من «ميت البز» إلى «أبو تشت».. كيف ينجو الأهالي من الألش الرخيص؟

الإثنين، 11 مارس 2019 04:00 م
من «ميت البز» إلى «أبو تشت».. كيف ينجو الأهالي من الألش الرخيص؟
أنور السادات _جمال عبدالناصر _قرية ميت البز
علاء رضوان

 

حراك اجتماعى رسمى قانونى وقع بالأمس الأحد من الدكتور عمر عبد السلام أحد أبناء مركز «أبو تشت» يتبنى فيه أحد القضايا التى تشغل فكر البعض من خلال رفع دعوى قضائية لتغيير أسم مركز «أبوتشت» إلى أسم آخر نتيجة سخرية واستهزاء البعض من إسم المركز فى الوقت الذى لم يطرح فيه أسماء بديلة من قبل اقامتة للدعوى لمساعدته فقط على الاختيارات لأنه سبق ورفض أسم «أبو النور» خلال فترة السيد الرئيس أنور السادات من قبل الآثار وغيرها من الجهات والهيئات المعنية.   

مركز أبو تشت

مقيم الدعوى الدكتور عمر عبد السلام، تعرض خلال الساعات الماضية للعديد من التهديدات من شخصيات مجهولة نتيجة اقامتها الدعوى دون الرجوع إليهم على إعتبار أنهم لم يخجلوا لحظة من اسم بلدتهم «أبوتشت» أو «أبو طشت» حيث أنه لو كانت هناك مزحة فى الموضوع إلا أن هناك المئات من أسماء البلدان المماثلة في غرابة النطق الحالي فهي ذات أصل فرعوني.  

6678c3e7-265c-4012-8575-9431dfdb1f56_16x9_1200x676

اللغط التى احدثته تلك الدعوى القضائية المُقامة من الدكتور عمر عبد السلام والمُقيدة برقم 34884 لسنة 73 قضائية الدائرة الحقوق والحريات العامة، جعلتنا نرجع برهة إلى التاريخ المصرى الحديث خاصة فى مسألة تغيير أسماء الشوارع والقرى بطلب من أهل هذه القرى للتأكد هل سبق لنا تغير أسماء الشوارع.  

قرية «ميت البز»

فى غضون 2016، كانت أهم وأبرز وقائع المطالبة بتغيير أسماء القرى حينما تقدمت إحدى السيدات بشكوى لمحافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر عن سوء الخدمات بالقرية، وحين سألها عن اسم القرية شعرت بالحرج ولم تتمكن من نطقه أمامه، إذ يحمل اسمًا يعتبره المصريون «خارجًا عن حدود الأدب». 

60-140620--_157f4d09c91341_700x400

تلك القرية هى «ميت البز»، إحدى قرى محافظة الغربية «112 كم شمال القاهرة»، حيث قرر محافظها اللواء أحمد ضيف صقر، تغير اسمها إلى «ميت النور» بعد حضوره لقاءً جماهيريًا واستصعب عليه نطق اسم القرية أمام الحضور، وكذلك السيدة صاحبة الشكوى، وردد قائلاَ حينها: «هناك خطة لتغيير أسماء كافة المدن التي تحمل اسمًا غريبًا خلال الفترة المقبلة حفاظًا على شعور المواطنين من السخرية».  

قرية «الحادثة»

وفى يوليو 2017، كانت أيضاَ الواقعة الأبرز فى هذا العام حيث كان الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية فى جولة يرافقه فيها الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة إلى مدينة القناطر الخيرية، لإطلاق برنامج لتوفير 200 ألف فرصة عمل لتشغيل الشباب بالمحافظات هذا العام، وتحويلها إلى مساحات خضراء وتنمية 50 قرية وتحويلها لقرى منتجة، وحينما سأل عن إسم القرية، أجابوه «الحادثة»، الأمر الذى آثار حفيظة الوزير. 

394

وفى تلك الأثناء، أمر الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، بتغيير اسم قرية «الحادثة» التابعة لمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، إلى «السلام» أو «الخير»، موضحًا أنه يثير الاشمئزاز ويدعو إلى عدم التفاؤل.  

قرية «ميت الغرقاء»

هناك أيضاَ قصة قرية «ميت الغرقاء» وهي إحدى القرى التابعة لمركز طلخا في محافظة الدقهلية والمعروف عنها أنه فى عام 1892، برز اسم القرية حين كان خطيب الثورة العرابية عبد الله النديم مطلوبًا للمحاكمة لدوره الكبير في مناهضة الاحتلال البريطاني لمصر.

أما عن تغير إسمها من «ميت الغرقاء» إلى «ميت الكرماء» إن الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» هو الذي أعطاها هذا الإسم بعد العدوان الثلاثي الذي وقع علي مصر في عام 56 عندما علم باستضافة أهلها لعدد كبير من المهجرين من منطقة القناة وسأل عن اسم القرية فقيل له «ميت الغرقاء» فقال: لأ سموها «ميت الكرماء».

قرية البلاص

أما ما تعرض له أهالى قرية «أبو تشت» فى حقيقة الأمر هو نفس ما تعرض له فى السابق أهالى قرية «البلاص» حيث أنه فى عام 1964 شهدت محافظة قنا واقعة مماثلة لقرية «البلاص» لإشتهار أهلها بصناعة الأوانى الفخارية – الأمر الذى دفع بأهل هذه القرية أن يتقدموا بشكوى وطلب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر معبرين عن استيائهم وخجلهم الشديدين من هذا الإسم وضيقهم أيضاَ. 

maxresdefault

وعليه تفهم الراحل «عبد الناصر» فحوى ومضمون شكواهم وطلبهم «بحس ابن القرية» الذى أدرك معنى ومضمون ما يتعرض له أهل هذه القرية «البلاص سابقا» وعلى الفور ودون تردد أصدر قراراَ جمهورياَ برقم 229 لسنة 1964 بتغيير مسمى قرية البلاص إلى قرية «المحروسة» ليضع بذلك حداَ لسخرية الناس.  

إزاى تغير إسم الشارع بالقانون؟

وعن التأصيل التشريعى لمسألة تغير أسماء الشوارع والقرى، يقول الدكتور أحمد الجنزورى، استاذ القانون الجنائى والمحامى بالنقض، أنه يجب على الطاعن أن يستند بما ورد فى قانون الإدارة المحلية رقم 43 لسنة 1979 فى الفصل الأأول من الباب الأأول المعنون بـ«وحدات الإدارة المحلية واختصاصاتها»، مادة «1» مستبدلة بالقانون رقم 50 لسنة 1981 والتى تنص على:

وحدات الإدارة المحلية  هى المحافظات والمراكز والمدن والأحياء والقرى، ويكون لكل منها الشخصية الإعتبارية ويتم إنشاء هذه الوجدات وتغيير أسمائها وإلغائها على النحو التالى:

أ-المحافظات: «.....».

ب-المراكز والمدن والأحياء: «بقرار من رئيس مجلس الوزراء بعد موافقة المجلس الشعبى للمحافظة.

ج-القرى: «....».

لما كان ما يبق بيانه – وفقا لـ«الجنزورى» فى تصريح لـ«صوت الأمة» - وكان نص المادة السالفة جعل التقسيم الإدارى الخاص بالمراكز من صميم عمل واختصاص رئيس مجلس الوزراء من انشاء المركز وتحديد نطاقه وحدوده الجغرافية واطلاق وتحديد أسمه، وكذلك تغير اسماء هذه الوحدات ومنها المراكز – وهو محور الدعوى – كل هذا بموجب قرار يصدر منه وعليه يكون الإختصاص منحصر فيما يتعلق بتغيير أسماء المراكز فى رئيس مجلس الوزراء. 

150436-25593828_1566510216772022_791736819109449341_n

وعليه – بحسب «الجنزورى» - فإن من يملك الحق فى الإنشاء وتحديد الإسم والإلغاء فإنه من باب أولى يملك الحق فى تغيير الإسم كما أن العرف يجرى حاليا على إتاحة الفرص أمام الأشخاص الطبيعيين من إمكانيتهم وحقهم فى تغيير أسمائهم التى تنطوى على مفردات ومعانى مشينة أو أسماء غير مناسبة بالمرة، فإتساقاَ مع حقوقهم فى أن يكون لهم الحق فى الأأسم المناسب حيث يجرى العرف حالياَ على تغيير أسمائهم عن طريق مصلحة الأحوال المدنية أو من خلال المحاكم بشرط توافر أوراق معينة، وحال توافرها سيتم الإستجابة لطلبهم بتغيير أسمائهم.  

رأى مقيم دعوى مركز «أبو تشت»

أما مقيم الدعوى الدكتور عمر عبد السلام، يقول أن دعوته الماثلة هى دعوى كريمة للعمل على إطلاق يد المسئولين فى الدولة وحثهم على تغيير هذه المسميات التى عفى عليها الزمن إذ ليس من المنطق فى شئ ونحن فى القرن الحادى والعشرين والعالم يشهد تقدماَ فى كل مناحى الحياة لاتزال هناك بلاداَ تسمى بأسماء يخجل حتى الجنين فى بطن أمه والرضيع فى حجرها منها، فما هى الحكمة من تسمية بلد بإسم قرية كوبرى الجاموسة ونجع البقرة والزرايب وكوم مجانين وغيرها من المسميات التى لا يجب الوقوف والتماهى كثيراَ أمام الأسباب التاريخية التى كانت دافعاَ لإطلاق هذه المسميات عليها. 

50832-48997521_2198222890427633_4400703755830427648_n

ويُضيف «عبد السلام» فى تصريح لـ«صوت الأمة» - أن من حقوق الأفراد داخل المجتمع اطلاق إسم مناسب عليهم وعلى بلدانهم أو أوطانهم الصغرى، مؤكداَ أنه عن توافر شرطى الصفة والمصلحة الواجب توافرهما فى أى دعوى قضائية، بإعتباره واحداَ من أبناء مركز تشت التى ولد فيها وعاش على أرضها الطيبة وبدافع الحب والغيرة على هذا المركز ومن صميم انتماءه له قام برفع الدعوى لرفع هذا الضرر الأدبى والإجتماعى من جراء السخرية الحاصلة من مسماه وهى أضرار حاصلة وبشكل يومى، وردد قائلاَ :«أردت أن تكون نهايتها بحكم يصدر فى هذه الدعوى».

 
97169-44554-54434363_1001507956706453_906570860637192192_n
 
 
 
100801-53461-d
 
 
108101-60877-53378261_771662073205394_792388519417872384_n
 
 
113074-68010-53373531_567694953728291_169334471533789184_n
 
 
113759-72042-53797773_360994324490222_6060441631977373696_n
 
 
118436-82147-53815170_406099379956303_5142937764584488960_n
 
 
118460-82147-53815170_406099379956303_5142937764584488960_n-(1)
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق