شيطنة المسلمين فى عيون الغرب.. أوقفوا «الإسلاموفوبيا»

السبت، 23 مارس 2019 09:00 م
شيطنة المسلمين فى عيون الغرب.. أوقفوا «الإسلاموفوبيا»
عناصر إرهابية- أرشيفية
يوسف أيوب

 
لم تكن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وليدة اليوم، لكنها نشأت فى المجتمعات الغربية منذ سنوات، وزاد انتشارها مع زيادة رقعة التيارات الدينية المتطرفة، ودخولها المعترك السياسى عبر اليمين المتطرف، الذى تبنى خطابًا إعلاميًا وسياسيًا مناهضًا للإسلام وللمسلمين، وبدأ هذا الخطاب فى الانتشار، خاصة أن سياسيين اعتبروه جزءًا من النزال السياسى والحملات الانتخابية، فى محاولة لكسب أصوات الناخبين، كما رأينا فى ألمانيا وهولندا ودول أخرى، إلى أن وصل الولايات المتحدة الأمريكية، التى قامت فى الأساس على استيعاب كل الثقافات والديانات، لكن هذه الفوبيا وصلت إليها، وأخذت تتسع مع مرور الوقت.
 
وزاد من حدة الموقف العمليات الإرهابية التى شهدتها هذه الدول، وسعى أحزاب يمينية متطرفة لإلصاق هذه الهجمات بالدين الإسلامى، وكذلك زيادة عدد المهاجرين من الدول العربية والإسلامية، التى شهدت اضطرابات سياسية وأمنية، دفعت مئات الآلاف من أبنائها إلى البحث عن حياة آمنة فى أوروبا والولايات المتحدة.
 
ولا ننسى أن الخطاب المتشدد لبعض الجماعات وتيارات الإسلام السياسى، ساعد على هذه الرؤية المناهضة للإسلام والمسلمين فى الغرب، لدرجة أنها أنستهم مشاركة المهاجرين العرب والمسلمين فى تكوين، وتشكيل حضارات عدد من هذه الدول، وإعادة بنائها بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية. وزاد على ذلك أيضًا استخدام منصات التواصل الاجتماعى، لتكون ساحة للمبارزة الدينية والسياسية، ولاستقطاب الشباب ممن لديهم ميول لرفض الآخر، وكان من نتاج ذلك الهجوم الأخير فى نيوزيلندا.
 
«الإسلاموفوبيا»، ظاهرة تستحق أن يتوقف العالم أمامها، فى محاولة لإيجاد حلول سريعة وناجزة لها، لأنها تحولت من ظاهرة نظرية، إلى واقع على الأرض، من خلال هجمات على مسلمين، وصلت إلى الهجوم على المساجد، وهنا يجب أن تكون لنا وقفة، فالهجمات الإرهابية على دور العبادة، يجب أن تجعلنا أكثر حسمًا مع التيارات والجماعات الإرهابية، وأن هذه الهجمات إنما هى نتيجة لتفشى خطاب الإسلاموفوبيا فى العديد من البلدان، لذلك فقد حان الوقت لبذل المزيد من الجهود لدعم قيم التسامح والتعايش فى المجتمعات، لتكون البداية لمواجهة أصحاب الأفكار المتطرفة والمتشددة من كل التيارات والجبهات، سواء هنا أو فى الغرب.
 
مطلوب منا أن نفتح حوارات مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، وألا نتركهم لأفكارهم الفاسدة، فالإرهاب اليمينى بات خطرًا داهمًا يهدد الجميع، نحن والغرب أيضًا، وهى الرسالة التى يجب أن يعيها الغرب جيدًا، مما يستدعى مواجهة حاسمة وشاملة.
 
نحن فى حاجة لخطاب موحد، يقوم على نشر قيم التسامح.. خطاب يشترك فيه الجميع، العرب والغرب، تحت مظلة الأمم المتحدة، وألا نتوقف عند نقطة مؤتمر أو اجتماع يعقد، ثم ينفض دون أن يكون له تأثير ملموس على الأرض.. نحتاج إلى ما هو أكثر من المؤتمرات، إلى رصد الظاهرة والعمل على معالجتها، لأننا أذا بقينا على حالنا سنفاجأ بكوارث كبرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق