كارثة مجتمعية وأخلاقية وتربوية.. كيف تحول مايسترو العملية التعليمية إلى أراجوز؟

الإثنين، 11 مارس 2019 01:00 م
كارثة مجتمعية وأخلاقية وتربوية.. كيف تحول مايسترو العملية التعليمية إلى أراجوز؟
التعليم بطريقة الأغانى الهابطة
ولاء عكاشة

كارثة مجتمعية بكل المقايس.. كيف تحول مايسترو العملية التعليمية إلى أرجوز؟
 
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا.. المعلم هو مايسترو العملية التعليمية، والمسؤل الأول والأخير عن تشكيل فكر النشء الصغير، شباب المستقبل الباهر، من خلال قدرته على جعل البيئة التعليمية إيجابية أو سلبية على الطلاب بأسلوبه الخاص .
 
انتشرت في الأونة الأخيرة، ظاهرة غريبة من نوعها، تناولتها جميع وسائل الإعلام، ما بين مؤيد ومعارض، وهي قيام المعلم بإلقاء الدرس على الطلاب في المركز التعليمي الخاص به، على طريقة الأغاني والطبول، ثم يردد وراءه الطلاب.
 
 
ومؤخرا تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فيديو لحصة فلسفة، بأحد مراكز الدروس الخصوصية، فى مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة، ويظهر الفيديو الذي كان محل سخرية البعض وإعجاب آخرين، المعلم وهو يلقي حصتة في مادة الفلسفة على طلابه، في الصف الثالث الثانوي، على طريقة الغناء وتلحين محتوى المادة التعليمية، مستخدما الطبول والمزامير، ويظهر خلال الفيديوأيضا تفاعل الطلاب مع هذا المعلم بشكل كبير، من خلال الترديد وراءه بكل حماس ونشاط.
 
في السطور التالية، ترصد «صوت الأمة» آراء خبراء التربية والتعليم وعلم النفس، للوقوف على سلبيات هذه الظاهرة وإيجابياتها، وهل انتشارها بهذا الشكل الواسع في جميع أنحاء الجمهورية، سيؤتي بثماره في المستقبل، أم سيخلفها فشل ذريع في المنظومة التعليمية بأكملها.
 
في هذا الصدد، قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، إن انتشار هذه الظاهرة المشينة، كارثة مجتمعية بكل المقايس، وليس لها أي ايجابيات على الإطلاق، لافتة إلي أن تطبيقها في معظم مراكز الدروس الخصوصية، يساهم بشكل كبير جدا فى تدمير جيل بأكمله ثقافيا واجتماعيا وتعليميا.
 
وأضافت "عبدالرؤوف" في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة"، أن هذا الأسلوب المثير للسخرية في إلقاء المادة التعليمة على الطلاب، يشجعهم على عدم احترام العملية التعليمية والاستهتار بها وبالمعلم، الأمر الذي سينتج عنه الكثير من الأثار السلبية المدمرة للمجتمع.
 
وأكدت الخبيرة التربوية، أن هذه الطريقة تنشئ الأجيال على مبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة، أي أن يكون الطالب مستعدا لفعل أي شئ لمجرد تحقيق هدفة سواء من خلال طرق مشروعة أو غير مشروعة.
 
وفى نفس السياق، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ظهور هذه الظاهرة وبشكل كبير هذه الأيام، يؤكد على تفشي حالة من الانهيار الثقافي في المجتمع، وليس المنظومة التعليمة وحدها، لافتا إلى أنه بالرغم من تفاعل عدد كبير من الطلاب مع تلك الطريقة فى التعليم، إلا أنها وسيلة مثيرة للسخرية.
 
وأضاف "فرويز"، أن المعلم هو أول قدوة في حياة الإنسان، وعند انهيار تلك القدوة من خلال ما يقوم به البعض من استخدام الأغاني والطبول عند إلقاء المادة التعليمية على الطلاب، سيؤدي إلى انهيار أجيال كاملة، فضلا عن تدمير الهوية الثقافية والمجتمعية والأخلاقية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق