بعد السيطرة على طرابلس.. باحث سياسي: حفتر يدحر قوى الإرهاب في ليبيا

الإثنين، 08 أبريل 2019 11:00 ص
بعد السيطرة على طرابلس.. باحث سياسي: حفتر يدحر قوى الإرهاب في ليبيا
منة خالد

 

في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك في ليبيا بين قوات شرق ليبيا أو الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس، تتسائل القوى السياسية عن أهداف حفتر للسيطرة على طرابلس في هذا التوقيت الذي يقف فيه حزب العدالة والبناء – والذي يُعتبر فرع من  جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا- بقيادة فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطنية، على منصة التواصل الإجتماعي مُهاجما حفتر، واصفا تحركات الأخير صوب العاصمة الليبية طرابلس بـ «الانقلاب» بعدما أعرب عن تخوفاته تجاه تأزم الوضع، ومُهددا الجيش الليبي «لن يجد منّا إلا الحزم والقوة».

تستمر المعارك ويستمر معها نزيف الدماء على أرض ليبيا، رغم الهدوء النسبي الذي شهدته العاصمة الليبية نحو عامين بعد أخر انتخابات حكومية لها، وبعد محاولات الجيش الليبي في تطهير المدن الليبية خاصة بنغازي وسرت ودرنة ومسراتة المتواجدة ناحية الغرب. 

جاء قرار حفتر في السيطرة على طرابلس ومطارها، قبل 10 أيام فقط، من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع، بمدينة غدامس الليبية تحت رعاية أممية، ما جعل العديد من التساؤلات، أهمها لماذا قرر حفتر التقدم للسيطرة على طرابلس الآن؟ وما مدى تورط أطراف إقليمية ودولية في الصراع الدائر في ليبيا؟

يقول علي طه أحمد، المحلل السياسي والباحث في الشؤون العربية والخليجية، إن العملية العسكرية التي يقودها المشير خليفة حفتر في ليبيا جاءت بعد حالة من الاسترخاء النسبي خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه نظراً لبعض المؤشرات والتطورات الإقليمية جاءت تلك العملية العسكرية من أجل، السيطرة على طرابلس فيما يعد أحد المحطات المهمة في الصراع الذي تشهده ليبيا أخيرا، وأيضا في محاولة من الجيش الوطني تطهير البلاد من الفصائل المتطرفة المدعومة من قوى إقليمية تستغل حالة الانقسام الذي تشهده ليبيا لخدمة أجندتها الإقليمية.
 
q

وأضاف علي، لـ «صوت الأمة»، أنه كان من المقرر أن ينعقد مؤتمرا تحت رعاية الأمم المتحدة خلال الفترة الاخيرة في مدينة  «غدامس» الليبية، الأمر الذي فرض على حفتر العمل على تعزيز موقفه التفاوضي بتحقيق المزيد من المكاسب على الأرض خلال المؤتمر المزعوم، ولاسيما أن العملية العسكرية انطلقت بالتزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غيترش «لليبيا».

بجانب ذلك، سعى حفتر خلال الفترة الأخيرة للحصول على دعم إقليمي لعمليته العسكرية، وذلك في إطار الحملة الإقليمية التي تقودها بعض الدول لمحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة، وكان حفتر زار الرياض قبل العمليات باسبوع ما يعني، فضلا عن العديد من الاتصالات التي أجراها مع عدد من قادة دول المنطقة لحشد التأييد الإقليمي لعمليته العسكرية.

أما فيما يتعلق بالتحركات الأممية لدعم العملية السياسية في ليبيا، ربما كانت هناك إشارات إيجابية من بعض القوى الأوروبية الداعمة لحفتر مثل فرنسا التي أبدت عدم اعتراضها أخيرا، وكذلك الولايات المتحدة، رغم وجود بيانٍ مشترك بين واشنطن وباريس ولندن تحذران فيه من خطور التصعيد العسكري، إلا أن حفتر يدرك جيدا مدى الدعم المقدم له من هذه الدول في مواجهة الإرهاب داخل ليبيا.. هكذا يؤكد.

w

الغريب أن بعض القوى الإقليمية الداعمة للإرهاب مثل قطر وتركيا تصف عمليات الجيش الوطني الليبي بالعدوان، وهو ما يردده إعلامهم ممثلا في قناة «الجزيرة» ليل نهار دفاعاً عن متطرفي ليبيا، في شأن ليس لهم له ناقة ولا جمل. في كل الأحوال العملية العسكرية التي يقودها حفتر، تأتي كخطوة في سلسلة من الجهود الإقليمية لدحر قوى الإرهاب في المنطقة.

كان حفتر قد أعلن الخميس الماضي، عن إطلاق عملية عسكرية للاستيلاء على طرابلس، في وقت تتضارب فيه الأنباء عن سير تلك العملية، فبينما أعلنت حكومة الوفاق استعادة مطار طرابلس القديم من أيدي قوات حفتر، أكدت قوات حفتر أنها ماتزال تسيطر عليه، في وقت أشارت فيه أنباء إلى استخدام القوات الموالية لحكومة طرابلس، لسلاح الجو في سعيها لطرد قوات حفتر، وإعادة السيطرة على المناطق التي كان قد استولى عليها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق