالملفات والقضايا فإن قضية الإرهاب فى المنطقة وأوروبا، ستحظى بالاهتمام المشترك بين الجانبين، فهو «الإرهاب» يمثل التحدى الأكبر الآن لدول المنطقة وأوروبا وعلى قادة أوروبا أن يقولوا بوضوح وحسم موقفهم من الإرهاب والدول والأجهزة التى تموله وتدعمه وتقف وراءه.
 
أما عن باقى الملفات، فمن المنتظر أن تتناول العديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والمسائل المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن بينها مناقشة القضية الفلسطينية وسبل التوصل إلى السلام الشامل والعادل، فضلا عن بحث ملفات سوريا وليبيا واليمن والجهود العربية والأوروبية والأممية المبذولة من أجل التوصل إلى تسويات سياسية لهذه الأزمات ومناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والثقافى بين الدول العربية والأوروبية، وبحث التحديات المشتركة بين الجانبين، مثل: مكافحة الإرهاب، وملف الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر والسلاح، ومناقشة التجارة المشتركة بين العرب وأوروبا، والاستثمار العربى الأوروبى.
 
ويرى مسئولون أوروبيون أن ملف الهجرة غير الشرعية، وملف اللاجئين، الذى تعتبره أوروبا ملفًا شائكًا، هما أهم الملفات فى القمة، حيث ترى أوروبا ضرورة حل هذا الملف من خلال طرح رؤية للتعاون العربى الأوروبى وعودة اللاجئين لبلادهم، فضًلا عن قضية الاتجار بالبشر والتوصل لحلول سياسية للأزمات العربية.
 
القمة ستناقش عدة قضايا مهمة من أهمها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والنزاعات فى المنطقة، فضلا عن كونها فرصة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والثقافى بين الدول العربية والأوروبية، كما أن مكافحة الإرهاب، تشكل أولوية لأن إستونيا تسهم فى التحالف الدولى ضد داعش، وتشارك بقوات فى كل من أفغانستان والعراق، كما أن أهمية تعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول العربية والأوروبية؛ لأن الاهتمام بالأعمال والتجارة، يمكن أن يسهم فى تحقيق التنمية، وتحسين مستوى المعيشة؛ لأن بعض اللاجئين ليسوا إلا مهاجرين يتطلعون إلى حياة أفضل، وهذا يتطلب تطوير الفرص الاقتصادية داخل دولهم.
 
كما ستتم مناقشة دعم دور الأمم المتحدة ومصر فى حل الأزمة الليبية فى ضوء استضافتها للعديد من الاجتماعات بين الأطراف الليبية، وأنها بذلت جهدا كبيرا للمساعدة من أجل تكوين جيش ليبى موحد، مشيرا إلى أهمية دعم العملية السياسية لإجراء الانتخابات فى البلاد.
 
كما يناقش الزعماء العرب والأوروبيون أهمية التوصل إلى استقرار سياسى دائم من خلال عقد مباحثات مباشرة بين جميع الأطراف السورية، والنزاع الفلسطينى الإسرائيلى، ودعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى سلام، وأن تكون القدس عاصمة مستقبلية للدولتين من أبرز قضايا القمة. 
 
وتنطلق أعمال القمة مساء الأحد المقبل بجلسة افتتاحية تعقبها جلسة مفتوحة على أن تتواصل الجلسات فى اليوم التالى، ويعقد مؤتمر صحفى فى ختام الأعمال.
 
وستقام منصة حوارية بين القادة الأوروبيين والعرب، ثم يعطى القادة توجيهاتهم بالمهام التى ستنفذها الأمانة العامة لكل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى والمسئولين المعنيين، كما تعد خطوة للأمام وفرصة مهمة لبحث القضايا المشتركة.
 
نجاح القمة فى التوصل إلى رؤية مشتركة فى أهم الملفات والتحديات، مثل قضية الإرهاب يمثل تحديا أمام زعماء الجانبين، فالهدف المشترك هو تطوير تعاون أوثق من أجل تحقيق الآمال المُشتركة، وصولًا إلى السلام والأمن والازدهار فى المنطقتين.
 
وكما أكد الرئيس السيسى، فإن الحوار العربى الأوروبى تاريخى، وأن العالم العربى يُعد الشريك الأول لأوروبا، ما يتطلب مزيدًا من الحوار، ليس فقط فى الجانب الاقتصادى، وإنما أيضا النواحى الأخرى، مؤكدًا أن «الاستقرار والأمن فى المنطقة العربية، يتأثران بالاستقرار والأمن فى أوروبا والعكس».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق