اعلام الشائعات

الأحد، 10 مارس 2019 12:42 م
اعلام الشائعات
مني احمد تكتب:

العديد من شاشات الإعلام المصرى تواجه محنة حقيقية  تضعنا امام تساؤلات كثيرة حول  دوره ومستوى المهنية فيه ومسؤلية الكلمة وحق المواطن فى المعرفة والتواصل وخلال الايام الماضية  وقعت عدة وسائل اعلام  في فخ خبر كاذب خاص بتعيين وزير نقل علي خلفية حادث قطار محطة مصر مستندين إلى تغريدة متداولة على موقع تويتر وسار الخبر كالنار في الهشيم بعدما تناولته محطات ووسائل عالمية  .
 
جاءت هذة الواقعة لتترجم واقع الاعلام المصري وتعكس مستوي مهنى متردى وانحدار في الممارسة فما يحدث هو فوضى إعلامية عارمة  غير مسبوقة  بعيدا عن التقاليد والاعراف المهنية والكل في سباق محموم بدون عقل يحكمه اوضابط يردعه وحالة عبثية فرغت المهنة من  محتواها وحرفيتها فاصبحنا امام اعلام شائعات ينشراخبارا دون التحقق من صحتها ومصدره ومرجعيته عبارة تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى.
مهزلة  مهنية واستخفاف بعقلية المشاهد لا يليق بمكانة الاعلام المصري صاحب الريادة في المنطقة العربية فانسياق  وسائل الاعلام وراء سرعة نشر المعلومة بات يسبق امانة التدقيق بحجة تحقيق السبق واصبحت بعض وسائل الاعلام بيئة خصبة لنشر الشائعات وترويجها دون ادراك لاهمية ومسؤلية الكلمة فخطورة نشر وتداول  اخبار كاذبة غير صحيحة يؤدى إلى آثار سلبية على رأسها فقدان الثقة فى أساسيات التعامل مع المؤسسات الاعلامية  من قبل المواطنين واللجوء الى مصادر أخرى للحصول على المعلومة مما قد يؤدى إلى مالا يحمد عقباه على جميع الأصعدة.
 
واخفافات الاعلامية تسببت في ضياع  ما تبقي من ثقة في الاعلام المصري امام الراي العام  الذي تدوال تلك الواقعة باعتبارها فضيحة مهنية .
 
المشهد المرتبك  ككل علي مجمله وعموميته الا من رحم ربي تسبب في ضبابية وتراجع الاداء وتعثر فى توصيل الرسالة الاعلامية.
 
واصبح الواقع الاعلامي له حسابات اخري والاصوات العالية غير المؤهلة هي الغالبة علي المشهد المفتقد للرؤية والبوصلة غير مدركين خطورة المرحلة التي تواجه تحديات كبيرة ومخاطر صعبة فى ظل سطوة وسائل التواصل الاجتماعى الذي تلعب فيه الشائعات دورا كبيرا ومجتمع  لا تستطع اغلب طبقاته فرز الغث من السمين  وليس ادل علي ذلك مما حدث مؤخرا 
 
اعتقد انه حان الوقت لوقفة جادة  لتقييم  اداء العمل الاعلامي برفديه الرسمي والخاص وضبط ايقاع المشهد واصلاح منظومتة  وتحديد اولويات المرحلة بصدور مجموعة مرتكزات نستند عليها نصوب بها المسار حتي نري اعلاما موضوعيا يعود لدوره التنويري التوعوي يتحمل امانة الكلمة ومسؤلية الظرف الذي نمر به في ظل الالتزام بمعايير وأصول المهنة وأخلاقياتها بما يتوافق مع معطيات العصر وابجديات عمله فيكون انعكاسا صادقا للمجتمع وامال وتطلعات الامة . 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق