التعليم وشبح الإهمال.. صراع على أرواح التلامذة (صور)

الثلاثاء، 09 أبريل 2019 02:00 م
التعليم وشبح الإهمال.. صراع على أرواح التلامذة (صور)
أرشيفية
إبراهيم الديب

 
حالة واسعة من الزخم والجدال على نجاح وتفاصيل المشروع القومي للتعليم، والاستراتيجية الحديثة التي يسعى الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، من خلالها إلى إحداث تغيير واضح وملموس في شكل ومضمون التعليم المصري، بما يتواكب مع متغيرات العصر، ومتطلبات سوق العمل القائمة على الإبداع والابتكار، والمقدرة على التعاطي مع التكنولوجيا.
 
ووسط ماتمر به وزارة التربية والتعليم، ومؤسساتها على مستوى المديريات التعليمية، إلا أنه كالعادة ومع بداية كل عام دراسي، تقع العديد من الكوارث داخل حرم المدارس، الأمر الذي تبدأ معه إدارات المتابعة، والأمن، بالمديريات التعليمية في التأهب لمواجهة السلبيات، والطوارئ التي قد تقع أثناء سير اليوم الدراسي، مسبقا، ومايصاحب ذلك من حوادث قد تقع على أحد أفراد العملية التعليمية، المعلمين، أو الطلاب، أو الوسائل، وشهدت الأعوام الماضية العديد من حوادث الاعتداء، والإصابة، وحتى الوفاة، بين أركان الحقل التعليمي.
 
download
 
وفي بعض الأحيان، تنجح الحلول الإدارية في الحد من تفاقم الأزمات المترتبة على تلك الحوادث، وفي  كثير منها تصل تلك المشكلات إلى الأجهزة الأمنية، والقضاء، لحلها، ومحاسبة المقصر، والمسئول عن وقوع تلك الكوارث، والتي أصبحت من الأمور المسلم بها داخل حرم العلم، طوال العام الدارسي، وأحد أسباب الصداع المستمر في رأس أولياء الأمور، والقيادات، على الرغم من حجم عبء تنفيذ خطة تطوير التعليم بالمدارس.

بيارة الغربية
آخر تلك الحوادث كان ماشهدته إدارة كفر الزيات التعليمية، التابعة لمديرية التربية والتعليم بالغربية، لواحدة من أبشع وقائع الإهمال داخل دور العلم، حينما لقى الطفل عمر البهنسي، بالصف الأول الابتدائي، مصرعه غرقا في «مواسير المجاري» بعدما سقط داخل «بالوعة» الصرف الصحي بإحدى مدارس قرية «بنوفر»، أثناء حصة التربية الرياضية.
 
3 حوادث راح ضحيتها
 
وعقب تلك الحادثة، تجدد الصراع بين قيادات التربية والتعليم، والإهمال بالمدارس، والمسئولين عن وقوعه، مرة أخرى، ويخرج الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، بالوزارة، مؤكدا عقده لاجتماع طارئ لبحث موقف البيارات بالمدارس، وآليات التصدي لتكرار مثل تلك الواقعة مرة أخرى، ومحاسبة المقصرين، معلقا: «عايز أقول لكل مدرس في مصر اعتبر الطلبة ولادك، وأمن وسلامة التلميذ قبل تعليمه».
 
medium_2019-04-08-5cbe768e9f
 
ومن جانبها قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، استبعاد كل من مدير مديرية التربية والتعليم بالغربية، ومدير إدارة كفر الزيات التعليمية، وتحويل مسئولي الإدارة التعليمية ومدير المدرسة والمشرفين ومدرس التربية الرياضية، للتحقيق العاجل بديوان عام الوزارة.

طفل الغردقة
ولم تكن تلك الواقعة هي الأولى التي يخرج فيها أحد التلاميذ لتلقي العلم ولا يعد، خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد سبقها دهس الطفل محمد حمدي أحمد عصر، أثناء خروجه من بوابات مدرسته، بمنطقة «حفر الباطن» في الغردقة، تحت عجلات سيارة ملاكي تستقلها سيدة، فرت هاربة بعدما أزهقت روحه، ليتم القبض عليها بعد تحديد أرقام اللوحات المعدنية للسيارة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها.
 
download (3)

مليكة
وبحسب التسلسل الزمني لوقائع دهس أطفال المدارس، فإن واقعة «الطفلة مليكة»، بمرحلة رياض الأطفال، كانت بداية حصد الأرواح أسفل عجلات السيارات، مطلع العام الجاري، تحديدا في يناير الماضي، حينما تسبب أحد سائقي الباصات المدرسية، في وفاة الطفلة، عندما دهسها أثناء تحركه في فناء مدرسة «الرضوى الحديثة الخاصة» بإدارة أكتوبر التعليمية، التابعة لمديرية التربية والتعليم بالجيزة، دون اهتمام من السائق أو مشرفة الأتوبيس ومتابعة لحطة نزولها على سلالم الباص، الأمر الذي قررت معه المديرية، إحالة كل من مدير التعليم الخاص، ومسئول رياض الأطفال، ومسئول الأمن بإدارة السادس من أكتوبر للتحقيق لتقديمهم بيانات ومعلومات غير صحيحة عن أسباب الحادث وموقف المدرسة.
 
201901191256295629
 
وعقب تلك التحقيقات قررت الوزارة في التاسع من الشهر نفسه وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاه قيادتها، والمخالفات الإدارية الواقعه بها.
 
ولحل تلك الأزمات، ووضع خطة تتضمن آليات واقعية لمواجهتها، بما يساهم في تيسير تنفيذ الخطة القومية لتطوير التعليم، عقد الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لشئون المعلمين، اجتماعًا مع رؤساء القطاعات ومديري المديريات التعليمية، لمراجعة شروط الأمن والسلامة بجميع مدارس الجمهورية والمنشآت التعليمية، شدد خلاله على الحفاظ على صحة وأرواح الطلاب.
 
 
وأكد على أهمية مراجعة وتطبيق شروط الأمان والسلامة بالمدارس والمنشآت التعليمية من خلال تشكيل لجان ميدانية بقرار وزاري سيصدر اليوم، لمتابعة كل المدارس من خلال تفقد جميع قيادات الوزارة من رؤساء القطاعات ومديري العموم بالديوان ومديري المديريات والإدارات التعليمية، لمراجعة شروط السلامة والأمن يوقعون عليها بأنفسهم في تقارير يتم رفعها لرئيس الوزراء، مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا إعداد تقارير خاصة بتقييم أداء مديري المديريات بالتنسيق مع السادة المحافظين، وخطط الإخلاء بالمدارس التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع مجلس الوزراء.
 
download (1)
 
وأشار إلى أنه تم تكليف لجان من المتابعة والأمن والأبنية التعليمية لها الصلاحيات بمتابعة تنفيذ التعليمات، موجهًا مديري المديريات بالتعاون معها وتذليل العقبات أمامها. 
 
وأوضح «عمر»، سيتم إصدار كتاب دوري للمديريات التعليمية يتضمن التعليمات الآتية: نقل جميع الرواكد في المدارس لأماكن تخزين مؤقتة وآمنة من السرقة والحريق لحين البت في إعادة تدويرها أو بيعها بمزاد علني، والتأكد من تغطية البلاعات، وحصر المدارس التي تحتاج إلى تحويل الصرف الحالي لصرف عمومي أو يكون خارج المدرسة خاصة في المناطق الريفية، وإصلاح فيش الكهرباء والأسلاك المكشوفة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق