سوسة النخيل "الخطر القادم" على الشرق الأوسط

الأربعاء، 13 مارس 2019 12:00 م
سوسة النخيل "الخطر القادم" على الشرق الأوسط
الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

 

تُعدّ "سوسة النخيل الحمراء" من أشد وأخطر الآفات الزراعية والحشرية، التي تهاجم وتدمّر النخيل في مصر، وكثيرٍ من دول العالم،بما فى ذلك الدول العربية ، مثل السعودية والعراق ودولة الإمارات والبحرين والكويت وقطر وسلطنة عُمان والأردن،وكذلك فى الهند وباكستان واندونيسيا والفلبين وبورما وسريلانكا وتايلاند وغيرها من الدول، وتتسبب هذه الحشرة المُدمّرة، فى القضاء على الثروة المصرية والعربية، من نخيل وأشجار البلح والتمور،ولا تزال الدول بالتعاون والتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة، "الفاو"تكافح هذه الآفة بالمبيدات الحشرية، من أجل القضاء عليها وعلى شرورها، غير أن الحشرة ماتزال تقاوم، بكل ما أُتيت من قوة للاستمرار فى تدمير النخيل.

 

34
زراعة النخيل 


بداية انتشار سوسة النخيل

تم اكتشاف أول إصابة بـ «السوسة الحمراء» في النخيل، بالمملكة العربية السعودية، في محافظة القطيف، بالمنطقة الشرقية، بداية عام 1987م، ثم انتشرت الحشرة بعد ذلك، في المناطق المختلفة، وأصبحت أخطر الآفات، التي تهدد النخيل في المملكة العربية السعودية، وكذلك في دول الخليج العربي الأخرى، ومنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، وهذه الحشرة عبارة عن "سوسة"، يبلغ طولها حوالي 4 سم وعرضها نحو 1سم، ولونها بني مائل للاحمرار، مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، ولها خرطوم طويل، هو أقصر في الذكر منه في الأنثى، كما يتميز الذكر عن الأنثى، بوجود زغب على السطح العلوي للخرطوم، وتعيش الحشرة الكاملة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويمكن مشاهدتها على مدار العام، ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهري مارس ويونيو، والحشرة الكاملة لا ضرر منها، لأن العذارى في الشرائق، تكون عادة في المحيط الخارجي بساق النخلة أو في قواعد الكرب، وتبيض الأنثى من 200 إلى 300 بيضة، ثم تبدأ في تدمير قلب النخلة.

RPW_Brown
سوسة النخيل الحمراء


ثقوب وحفر فى النخيل

وقال المهندس جمعه طوغان، خبير الري وصاحب كتاب وموسوعة(نخيل مصر)، والذي حصل على براءة اختراع، عن إنتاج الوقود الحيوي، من تالف النخيل، تحت رقم 26223، بشأن( طريقة إنتاج الإيثانول والسكر من تالف التمر)، إنه بعد التزاوج تضع الإناث مابين 200 – 300 بيضة، وضعا انفراديا في الثقوب التي تحفرها، أو في الجروح بمنطقة التاج، أو في آباط الأوراق، كما تضع الإناث بيضها في الثقوب، التي تحدثها الحفارات الأخرى، إضافة إلى الثقوب والجروح، التي تحدثها الآفات الأخرى، وعلى الأماكن المجروحة من خلال العمليات الزراعية، مثل التكريب وقلع الفسائل والسعف، وغيرها من الأعمال التي تحدث جروح في النخلة. 

يبلغ طول البيضة من 2 – 3 مليمتر اسطواني، وتفقس بعد حوالي من 3 – 5 أيام لتعطي اليرقات، وتعتبر اليرقة هي الطور الضار للحشرة، حيث تسبب أضرارا للنخلة، وتجعل من الساق اسطوانة فارغة تماما، إلا من الأنسجة المهترئة، لأنها شديدة الشراهة، ولون اليرقة أبيض مصفر أو حليبي، ولها رأس أحمر ذو أجزاء "فم قارضة" ذات فكوك قوية جدا،وتتميز يرقة "سوسة"النخيل بأنها عديمة الأرجل،ذات شكل كمثري تقريبا،ولليرقة 13 حلقة، ويصل طولها إلى حوالي 6 سم عند اكتمال النمو، وفترة حياتها تتراوح ما بين 2 – 3 أشهر،وبعدها تتعذر داخل شرنقة،والشرنقة تنسجها اليرقة من ألياف النخيل،وتعيش العذراء داخلها لمدة أسبوعين تقريبا،وتتحول بعدها إلى "الخادرة"ويكون لونها أصفر مسمر،لتتحول بعدها إلى الحشرة الكاملة، وتبدأ بالتزاوج ووضع البيض من جديد.

 

4981446-1171441826
الفاو تشارك فى مقاومة سوسة النخيل


اختراعات لمقاومة الحشرة
 

وقد تعددت طرق وأساليب مقاومة سوسة النخيل، بأكثر من طريقة، وكان أهمها حتى الآن ، استخدام المبيدات، على الرغم من أنها لاتصل بسهولة إلى حيث تواجد الحشرة، كما يتم استخدام الحرق بالنيران فى أماكن الإصابة، ويتم أيضا استخدام محاليل وسكبها فى بؤر الإصابة، بينما يتم استخدام البويات أيضا، ويتم استخدام الذبذبات الكهربائية فى مقاومة الحشرة كذلك، وهو أحدث اختراع، توصل إليه المهندس الزراعي أحمد عبد الغنى شريف، أحد المهندسين الزراعيين العاملين بالمملكة العربية السعودية، حتى يوقف التأثيرات المدمرة، لهذه الحشرة على الثروة القومية من النخيل، سواء فى مصر أو الدول العربية، التى يمكنها أن تستخدم هذه الطريقة، من طرق المقاومة والمكافحة لسوسة النخيل.

 

اختراع الذبذبات للقضاء على سوسة النخيل
اختراع الذبذبات للقضاء على سوسة النخيل


«الفاو» ومساهمات الدول العربية
 

وكان جوزيه جرازيانو دا سيلفا،  المدير العام،  لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو»،   طالب الدول بالمساهمة فى مكافحة الحشرة، خلال اجتماع المانحين، لبرنامج مكافحة سوسة النخيل، في أبو ظبي منذ أيام، وامتدح دا سيلفا مساهمة الإمارات العربية المتحدة، بمليوني دولار لدعم برنامج الفاو الإقليمي لمكافحة سوسة النخيل، والذى يمتد لـ 5 سنوات، وقد أعلنت عن هذه المساهمة، السيدة مريم المهيري، وزيرة الدولة الإماراتية لشئون الأمن الغذائي، خلال الاجتماع، كما تعهدت ليبيا بالمساهمة بمبلغ 250 ألف دولار، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية بـ 100 ألف دولار، وأكد "سيلفا" أن الفاو ستواصل تعزيز التعاون الإقليمي والعالمي، بهدف السيطرة على سوسة النخيل الحمراء والقضاء عليها، كما تضمنت المساهمات السابقة، لهذا الغرض 2 مليون دولار، من المملكة العربية السعودية و100 ألف دولار من سلطنة عمان.

 

2015_9_4_10_55_46_359

 

سوسة النخيل الحمراء تتسبب فى تدمير النخيل 

زراعة النخيل فى مصر

وفى أحدث تقرير زراعى، عن زراعة النخيل في مصر، رصد التقرير انتشارها في أغلب المحافظات، من مدينة السلوم في الشمال، إلى أسوان فى جنوب مصر، علاوة على محافظتى شمال وجنوب سيناء، وطبقاً للإحصائيات تمتلك مصر حوالى 15 مليون نخلة، وأهم المحافظات التي تنتشر بها زراعة النخيل،محافظة الدقهلية وتتواجد علي مساحة 688 فدان،وسيوة بمرسى مطروح 12 ألف فدان،وشمال سيناء 8092 فدان،وجنوب سيناء 4056 فدان،والغربية 304 فدان، والبحيرة 220 فدان، والمنيا 720 ألف فدان، وأسيوط 218 ألف فدان، وسوهاج 1290فدان، وقنا 670 فدان.

700x414
زراعة النخيل

 

كما ينتشر في مصر 17 نوعا من التمور وهي الأكثر شهرة وشيوعا في البيئة المصرية، ومنها البلح الحياني والزغلول والسماني والأمهات وبنت عيشة، وأم الفروخ والعرابي، والحلاوي والكبي ، والكبوشي، وصفر الدوميين، والسرجي والسلمي وأصفر وسلالة بذرية، وهناك مجموعة أصناف من التمور نصف الجافة، وهي 4 السيوي أوالصعيدي والعمري، والعجلاني وحجازي أبيض، وهناك 11 نوع من التمور الجافة، تنتشر بجنوب مصر أشهرها السكوتي"الأبريمي والبركاوي"، والبرتمودا "بنتموداط والملكابي والجندلية والجراجودا والدجلة والشامية والكولمة، وتُعد مصر الأولي علي مستوي العالم، من حيث إنتاج التمور بحوالى 1.5 مليون طن سنويا، تمثل 17.7% من حجم الإنتاج العالمي، البالغ 7.5 مليون طن، وترتفع حصة مصر عربياً إلي حوالى 23% من حجم الإنتاج تليها السعودية والإمارات ثم الجزائر، وهناك جهود كبيرة لزيادة قيمة صادرات مصر من التمور، والتي تبلغ حوالى 2.8% فقط من إجمالي انتاج مصر، وهو رقم ضئيل لا يتناسب مع حجم الإنتاج الكبير.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق