قمة تونس ..المشي فوق الأشواك

السبت، 30 مارس 2019 12:39 م
قمة تونس ..المشي فوق الأشواك
مني أحمد

 
تنطلق القمة العربية في نسختها الثلاثون علي مستوي الملوك والرؤساء العرب وسط مشهد ضبابي وملفات بالغة الحساسية تتصدر جدول الأعمال، أهمها  قضية التغول الامريكي علي  إرادة الشعوب العربية والاعتراف الأمريكي بسيادة قوة الاحتلال على الجولان العربي السوري المحتل، وهو قرار زاد مشهد الازمة السورية تعقيدا.
 
إضافة إلي الملفات المتراكمة من الاعوام السابقة منها الازمة اليمنية التي دخلت عامها الخامس، وعدم وضوح أية رؤية للحل السياسي بين عدن وصنعاء رغم الجهود الدولية، والوضع المتأزم في ليبيا التي مزقتها الصراعات المسلحة وانحياز الأطراف الخارجية إلى فرقاء الداخل وتنازع الشرعيات، ويحل الحراك  الذي تشهده كلا من السودان والساحة الجزائرية المضطربة ليلقي بعداً اخر، فضلاً هن توجس عربي من كابوس تكرار السيناريو الفوضوي في توقيت لن تحتمله المنطقة العربية، إضافة إلي استمرار الازمة القطرية مع الدول العربية بسبب سياساتها المعادية.
 
وتبقي القضية  الفلسطينية هي القضية المحورية على جدول أعمال القادة العرب، فمن أجلها تشكلت القمة العربية الأولى 1946 حتى قمة الظهران 2018 التي سميت بقمة القدس. 
 
ورغم التحضيرات لأبرز الملفات التي سيتم طرحها علي طاولة الاجتماعات يأتي التنسيق العربي غير واضح المعالم بسبب الارتباك  وتباين الرؤى وتقاطعات المصالح إزاء الأزمات الراهنة.
 
العديد من التحديات قبل قمة تونس ومخاوف عربية من المشهد القادم بعد الاعتراف الأمريكي بسيطرة إسرائيل على كل من القدس الشرقية وهضبة الجولان، فمشروع السلام الأمريكي المعروف اعلاميا بصفقة القرن بدأ يلقي بظلاله القاتمة واستحقاقات خطيرة في ظل مسارات ومعطيات لمؤشرات أخطر. 
 
 الجميع يتطلع لقمة غير تقليدية تكون علي قدر التحديات والتهديدات الاقليمية والدولية التي تواجه دول المنطقة، فنحن الآن أمام قمة تجمع  القادة العرب تحت لواء موقف عربي موحد يتضمن معالجات جوهرية للخلافات الداخلية ومعالجات واقعية فاعلة للقضايا الخلافية، فهل تنجح قمة تونس في تقليص حدة التباين حول القضايا السياسية المعقدة بعيدا عن أروقة القوي الدولية التي يغلب عليها طابع الانتهازية السياسية تجاه مختلف الأزمات العربية.. وهل يصدر قرارًا حول الجولان السوري في ضوء التطورات الأخيرة؟.. ولماذا تأجلت عودة سوريا لمقعدها المجمد منذ 2011؟، وكنت اتمني أن تكون مدرجة بجدول أعمال قمة 2019. 
 
ولا يفوتنى هنا التأكيد على أن الحفاظ علي دورية انعقاد القمة العربية مكسب لا يجب التنازل عنه مهما كانت الخلافات، لكن الانطباع العام لدى النخب والشارع العربي يكاد يكون واحد، فالقمم العربية تعقد بروتوكولياً لتأكيد أن ثمة روابط لا تزال تجمعهم  لكنها تنتهي بإلقاء البيان الختامي.
 
وتتراكم الملفات وتحال للأعوام والقمم التالية وسط اطروحات حل في شكل بيانات وتوصيات ومطالبات ومناشدات  ثم لا شئ، ومع الانتهاء من تلاوة البيان الختامي وإسدال الستار على القمة العربية يبدأ التحضير للقمة القادمة ويبدأ الترويج لها، وكأن انعقادها في هذا البلد العربي او في ذاك هو الانجاز الفعلي بحد ذاته، وهو السيناريو الذي يتكرر دوريا منذ قمة 46 من القرن الماضي حتي الآن يتم تناسي القرارات السابقة.
 
هذه هي الصورة الذهنية للمواطن العربي من المحيط للخليج  تجاه القمم العربية والتي يتمني هذه المرة ألا تكون قمة تونس كسابقاتها عابرة وبروتوكولية، بل أن تكون علي مستوي طموحاتهم وتخرج بفعاليات لها مردود علي ارض الواقع.
 
الظرف التاريخي يفرض علينا  قمة عربية مختلفة وإلا سنكون امام مأزق صعب والمزيد من  الارتباك وتوقعات بالأسوأ القادم، خاصة بملفي فلسطين وسوريا ومستقبل المنطقة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق