قصة منتصف الليل.. شاخت في طفولتها فانعزلت عن الجميع

الثلاثاء، 05 مارس 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل.. شاخت في طفولتها فانعزلت عن الجميع
إسراء بدر

أغلقت "نسمة" صفحات مدونتها وعادت بظهرها إلى الخلف وأغلقت عيناها، شعرت حينها بأن كل ما دونته يمر أمام عينيها المغلقة وكأنه فيلم تسجيلى، سجله عقلها ليعيده عليها مرارا، فتذكرت طفولتها وفترة المراهقة التى لم تعشها يوما، فكيف تمر بها وهى سرعان ما زوجها أبيها وهى فى السادسة عشر من عمرها، والدها المتحكم لم يترك لها فرصة الاعتراض على شئ، فاعتراض الفتيات ليست فى قاموس أهل قريتها البسيطة ولكن القاعدة هى السمع والطاعة دون مناقشة.

وتزوجت "نسمة" لشاب يكبرها بأكثر من 10 سنوات، وجدت نفسها فجأة بين أحضان رجل وهى لا تعلم شئ عن الزواج، وفوجئت بمسئولية تكبرها تقع على عاتقها دون مساعدة، فعلى الرغم من أنها كانت الطفلة المدللة فهى حاليا مسئولة عن منزل بمتطلباته وعن تلبية رغبات زوجها طوال الوقت فشعرت وكأنها وقعت فى البحر وهى عاجزة عن السباحة وتحاول التقاط أنفاسها بصعوبة ومعافرة.

رغم صعوبة مواجهة كل هذه المسئولية إلا أنها لم تشكل العائق الأكبر فى حياتها الزوجية ولكن العائق الحقيقى ظهر بعد عدة أشهر من الزواج وأثناء دراستها فى الجامعة وقعت عيناها فى أعين شاب وسيم يكبرها بعامين تعلقت أعينهم لفترة إلى أن جاء وتحدث معها فلم تستطع تركه وتجاوبت معه فى الحديث وهنا دق قلب الفتاة التى لم تعش مراهقتها، لقد دق قلبها للمرة الأولى ولكن لشاب غير زوجها ولم تتذكر فى الدقائق التى جلستها مع الشاب أنها متزوجة وانجرفت وراء مشاعرها دون محاولة لإيقافها.

وفى نهاية جلستهما تواعدا على اللقاء من جديد فى ساحة الجامعة فعادت إلى منزلها سعيدة تتذكر كلماته وتعاد على أذنيها لتصطدم بالواقع فور وصول زوجها إلى المنزل ويطلب تحضير الطعام، ولكن تعاملت بهدوء وقررت أن تعيش على أمل رؤية الشاب وتحاول ألا تترك لأحد فرصة تعكير مزاجها حتى إذا كان زوجها، وفى المعاد المتفق عليه تقابلا سويا ومن هنا بدأت قصة حبهما تخطو خطواتها ولكن الشاب لا يعلم بحقيقة زواجها، وبعدما ارتبط قلبهما برباط العشق فوجئ العاشقان بظهور الزوج فى الجامعة ففى جلسة العاشقان التفتت "نسمة" إلى يسارها فوجدت زوجها يقف مصدوما وهو يراها تمسك بيد الشاب وتبادله نظرات الحب والرغبة.

وقف الشاب مذهولا يسأل الزوج عن هويته وسبب وقوفه ونظراته بهذه الطريقة، فأخبره بأنه الزوج المغفل لهذه الفتاة التى تخرج يوميا من عش الزوجية لتدرس بالجامعة ولكنها أتت لتبادل العشق مع آخر، فى هذه اللحظة تمنت "نسمة" أن تنشق الأرض وتبلعها خجلا وخوفا من تدمير حياتها فقد انجرفت وراء مشاعرها ونسيت الزوج المفروض عليها فى الصغر بناء على أوامر والدها.

غضب الشاب بشدة وترك الزوجان وسار وحيدا ووقف الزوج مصعوقا أمام زوجته لا يجد ما يقوله سوى إعلانه نهاية العلاقة الزوجية التى جمعتهما سويا، فوافقت "نسمة" على إنهاء الزواج بالطلاق وأسرعت وراء حبيبها حتى وصلت إليه لتخبره بطلاقها فوجدت عيونه محتفظة بدموعها التى رفضت الظهور وأخبرها بعدم قدرته على أن يثق فيها من جديد بعدما فوجئ بخدعتها وعدم إخباره بحقيقة زواجها أيا كانت الظروف مؤكدا أن ما فعلته مع زوجها من خيانة من الطبيعى تكراره معه وهو ما رفضه بشدة وتركها وسار فى طريقه.

فوقفت نسمة حائرة فى أمرها فقد خسرت زوجها وحبيبها ومن المؤكد أن السبب وراء الطلاق سيعلم به أهالى القرية وأهلها وحينها تكون الخسارة مضاعفة فقررت أن تغادر القرية وتذهب للإقامة فى منزل إحدى زميلاتها المغتربات واعتزلت عن الجميع واكتفت بمشاهدة من فى عمرها يبدأ حياته وهى خطت خطوات مبكرا فى عمر صغير واكتفت بالحديث فى كتابتها فى مدونتها الصغيرة تشكو لها ما فعله القدر بها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق