لعنة الإرهاب تحل على القارة العجوز .. هولندا لم تكن الأخيرة وتركيا تمثل حلقة مبهمة

الثلاثاء، 19 مارس 2019 11:00 ص
لعنة الإرهاب تحل على القارة العجوز .. هولندا لم تكن الأخيرة وتركيا تمثل حلقة مبهمة
كتبت منة خالد

على وتيرة واحدة، تضرب هجمات الإرهاب دول أوروبا تاركة الكثير من الإحتمالات لتكرار نفس الحوادث في مدن أروربية عِدة، فبعد الهجوم الإرهابي "الدامي" الذي استهدف مسجد بنيوزلاندا يوم الجمعة الماضية، شهدت مدينة أوتريخت الهولندية حادث إطلاق نار بشع، أعلنت عنه السلطات الهولندية اليوم الإثنين في بيان لها.

 

في ترام عام يستقله الركاب صباحًا، ووسط مدينة أوتريخت الهولندية، استوقف مسلحون الترام وأطلقوا النيران ليقع عدد من الجرحى لم تُعلن عنه الحكومة الهولندية، وسقوط قتيل واحد فقط بعدها بقليل، حسب البيان. إذ أكدت أنها لم تستبعد وجود دوافع إرهابية وراء الهجوم، ما دفعها إلى تكثيف التواجد الأمني فى العديد من المناطق الحيوية، وعلى رأسها مقر الحكومة فى لاهاى.

 

الهجمة الهولندية تعتبر الحلقة الثانية المُكملة للهجمة الإرهابية المسبوقة فعلاً وتكتيكًا في نيوزلاندا يوم الجمعة الماضي، والتي نفذها الأسترالي برينتون تارنت، نفذ مذبحة مُروعة قام بها الشاب العشريني –أثبتت التحقيقات سلامة عقله- على مسجد النور ومسجد لينوود في كرايست تشيرش ليودي بحياة 50 شخص بجانب عشرات الجرحى.

 

3
 

من نيوزلاندا إلى هولندا .. كيف روّع الإرهاب حكومات أوروبا ؟

يبدو أنّ أوروبا بدأت تستشعر خطورة تمدد الإرهاب على أراضيها، بشكلِ أو بآخر طالها يد الإرهاب الدامي بأيادي غربية، إذن لم يكن الإرهاب "اسلامًا" فقط حسب ما تعتقده المنظمومة الغربية والتي لطالما كان لها دور بارز بدعم الإرهاب في المنطقة العربية ليحقق لها مصالح آنية ومستقبلية استراتيجية.

انتفضت هولندا اليوم على الحادث الإرهابي الغامض، والذي لم يُحدد هوية مُرتكبيه حتى الآن، إذ يقول الشهود إنهم سمعوا طلقات متعددة .. يقول أحدهم : "بدأ رجل بإطلاق النار بعنف".

وعقب الحادث، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إن الحكومة تجري محادثات أزمة بعد هجوم إطلاق النار الذي لم يتضح بعد تفاصيله، أو دوافع منفذه، معربا فى الوقت نفسه عن قلقه البالغ جراء الأحداث التى تشهدها المدينة التى تعد رابع أكبر مدينة فى هولندا.

وبعد الحادث الأليم، أعلنت سلطات النقل فى المدينة تعليق تشغيل القطارات الكهربائية – أي الترام- فى المدينة، وفي تقارير عن الحادث ذكرت بي بي سي البريطانية أن منفذ الهجوم تمكن من الفرار باستخدام سيارة، فيما تم الدفع بقوات مكافحة الإرهاب إلى المنطقة، وأمرت السلطات المدارس بإغلاق أبوابها.

"تطلب الشرطة منكم توخى الحذر من جوكمان تانيس البالغ من العمر 37 عاما (المولود فى تركيا) فيما يتعلق بواقعة صباح اليوم" .. هكذا أعلنت الشرطة الهولندية عن تعقبها أحد المشتبهين به في تنفيذ الحادث الإرهابي، لم يكن معرفة جنسية مرتكب الهجوم مفاجأة لأوروبيين، إذ أن هناك سيناريوهات تتحدث عن استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهذه الحوادث بسعادة بالغة، بل أنه يستغل مثلها في حملاته الإنتخابية.

 

1
 
إرهابي حادث هولندا 

 

الرقص على الجثث

بكل وضاعة، استغل رجب إردوغان دماء المسلمين، لتحقيق أهدافه السياسية، مرة بإدانة جريمة قتل المصلين في مسجد النور بنيوزيلندا، باعتباره الخليفة الجديد، ومرة بمغازلة الناخبين، قبل الانتخابات البلدية في تركيا.

إذن كيف لرئيس دولة أن يعرض فيديوهات حادث أليم تعرض له المُصليين المسلمين ليهاجم خصمه في الإنتخابات وكسب أصواتا للعدالة والتنيمة بعد "دغدغة" مشاعر الناخبين"، وذلك رغم أن موقع فيسبوك قال إنه أزال 1.5 مليون مقطع فيديو للهجوم ، نُشروا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 1.2 مليون تم حظرها أثناء تحميلها، وأشارت الشركة إلى أنها تحذف أيضًا الإصدارات المعدلة من الفيديو، والتي لا تعرض محتوى دمويًا.. بينما بث أردوغان الفيديوهات كي لا يفوّت الفرصة للرقص على جُثث  الضحايا بعرض لقطات قتلهم بالرصاص.

 

0
 

عرض الرئيس التركي أجزاء من مشاهد قتل المصلين في عدد من التجمعات الانتخابية، وقارنها بتصريحات أدلى بها زعيم معارض تركي، وصفه فيها بالسيناتور الأسترالي سييء السمعة، فريزر أنينغ، الذي ألقى باللوم على هجرة المسلمين في الهجمات.

 

4
 

 

المهاجم الأسترالي العشريني برينتون تارانت، توعّد أردوغان بعد الحادث الإرهابي، ونشر بيانا مطولاً قبل تنفيذ جريمته، قال فيه: "يجب طرد المسلمين من الشطر الأوروبي في تركيا، الواقع غرب مضيق البوسفور".. هل ستكون تركيا الحلقة الثالثة للإرهاب القابع على أروربا الآن، أم أنها تلعب دور الراعي فقط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق