لماذا التزمت العامة للاستعلامات الصمت تجاه تجاوزات الـ BBC؟

السبت، 23 مارس 2019 04:00 م
لماذا التزمت العامة للاستعلامات الصمت تجاه تجاوزات الـ BBC؟
الهيئة العامة للاستعلامات
محمد الشرقاوي

محاولات متكررة للتأثير على الرأى العام وإثارة البلبلة بما يخص الشارع المصري، مجددا روجت شبكة الإذاعة البريطانية «BBC»، جملة من الأكاذيب، تزعم وجود تظاهرات- أسمتها الشبكة انتفاضة- استنادًا إلى مصادر إخوانية قالت ذلك كذبا.

الشبكة البريطانية، ظهرت في موقفها الأخير داعمة لحملة أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية تدعى «اطمن إنت مش لوحدك»، أطلقها إعلامي هارب، أسمتها «نوبة الصحيان الثالثة»، ما يؤكد حقيقة المثل الشعبي: «ديل الكلب عمره ما يتعدل ولو علقو فيه قالب».

حاولت الهيئة العامة للاستعلامات مرارًا مع الشبكة تعليق «القالب»، بعد دعوات أطلقتها أكثر من مرة لمقاطعة الشبكة، بسبب محاولاتها المستمرة للتطاول على مصر، ونشر الأخبار الكاذبة والمغلوطة، وهو ما كانت تتخذ الهيئة تجاهه تحركا سريعا لتفنيد أكاذيب الشبكة البريطانية.

في فبراير من العام الماضي، نشرت «بي بي سي» تقريرًا نُشر وأذيع على شاشتها وموقعها تضمن أكاذيب وادعاءات بشأن الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر، وأوضاع السجون وحقوق الإنسان وغيرها، ما دحضته الهيئة العامة للاستعلامات في بيان عاجل للكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة، فند فيه تلك الأكاذيب بالأدلة.

ودعت الهيئة العامة للاستعلامات، المسؤولين المصريين وقطاعات النخبة المصرية لمقاطعة هيئة الإذاعة البريطانية BBC، حتى تعتذر رسميا.

وكشف بيان هيئة الاستعلامات حجم ما انطوي عليه هذا التقرير من تناقضات وانحياز سلبى، وانتهاك لكل  المعايير المهنية في مجال الصحافة والإعلام والتي يفترض أن تكون هيئة الاذاعه البريطانية أول من يلتزم بها، وقرر رشوان، استدعاء مديرة مكتب بي بي سي بالقاهرة لتسليمها ما جاء في هذا البيان في صورة خطاب رسمي لمطالبة هيئة الاذاعة البريطانية باتخاذ موقف لتصحيح ما أقدمت عليه مراسلتها من مخالفات مهنية في هذا التقرير.

اليوم مرت 24 ساعة، والتزمت الهيئة العامة للاستعلامات الصمت، ولم تنطق بكلمة واحدة، وكأنها تغافلت عن دورها في يوم الأجازة الرسمية للمؤسسات الحكومية، متناسية دورها في الرد على تلك الادعاءات.

البعض توقع اتخاذ الهيئة موقفا عقابيا تجاه الشبكة البريطانية، لتكرار كذبها، خاصة وأنها ليست المرة الأولى، علاوة على ذلك استضافتها لقيادات إخوانية تتحدث عن هاشتاج «اطمن إنت مش لوحدك»، ونشر معتز معطر خلال حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» فيديوهات كاذبة لا أساس لها من الصحة.

الهيئة في السابق تدخلت بالاجتماع مع ممثلي القناة لكشف الحقائق في وقائع سابقة تضمنت أيضا الهجوم على مصر، وضربت القناة عرض الحائط بتلك التنبيهات رغم أن الهيئة تملك كافة الصلاحيات في التعامل القانوني مع الشبكة البريطانية.

في الوقت ذاته، أوصت لجنة الشكاوى التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، باتخاذ الإجراءات القانونية حيال قناة "BBC" والتي تشمل توجيه إنذار وتوقيع غرامة 250 ألف جنيه أو ما يعادلها بالعملة الأجنبية لاتهامها بسب المصريين.

وقال جمال شوقي، رئيس لجنة الشكاوى، إن تقرير اللجنة انتهى إلى أن الألفاظ والعبارات الواردة بالحلقة محل الشكوى واضحة وصريحة وتحمل إساءات بالغة للشعب المصري بأكلمه وهو أمر لم يحدث في أي وسيلة إعلامية في العالم، بأن تسمح بسب شعب من الشعوب وبشكل جماعي وبأوصاف لا تليق، متابعًا  أن مذيعة البرنامج لم تتدخل لوقف العبارلت المخالفة ولم تنبه الضيف كما أنها لم تعتذر وتركته يستكمل إهاناته.

كما أكد تقرير اللجنة الذي سيتم تقديمه للمجلس في اجتماعه المقبل، أن الإساءات في حق الشعب المصري التي وردت في الحلقة المذكورة، تعتبر سقطة كبيرة لقناة عريقة وأوصت اللجنة باتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، طالما أنها تخاطب الرأي العام المصري ولهم مكتب في مصر، لافتا إلى أن القناة ستطبق عليها اللائحة التي تبدأ بإنذار ثم الغرامة 250 ألف جنيه أو ما يعادلها بالدولار، كون القناة حاصلة على ترخيص للعمل في مصر.

وفي أكتوبر من عام 2017، نشبت أزمة أدانت فيها الهيئة العامة للاستعلامات، التغطية الإعلامية لوكالة شبكة بي بي سي، لحادث الواحات الإرهابي، ووجهت فيها خطاب "شديد اللهجة"، بشأن تغطية الحادث، مؤكدة أنها أبدت ملاحظات جوهرية على ما قامت بنشره. الأمر كان لرويترز أيضًا.

ووجهت الشبكة لهما اللوم، قائلة: لم تنتظر أي منهما أو تلجأ إلى السلطات الأمنية الرسمية لكي تحصل على المعلومات الحقيقية. ويخالف هذا القواعد المهنية المتعارف عليها دولياً في تغطية العمليات الإرهابية، التي قد تستلزم مواجهتها الأمنية الانتظار لبعض الوقت حتى إعلان المعلومات الرسمية عن نتائجها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق