بحيرة تشاد.. الشاهد على إذلال الإرهاب القطري على يد فرنسا

الأحد، 17 مارس 2019 09:00 م
بحيرة تشاد.. الشاهد على إذلال الإرهاب القطري على يد فرنسا
تنظيم بوكو حرام

هزائم مذلة تعرض لها نظام الحمدين في تشاد خلال الأيام الماضية علي يد القوة المشتركة المتعددة الجنسيات التي تقودها فرنسا، والتي شنت هجمات متتالية علي تنظيم بوكو حرام بمحيط تشاد، وهو ما أدي إلي القضاء علي 40 ارهابيا.

وقد كثفت القوة العسكرية من عملياتها العسكرية لطرد الجماعة الإرهابية من آخر المواقع التي تسيطر عليها في عدة مناطق بإفريقيا، بعد افتضاح مخططات تميم المشبوهة بالتعاون مع حليفه التركي إردوغان، في بناء أنظمة وتجمعات متطرفة بالقارة السمراء، لتنهش في أجساد دول الساحل الإفريقي الهزيلة.

من جانبها مارست فرنسا ضغوطا على قطر لوقف إرهابها في تشاد، كما أرسلت وزير خارجيتها الشهر الماضي برسالة شديدة اللهجة لأمير الإرهاب، ليأمره بوقف تمويل زعيم المتمردين بأنجمينا.

وفي فبراير الماضي، قامت مقاتلات فرنسية بضرب قافلة مسلحة تابعة لمتمردين مدعومين من عصابة الدوحة، عبرت من جنوب ليبيا الأسبوع الماضي لاستهداف الرئيس إدريس ديبي، إلا أنه تم تدمير نحو 20 شاحنة صغيرة ، في ثالث يوم من الضربات الجوية، بعدما طلب " ديبي " دعما من باريس.

من ناحيتها قررت السلطات التشادية في 23 أغسطس 2017  باغلاق سفارة قطر في العاصمة أنجمينا، وأمهلت أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية عشرة أيام لمغادرة أراضي البلاد، وبررت الخطوة لـ"التورط المتواصل لدولة قطر في محاولات زعزعة استقرار تشاد، انطلاقا من ليبيا".

وعمل تميم العار على إفساد العلاقات بين ليبيا وتشاد، عن طريق رجلها رئيس اتحاد قوى المقاومة UFR تيمان إرديمي، ابن أخ إدريس ديبي وأحد معارضيه، والذي  يلعب دورا نشطا في منطقة فزان الليبية، كما يعد إبراهيم الجضران أحد رجاله.

 والمعروف أن تيمان أرديمي هو أبرز معارضي النظام التشادي في الخارج، وقد وصل إلى الدوحة منذ 2009، عندما عقدت دولته اتفاق صلح مع السودان اضطر بناء عليه مغادرة الخرطوم إلى قطر، التي احتضنته لتنفيذ مخخطها لبسط  نفوذ سياسي في المنطقة ليتم اتهامها بالتورط في محاولات إسقاط النظام الحاكم بالتشاد، ومنذ ذلك التاريخ يرجح بقاء المعارض التشادي في الدوحة، ما دفع أنجمينا لقطع علاقاتها مع قطر قبل أن يغادر الإمارة الصغيرة بعدها إلى ليبيا.

يذكر أن الحكومة التشادية تمكنت من اعتقال رئيس أركان المعارضة تيمان إرديمي الهارب من ليبيا رفقة المتحدث باسم اتحاد قوى المعارضة، وتصف وسائل إعلام مختلفة، أرديمي بأنه "جنرال الدوحة المدلل" بعد أن احتضنته هاربا من تشاد إثر محاولة  انقلاب فاشلة.

وأعلنت في وقت سابق قيادة أركان الجيش التشادي، أسر أكثر من 250 إرهابيا بينهم أربعة من القادة، إثر دخول قافلة من المتمردين إلى تشاد قادمة من الأراضي الليبية نهاية يناير الماضي، حيث أوضح الجيش التشادي، في بيان له، أن "أكثر من أربعين سيارة دمرت، كما تم مصادرة مئات قطع السلاح"، مشددا على مواصلة "عمليات التطهير في منطقة أنيدي في شمال شرق تشاد على مقربة من الحدود مع ليبيا والسودان.

لكن تنظيم الحمدين لم يتوقف بعد قطع تشاد العلاقات مع دويلته، إذ أغرى النظام القطري حكومة تشاد، من أجل إعادة العلاقات التي قطعت بالتزامن مع المقاطعة العربية للدوحة في يونيو 2017.

ورغم صعوبة فهم الأمر بين قطر وتشاد، إلا أن صحيفة "أجنس إيكو فان" النيجرية كشفت أن تشاد بدلت موقفها مع قطر بعدما قايضتها بالأموال، حيث وافقت شركة "جلينكور" السويسرية والتي تملك هيئة قطر للاستثمار أكبر أسهم فيها، على تخفيف ديون تشاد التي تبلغ قيمتها 1.4 مليار دولار.

وكشف المحلل السياسي التشادي دجيمت ويتش واهيلي، في مقال تحليلي له أن قطر أرسلت مبعوثا خاصا إلى أنجمينا في محاولة لإعادة العلاقات مع تشاد، بعد أن كانت الأخيرة قد أعلنت قطع تلك العلاقات احتجاجا على دعم قطر لحركات التمرد، التي تسعى لإسقاط نظام الرئيس إدريس ديبي، واحتضان الدوحة  لعدد من قيادات المتمردين.

وأضاف أن قطر باتت أخيرا تسعى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع تشاد، التي حصلت على تعاطف المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، بدلا من السعي لدعم حركات التمرد التشادية، التي يعتمد مصيرها على تطور الوضع في ليبيا، والجهات الفاعلة الليبية المشاركة في النزاع.

وأكد أن نظام الدوحة بات على يقين بأن الحركات المتمردة التشادية في ليبيا لن تكون قادرة على القيام بعمليات صحراوية واسعة النطاق ضد مواقع الجيش، وحتى مع الدعم الذي يمنحه إياها، فإن نتائج الأعمال المسلحة ستكون سيئة للغاية، ويواجه المتمردون رفض السكان الأصليين قبول استضافة حركات التمرد فى المنطقة الصحراوية.

كان أكثر من 27 ألف شخص قد لقوا حتفهم منذ بدء تمرد بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا عام 2009، فيما لا يزال 1.8 مليون شخص غير قادرين على العودة إلى منازلهم ، حيث امتدّ النزاع إلى الدول المجاورة، النيجر وتشاد والكاميرون، ما أدى إلى  حدوث أزمة إنسانية في منطقة بحيرة تشاد.

الجدير بالذكر أن القوة المشتركة المدعومة من فرنسا والتي تحارب ضد تنظيم بوكو حرام في تشاد تضم قوات من تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا، حيث تقوم هذه القوات بعملها بمساعدة لجان مراقبة مؤلفة من مواطنين محليين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة