مضيق «هرمز» أداة إيران لإثارة البلبلة.. طهران تحاول جذب أنظار العالم بالترهيب

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 07:00 ص
مضيق «هرمز» أداة إيران لإثارة البلبلة.. طهران تحاول جذب أنظار العالم بالترهيب
صاورخ كروز مناورات الولاية الايرانية

بالتزامن مع مناورات الولاية 97 الإيرانية فى مضيق هرمز وسواحل مكران وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، والتى تسعى طهران من خلالها لإرسال عدة رسائل للمنطقة، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على شمخانى عن أساليب أخرى قد تستخدمها بلاده فى وقف الملاحة البحرية فى مضيق هرمز الذى يعبر منه أكثر من 40 % من بترول العالم، ردا على العقوبات الأمريكية، ما يعد تهديدا صريحا للعالم ويرسل رسائل متناقضة من طهران إلى المنطقة، فقبل أيام قال الرئيس الإيرانى البرجماتى المحسوب على المعتدلين أنه يرغب فى علاقات ودية مع العالم، كل ذلك يكشف عن تخبط وارتباك واضح وسط أزمات داخلية.
 
صاروخ كروز
صاروخ كروز

تصريحات شمخانى عن غلق المضيق تزامنت مع استعراض قوى لإيران فى الخليج فى اليوم الثانى من المناورات الإيرانية التي تحمل شعار «يا زهراء»، حيث تقوم باستعراض بحري لأنواع وحدات سطحية وتحت سطحية بالإضافة للطيران، وأطلقت من السفن الحربية والساحل صواريخ كروز من طرازي «قادر، وقدير»، وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن طهران لديها العديد من الخيارات لوقف تدفق النفط إذا اقتضت الحاجة، غير إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة البحرية، دون الإفصاح عن شكل هذه الخيارات.

وأكد شمخاني، في حوار مع وكالة تسنيم الإيرانية، أن »وقف صادرات النفط لايساوي بالضرورة غلق مضيق هرمز فهناك طرق عديدة لتحقيق ذلك نأمل بأن لانجبر على استخدامها». وقال: «طهران اتخذت إجراءات ونفذتها عمليا لإبطال مفعول العقوبات الأمريكية غير القانونية على الصادرات النفطية الإيرانية».

شمخاني
شمخاني

وحول التواجد الإيرانى فى سوريا، صرح شمخانى «سنبقى في سوريا ونحارب الارهاب لطالما تريد الحكومة الشرعية في سوريا، لكن بالنسبة للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية فإن إيران تعتبر هذا التصرف يخدم الارهابيين... اتخذنا بعض الاجراءات لنحافظ على خطوطنا الحمراء من ناحية الخسائر البشرية الناجمة عن أي اعتداء».

وردا على التهديدات الإسرائيلية لطهران، هدد المسئول الإيرانى قائلا: «سيكون أسلوب التعاطي مع اعتداءات إسرائيل على سوريا ومحور المقاومة في عام 2019 مختلفاً عن اسلوب التعاطي في السابق»، مضيفا: «حققنا اكثر من 90%من اهدافنا لذلك فإن الاعتداءات الاسرائيلية لم يكن لها تأثير استراتيجي، والمقاومة تقدمت في مهمتها».

مناورات هرمز
مناورات الولاية 

وحول مؤتمر وارسو الذى نظر إليه وكأنه شكل جبهة مناهضة لسياسات طهران، فيما يبدو أن الأخيرة تحاول إحداث شرخ فى هذه الجبهة لإضعاف مهمة تصديها لطهران، وقال شمخانى «محاولات خلق تحالف إقليمي ضد ايران بدأ منذ عهد أوباما»، مشيرا إلى أن بعض البلدان العربية ليس لديها مواقف منسجمة فيما بينها تجاه إيران، وزعم أن داخل الإمارات هناك حكام يرسلون رسائل تعاون وإزالة سوء التفاهم، على حد تعبيره.

وأكد شمخانى على أن بلاده تأخذ التهديد العسكري على محمل الجد، قائلا: «لهذا السبب نصر على التمتع بقدرة الردع سواء في المجال الصاروخي ام في مجال الدفاع الجوي المتطور».

وتابع: «إيران اليوم في المجال العسكري قادرة على الرد على أي تهديد بشكل حازم، وهذا ما يدركه جيدا ترامب والسلطة الحاكمة في امريكا كما ان هذه القضية واضحة تماماً لتل ابيب ايضاً، لذلك يهددون بصوت عال، ويرفعون نبرة التهديد لأنهم يدركون أنه لا يمكنهم القيام بأي حرب، هذه هي طريقة ترامب، ترامب ليس عسكرياً فهو يهدد لكي لا يقوم بأي حرب».

وحول إعادة التفاوض مع الولايات المتحدة قال شمخانى «التفاوض حول الشىء الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً لامعنى له، لايزال الاتفاق النووي قائما رغم جميع عيوبه وايران عملت بجميع تعهداتها»، وأضاف: «التعامل مع ادارة ترامب خطأ من الأساس لأن هذا الأمر يعني قبول الانتهاك الأمريكي لتعهداتهم، ولايوجد ضمان بأن تلتزم الحكومة الامريكية القادمة بالاتفاق الجديد المحتمل، لذلك يجب ان تثبت امريكا حسن نيتها عبر العمل بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي، وفي الوقت الراهن نعتبر امريكا جشعة وتفتقر لحسن النية، وبعد الاليات الجديدة التي اطلقناها لاحاجة لنا بالمساومة مع امريكا».

 

كل هذه الأساليب التى تكشف عنها طهران لمواجهة العقوبات لن تعود بأثر على الأزمات التى أصبح يعج بها الداخل الإيرانى ولم تضع لها حلول حتى الآن، إثر الضغوط الأمريكية والعقوبات، فالجميع وحتى المسئولون باتوا يحذرون من غضب وشيك وسط ارتفاع الأسعار الجنونى، الذى يحملون مسئوليته كاملا على حكومة روحانى، وقالت صحيفة «افتاب اقتصادى» الإيرانية إن «الشعب الإيرانى لم يعد يتحمل ارتفاع الأسعار» وذلك مع بدء الشهر الأخير من أشهر السنة الإيرانية الشمسية شهر «اسفند» وعادة ما يبدأ الإيرانيون التحضير لرأس السنة أو عيد النوروز بشراء مستلزمات العيد، وسط ارتفاع أسعار جنونى وانخفاض قيمة العملة المحلية مجددا أمام الدولار.

أزمة الأسعار تعد واحدة من بين الأزمات التى تعانى منها إيران، والتى امتد النقاش حولها إلى منابر المساجد، فقد انتقد ممثل المرشد الأعلى فى اقليم خراسان رضوى آية الله علم الهدى وإمام الجمعة فى مشهد آداء حكومة روحانى فى السيطرة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

لكن أزمة اللحوم الحمراء تعد هى الأشد منذ سنوات على الإيرانيين حيث تعج وسائل التواصل الإجتماعى بصور اصطفاف الإيرانيين أمام محال الجزارة للحصول على اللحوم، وقال علم الهدى فى خطبة الجمعة أمس، أن نسبة كبيرة من الناس غير قادرة على شراء اللحوم والسلع الأساسية، وخاطب الحكومة قائلا «الأمور تركت لكم فماذا تفعلون؟».

الأزمات أدت إلى ارتفاع حالة من الإستياء بين الإيرانيين تلك الحالة حذر منها رئيس كتلة «اميد» الاصلاحية فى البرلمان محمد رضا عارف الذى تحدث عن خيبة أمل بين الإيرانيين، قائلا: «إذا خاب أمل الشعب سيتخطى الجميع».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق