«داعش» الوجه الحقيقي لـ«إردوغان».. كتاب تركي يفضح حقيقة الديكتاتور

الأربعاء، 24 أبريل 2019 09:00 ص
«داعش» الوجه الحقيقي لـ«إردوغان».. كتاب تركي يفضح حقيقة الديكتاتور

لو وقع إرهابيو داعش بين اختيار حول أي الدول يفضّلون العيش فيها، لن يختاروا العراق، ولا أفغانستان، ولا باكستان.. بل تركيا. لماذا؟ لأن النظام الحاكم هناك منحهم كل ما كانوا يحلمون به، من تقبل ودعم ومؤازرة وتسهيل أنشطة وتمويلات مالية. فكأنه الوجه السياسي للتنظيم الأكثر دموية في التاريخ الحديث.
 
تركيا التي تدعم الإرهاب، ليست لديها أية تحفظات على أنشطة داعش في المنطقة، ولا على سلوكياتها، وجرائمها، بل كثيرا ما كانت حلقة وصل، ومركزا للدعم اللوجيستي والمالي بشكل رئيس طوال السنوات التي ظهرت فيها الدولة الإسلامية، وكبرت، وتحولت إلى كابوس لمعظم أنظمة المنطقة وشعوبها.
 
في كتابه "شبكات داعش"، كشف الصحافي التركي دوغو أروغلو، عن العلاقات الوثيقة التي ربطت التنظيم بالسلطات التركية فيما بين عامي 2014 و2016، وقدم شرحا عن طرق انضمام الإرهابيين الأجانب إلى داعش، والاندماج في أنشطته، فضلاً عن التسهيلات التي يقدمها إليهم من خارج تركيا، من خلال استقبالهم في المطارات وتوفير شبكات النقل والمواصلات عملية نقلهم.
 
أروغلو كشف عن التسهيلات التي يقدمها ذراع التنظيم بتركيا للوافدين من الخارج قائلاً: "يتحمل ذراع داعش فى تركيا مسؤولية العملية كاملة إلى أن يصل الأجنبي القادم إلى تركيا إلى معقل داعش".
 
كما كشف أوروغلو في كتابه عن بعض أسماء عناصر التنظيم الذين يتولون مهمة نقل العناصر الجديدة المنضمة للتنظيم من خارج تركيا لداخلها، بناء على التعليمات التي يحصلون عليها من قائدهم أبو صهيف، مثل عبد الله بوزار الذي يعرف باسم أبو عبد الله، وجان كارا بولوت، وعمر ميرت ميرت جان، وجميل أصلان.
 
التسهيلات التي يقدمها أبو صهيف ورجاله للوافدين الجدد، بحسب الكتاب، تتمثل في استقبال الأشخاص الجدد في مطارات إسطنبول أو مواقف الحافلات، ونقلهم إلى الفنادق أو المنازل الخاصة بالعناصر التابعة للتنظيم في إسطنبول، وبعد مرور بضعة أيام يتم نقلهم إلى المدن الحدودية وتسليمهم لقيادة التنظيم على الحدود التركية للعبور إلى سورية.
 
وبحسب ما ورد في الكتاب فإنه كان يتم استخدام اللغة العربية والإنجليزية للتواصل مع المنضمين الجدد للتنظيم، وفي بعض الأحيان كان يتم الاستعانة ببعض الأشخاص الذين يجيدون اللغة الفرنسية.
 
أوروغلو كشف أيضا في كتابه عن بعض العمليات السرية التي تتم عبر الحدود التركية مع سورية، كالعملية التي جمعت أبو صهيف مع قيادي آخر بالتنظيم يدعى أبو ياسر، على الحدود، بشأن نقل قافلة لعناصر التنظيم تتكون من 10 عائلات بأسرع وقت خوفاً من كشفهم من قِبل الأكراد في أكتوبر 2014. وفي لقاء آخر بين نفس الرجلين دار الحديث حول نقل 21 عائلة آخرى إلى الطرف الآخر من الحدود مع سورية، بحسب ما ورد في الكتاب.
 
وقود الصواريخ
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينكشف فيها الدعم التركي لتنظيم داعش وقياديه إلى جانب الفصائل الإرهابية الأخرى، ففي 23 مارس الماضي فضحت صحيفة Journal Du" Dimanche" الفرنسية، إمداد رجل الأعمال التركي "طاهر طوبراق، تنظيم داعش بوقود الصواريخ، والذي ينقل من منطقة جابزا في ولاية قوجالي إلى غازي عنتاب جنوبي تركيا، ومنها إلى مدينة الباب السورية.
 
الكاتب أرك أجارار علق على الأمر في مقال بصحيفة بيرجون قائلا: "كأنه أصبح شيئا معتادًا أن يذكر اسم تنظيم داعش وتركيا بشكل دائم، باعتبارهما ثنائيا إرهابيا".
 
صحيفة بيرجون أكدت إنتاج وتعبئة 78 طنا من السوربيتول، المادة التي تستخدم كوقود للصواريخ في بيكاردي، ثم نقلها إلى مدينة أنتويرب البلجيكية، ومن ثم بالسفينة إلى منطقة جابزا شمالي تركيا، ثم جرى شراؤها من طوبراق، وبعدها تنقل إلى غازي عنتاب.
 
بيرجون قالت إنه في سبتمبر 2015 جرى نقل 38 طنا منها إلى كيليس التركية، وبعدها إلى الباب السورية، فيما تم نقل باقي المادة نحو 40 طنا في ديسمبر 2015.
 
الصحيفة أوضحت أن الشخص الداعشي الذي تسلم المادة من الأتراك يدعى جمعة إس، سوري الجنسية.
 
يفضلون تركيا
وفي 23 مارس الماضي كشف الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، عن وجود معلومات تتعلق بلعب تركيا دور الوسيط في بعض العمليات اللوجستية التي تم تنفيذها من أجل تقوية داعش عندما كان يحتل جزءا مهما من العراق وسورية، وصرح زيمان قائلاً: تم تنفيذ هذه العمليات من أجل البترول وأشياء مماثلة.
 
زيمان قال إن رجب إردوغان تم انتخابه لأسلمة تركيا، ولن يكون من الخطأ أن نقول إن تركيا أصبحت دولة تتصرف وفقا لأيديولوجية إسلامية، وتجمعها علاقات قوية بالإسلاميين المتطرفين.
 
وفي 12 مارس الماضي أعلن عدد من السيدات التابعات لداعش الإرهابي في تسجيل مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنهن تفضلن الحياة في تركيا. وقالت إحداهن إنها تفضل تركيا بدلا من بلدها روسيا، مشيرة إلى أن موسكو تتحفظ على زي التنظيم الإرهابي فيما تسمح به أنقرة، متابعة :كما أنني اعتدت على العيش هنا.
 
موقع نورديك مونيتور السويدي فضح في منتصف فبراير الماضي، تغاضي نظام إردوغان عن أنشطة خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في محافظة أضنة الحدودية، تجند الآلاف من الشباب، فضلا عن السماح للمهربين بممارسة أنشطتهم غير الشرعية على الحدود مع سورية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق