الشعب الواثق يقول كلمته فى التعديلات الدستورية

الخميس، 18 أبريل 2019 03:10 م
الشعب الواثق يقول كلمته فى التعديلات الدستورية
عادل السنهورى

 
الجميع كان لديه تحفظات على مواد كثير ملغومة فى دستور 2014 ووافق مضطرا بحجة " عشان البلد تمشى"
 
السبت ..يقول الشعب المصرى كلمته فى التعديلات الدستورية. التصويت هو تصويت من أجل المستقبل بعد موافقة البرلمان بأغلبية كاسحة وبعد مناقشات مجتمعية استمرت حوالى 3 أسابيع، ضمت كافة فئات المجتمع من اعلاميين وأحزاب ورجال القضاء والأحزاب وأساتذة القانون ونواب الشعب.
الكل عرض رأيه فى التعديلات على 23 مادة وبصراحة وبوضوح وقالت المعارضة داخل المجلس رأيها..ثم جاء التصويت يوم الثلاثاء الماضى  بتأييد 531 نائب ورفض 22، وامتناع نائب، من أصل مشاركة 554، من نواب المجلس فى عملية التصويت.
المواد تم مناقشتها باستفاضة داخل مجلس النواب وفى الاعلام وفى الندوات العامة للرأى العام وعرف الشعب ماهية المواد التي سوف يتم تعديلها والتصويت عليها.
 
ولا يتبقى سوى كلمة الشعب فى هذه التعديلات التى تأتى لتواكب التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر خلال السنوات الخمسة الماضية. 
وعلينا ان نعترف أننا جميعا بمن عارضوا التعديلات فى الجلسة العامة لمجلس النواب كان لدينا تحفظات كثيرة على دستور 2014  وكان البعض يتحجج بكلمة " معلش" عشان البلد تمشى لقدام ونعدى المرحلة دى". الكل رفض مدة ال4 سنوات للرئيس وطالبنا بجعلها مثل فرنسا 6 سنوات لفترتين، فالمرحلة الحرجة والمرتبكة فى مصر عقب 2013 كانت غير كافية بالمرة لفترة حكم ال4 سنوات لكن مر الدستور بألغامه ومتفجراته والتى حاول البعض جعلها تصب فى صالحه فيما بعد. 
 
وبعد اجتياز مصر المرحلة الصعبة العصيبة ومرحلة تثبيت الدولة وبناء المؤسسات وبدء التنمية الشاملة والمستدامة ووضع رؤية 2030 كان لا بد من اجراء التعديلات الدستورية. مع انه فى رأيي اننا فى حاجة الى دستور جديد وليس هناك عيب فى ذلك ..فالدول تغير دساتيرها وتضع دستور جديد. ولسنا فى حاجة من جديد لنذكر أن فرنسا غيرت دستورها 25 مرة والمانيا 27 مرة فى اقل من 60 عاما من أجل تطورات وتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية.
والذين يعارضون التعديلات لم نسمع لهم رأي سوى فى مادة تعديل فترة الرئاسة..ولم يقدم أحد البديل. أو الاجابة على التساؤلات المسكوت عنها .هل هناك بعد 4 سنوات من هو كفؤ لقيادة مصر فى ظل الظروف الغاية فى الصعوبة التى تعيشها مصر والمنطقة والمخاطر والتحديات التى تواجهها البلاد. من لديه الاجابة فليقلها. الرئيس الأميركى داويت ايزنهاور الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة ظل يحكم أميركا لأكثر من 18 عام من عام 1953 حتى 1961 حتى أصبح قعيدا على كرسي متحرك وتجاوز فترة الرئاسة الأاميركية لأكثر من 4 مرات لضرورات استعدت وجوده بسبب الحرب العالمية الثانية وما بعده. وهى ضرورات نراها الآن أيضا فى مصر التى تواجه خطر حرب الارهاب والحدود الساخنة فى الشرق والغرب والجنوب. المستشارة انجيلا ميركل مازالت مستشارة أو حاكمة المانيا منذ 2005 وحتى الآن ولم يخرج عليها احد بشعارات غبية  بالرحيل وكفاية كده ..
 
التعديلات الدستورية التى سيقول الشعب كلمته فيها وسيصوت لصالحها بالتأكيد عززت مكانة المرآة المصرية فى البرلمان بنسبة الربع وأعادت الغرفة الثانية للبرلمان ولم تمس استقلالية القضاء ولم تمس الشكل الرئيسي للدولة ومقوماتها الأساسية-كما قال الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب- ولم تمس الحريات والواجبات العامة والحقوق ، وانما ارتكزت على الإصلاح السياسى بإدخال بعض التعديلات على باب نظام الحكم، وهى تعديلات لا تخلو من مكاسب اجتماعية وسياسية ستنعكس حتما على الأداء والنتائج الاقتصادية.
 
دعونا نقولها صراحة.. أن بعض المواد أو عدد كبير منها كان موضوعا بقصد وبغرض فى " نفس يعقوب" ويعقوب معروف للجميع.. لتفخيخ المرحلة السياسية اللاحقة لكن الله سلم واجتازت البلاد بحكمة وادارة الرئيس السيى تلك المرحلة وفوتت الفرصة على من كان فى نفسه هوى ثم جاء الوقت لاجراء التعديلات الدستورية.
 
والشعب هو الحكم فيها والشعب الذى عبر مع قيادته المرحلة الصعبة يدرك جيدا ضرورة التعديلات الحالية حتى تجتاز الدولة مرحلة البناء والتعمير لتخطو بخطوات واثقة نحو المسقبل الأفضل والتى تشهد به وله كافة المؤسسات الاقتصادية الدولية. و الشعب يعى تماما طبيعة المخاطر والضغوط والتحديات التى تواجهها مصر وتستدعى بالضرورة وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
اليوم يوم الشعب المصرى ليقول كلمته وأظن أن الشعب يعرف طريقه ومستقبله ويثق فى رئيسه وقائده 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق