بعد 32 عام.. «الفاو» تحدد طرق التخلص من سوسة النخيل الحمراء

الإثنين، 11 مارس 2019 08:00 م
بعد 32 عام.. «الفاو» تحدد طرق التخلص من سوسة النخيل الحمراء
سوسة النخيل الحمراء

 
«سوسة النخيل الحمراء»، واحدة من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل، وتنتشر في عددا من دول العالم، منها مصر، وتم اكتشاف أول إصابة بها في المملكة العربية السعودية، في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، عام 1987م، ثم انتشرت بعد ذلك في المناطق المختلفة لتتحول إلى شبح يواجه أجهزة وزارات الزراعة في تلك البلدان المصابة بها.
 
يبلغ طول تلك الحشرة حوالي 4 سم وعرضها نحو 1سم، ولونها بني مائل للاحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، ولها خرطوم طويل هو أقصر في الذكر منه في الأنثى، كما يتميز الذكر عن الأنثى بوجود زغب على السطح العلوي للخرطوم، و تعيش الحشرة الكاملة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، و يمكن مشاهدتها على مدار العام ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهري مارس ويونيو، و الحشرة الكاملة لا ضرر منها، لأن العذارى في الشرائق تكون عادة في المحيط الخارجي بساق النخلة أو في قواعد الكرب، وتبيض الأنثى من 200 إلى 300 بيضة، ثم تبدأ في نهش قلب النخلة.
 
r
 
وبعد التزاوج تضع الإناث حوالي 200 – 300 بيضة، وضعا انفراديا في الثقوب التي تحفرها، أو في الجروح بمنطقة التاج، أو في آباط الأوراق، كما تضع الإناث بيضها في الثقوب التي تحدثها الحفارات الأخرى إضافة إلى الثقوب والجروح التي تحدثها الآفات الأخرى، وعلى الأماكن المجروحة من خلال العمليات الزراعية كـ«التكريب» و قلع الفسائل والسعف، وغيرها من الأعمال التي تحدث جروح في النخلة، ويبلغ طول البيضة حوالي 2 – 3 مليمتر اسطواني، وتفقس بعد حوالي 3 – 5 أيام لتعطي اليرقات.
 
وتعتبر اليرقة هي الطور الضار للحشرة، حيث تسبب أضرارا للنخلة وتجعل من الساق اسطوانة فارغة تماما، إلا من الأنسجة المهترئة لأنها شديدة الشرهة ، ولون اليرقة أبيض مصفر أو حليبي، ولها رأس أحمر ذو أجزاء فم قارضة ذات فكوك قوية جدا،ً و تتميز يرقة “سوسة” النخيل بأنها عديمة الأرجل ذات شكل كمثري تقريبا، و لليرقة 13 حلقة ويصل طولها إلى حوالي 6 سم عند اكتمال النمو، وفترة حياتها تتراوح ما بين 2 – 3 أشهر، و بعدها تتعذر داخل شرنقة، والشرنقة تنسجها اليرقة من ألياف النخيل، وتعيش العذراء داخلها لمدة أسبوعين تقريبا، تتحول بعدها إلى «الخادرة» ويكون لونها أصفر مسمرا، لتتحول بعدها إلى الحشرة الكاملة، وتبدأ بالتزاوج ووضع البيض من جديد.
 
r1
 
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» جوزيه غرازيانو دا سيلفا، إن دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يمكنها أن تعوّل على دعم الفاو المتواصل لها فى مكافحتها لسوسة النخيل الحمراء، إحدى أكبر الآفات الغازية فى العالم، متوجها بالشكر إلى دولة الإمارات العربية، لمساهمتها بمبلغ مليوني دولار لدعم برنامج الفاو الإقليمي لمكافحة سوسة النخيل الممتد لخمس سنوات، وقد أعلنت عن هذه المساهمة السيدة مريم المهيري، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الأمن الغذائي.
 
كما شكر المدير العام للفاو أيضاً ليبيا لتعهدها بالمساهمة بمبلغ 250,000 دولار والمنظمة العربية للتنمية الزراعية لتعهدها بالمساهمة بمبلغ 100,000 دولار وأكد أن الفاو ستواصل تعزيز التعاون الإقليمي والعالمي بهدف السيطرة على سوسة النخيل الحمراء والقضاء عليها، وتضمنت المساهمات السابقة لذلك 2 مليون دولار من المملكة العربية السعودية و100,000 دولار من سلطنة عمان.
 
r3
 
وقال المدير العام لـ«الفاو»، إن احتواء سوسة النخيل الحمراء والسيطرة عليها والقضاء عليها فى نهاية المطاف هو أمر ممكن، والفاو تتصدر الجهود في هذا المجال. وتابع تقرير«الفاو» أن سوسة النخيل الحمراء التي نشأت في جنوب شرق آسيا وانتشرت بسرعة فى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، تعتبر أكثر الآفات خطراً وتدميراً لأشجار النخيل فى العالم، ومن الصعب الكشف عنها فى وقت مبكر لأنها تتغذى على الأنسجة النامية للأشجار من الداخل.
 
ويتعرض نخيل التمر، المتجذر فى اقتصادات وثقافات شعوب الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، لخطر شديد، بما يهدد سبل عيش ما يقدر بـ 50 مليون مزارع في المنطقة، وإلى جانب الضرر الذى تلحقه سوسة النخيل الحمراء بأنواع أخرى من أشجار النخيل، فإن هذه الآفة العابرة للحدود تهدد نخيل التمر، الذى قال غرازيانو إن له تراث طويل في إعاشة البشر ودعم سبل المعيشة في المناطق الجافة والحارة، ويعتبر مصدر دخل أساسي وأمن غذائي للمجتمعات الريفية ومساهم كبير في الاقتصادات الوطنية لدول المنطقة، وينطبق هذا بشكل خاص على المنطقة العربية، التي تنتج 77% من التمور في العالم وتصدّر حوالي 70% من مجموع الصادرات العالمية من هذه المادة الغذائية.
 
r4
 
وأكد تقرير «الفاو» أن دور الفاو والدعم المطلوب ستستفيد كافة دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا من برنامج وضعته الفاو مدته خمس سنوات لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، ومن المتوقع أن يصل البرنامج، الذي تبلغ تكلفته 20 مليون دولار أمريكي، إلى ملايين المزارعين.
 
وأوضح «دا سيلفا» الخطوط العريضة لهذا البرنامج الذي يركز على ثلاثة عناصر مترابطة: البحث، وبناء القدرات، ونقل المعرفة والتكنولوجيا، وقال دا سيلفا إن البرنامج يدعمه نهج متكامل لإدارة السوسة ثبت نجاحه بشكل خاص في موريتانيا، حيث تم الحد من انتشار الحشرة هناك بفضل المشاركة الفعالة للمزارعين وجمعياتهم التعاونية بشكل كبير.
 
وقبل عامين استضافت «الفاو» مشاورة علمية واجتماعاً رفيع المستوى في روما لتوحيد الجهود الرامية إلى مكافحة سوسة النخيل الحمراء، كما تعاونت المنظمة في هذا المجال مع شركاء مهمين مثل جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمركز الدولى للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة، والمركز الدولى للزراعة الملحية، ومعهد البحر المتوسط للعلوم الزراعية.
 
وتطور «الفاو» أدوات بسيطة ولكنها فعالة لمساعدة المزارعين على مراقبة وإدارة آفة النخيل الحمراء بطريقة أفضل، فتطبيق السوسة الحمراء SusaHamra للهواتف النقالة يستخدم لجمع البيانات الأساسية عند فحص أشجار النخيل ومعالجتها وفحص المصائد الفرمونية لسوسة النخيل الحمراء، ويتم الآن بناء منصة عالمية لرسم خرائط البيانات الميدانية والتحليلات من أجل اتخاذ قرارات أفضل، ويتم الجمع بين الاستشعار عن بعد وتقنية الذكاء الاصطناعى لرسم خرائط أشجار النخيل من أجل تحسين مراقبة انتشار سوسة النخيل الحمراء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق