معركة طرابلس لا تخص الجيش الليبي وحده.. الأمر يهدد الشمال الأفريقي ودول الجوار

الثلاثاء، 16 أبريل 2019 09:00 ص
معركة طرابلس لا تخص الجيش الليبي وحده.. الأمر يهدد الشمال الأفريقي ودول الجوار
المشير خليفة حفتر
محمد الشرقاوي

تلقى تطورات الأوضاع العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، بتداعيات تهدد بدورها أمن واستقرار الشمال الأفريقى، في ظل دعم متواصل للجماعات الإرهابية. 
 
الجيش الليبي لا يحارب كيان وحيد، ولكن هناك تحالفات بين الميليشيات الإرهابية، التي استغلت حالة الانقسام السياسى بين الأطراف الليبية فى الشرق والغرب، للتشويش على عملية الجيش الوطنى الليبى، وترويج خطاب عدائى للمكونات الاجتماعية الليبية فى المنطقة الشرقية ومحاولة الوقيعة بين قبائل برقة ونظيرتها فى طرابلس.
 
يقول مراقبون إن ذلك بهدف حشد قبائل المنطقة الغربية ضد الجيش الليبى، ومحاولة تصوير المعركة على كونها معركة قبلية تسعى خلالها قبائل برقة من بسط نفوذها على البلاد، إلا أن البيانات الصادرة عن قبائل طرابلس وخاصة ترهونة، فندت الادعاءات التى روجتها المليشيات المسلحة.
 
المعركة لها تداعيات على المنطقة، في ظل توافقات إقليمية بين قوى داعمة للميليشيات، تعمل على تقديم الدعم لكسر جهود الجيش الليبي، وذلك لما تتميز به الطبيعة الجغرافية للمدينة، التى ترتبط بحدود مع تونس والجزائر، وحدود بحرية يمكن من خلالها تلقى الدعم المالى واللوجيستى، حيث تتخوف دول الجوار الليبى من دمار العاصمة، بسبب سلوك المليشيات التى تستخدم الأسلحة الثقيلة والصواريخ، التي تهدد حياة المدنيين.
 
كذلك الدعم المستمر من مدن مصراتة، التي تعد خط الإمداد الرئيسى للمليشيات المسلحة المتواجدة فى طرابلس، سواء ماليا أو لوجيستيا، حيث تشن طائرات مصراتة غارات جوية على تمركزات الجيش الليبى، تفشل في تحقيق أهدافها وبالتالي تتسبب ضرباتها في تفاقم الأوضاع ميدانيا.
 
وأرجع مراقبون تقديم الدعم من مصراتة لميليشيات طرابلس إلى أن الكتائب المسلحة فى مصراتة تدرك خطورة سيطرة الجيش الوطنى الليبى على العاصمة، لذا دفعت بعدة كتائب مسلحة لدعم المليشيات المسلحة فى طرابلس، وأبرزها لواء المحجوب وكتيبة الحلبوص الأكثر تسليحًا والدفع بعدد من المستشارين لقيادة المعركة فى طرابلس، وذلك لأن سيطرة الجيش تهدد أيضا مصالح الدول الداعمة للإرهاب في ليبيا وعلى رأسها تركيا وقطر، فمدينة مصراتة يتواجد فيها الأغلبية من جماعة الإخوان الإرهابية.
 
 
يؤكد مراقبون أن الأزمة الحالية التى تشهدها ليبيا تحتاج تحركات سريعة للتوصل لحل يرضى كافة الأطراف، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية، ومحاولة المليشيات المسلحة خلط الأوراق فى طرابلس، بالتحالف مع جماعات متطرفة لصد هجوم الجيش الليبى، وهو ما يحتاج لوضع رؤية واضحة للحل، وبالتالي وجب توافر عدة نقاط لحل الأزمة هي: الحفاظ على استقرار وأمن ليبيا ومنع تسلل أى عناصر أجنبية إلى داخل البلاد، وتفعيل اتفاق الزاوية الموقع برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ الترتيبات الأمنية فى طرابلس، وتوقيع اتفاق توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ووضع خارطة طريق لانجاز الاستحقاقات الانتخابية في البلاد، وتوحيد كافة جهود الأطراف الليبية لمكافحة الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية.
 
الحل السلمي يمنع تفاقم الأزمة، جدد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، موقف بلاده المطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا، وذلك في تصريحات للصحفيين في أعقاب لقاء بروما مع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

وأعرب كونتي، وفقما نقلت وكالة «آكي»، عن «الأمل في انسحاب قوات الجيش الليبي»، بقيادة المشير خليفة حفتر، من جنوب العاصمة طرابلس.

كما أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الاثنين، تمسكها بالحل السياسي في ليبيا، في إطار الحوار، وقال السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية: اتفق الجانبان على ضرورة العمل بسرعة لإنهاء الأزمة الليبية بما يساهم في وقف تدهور الوضع وتدارك خطورته.

وتابع السفير راضي أن الرئيس أكد موقف مصر الساعي إلى وحدة واستقرار وأمن ليبيا، ودعمها لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة التي باتت تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا بل أيضاً لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق