«نعم» أحرقتهم.. وتبنى المستقبل: المصريون أحرقوا الكارهين لمصر في الصناديق

السبت، 27 أبريل 2019 06:00 م
«نعم» أحرقتهم.. وتبنى المستقبل: المصريون أحرقوا الكارهين لمصر في الصناديق
سعيد محمد أحمد

 
استفتاء المصريين فى الخارج على الدستور، وإقبالهم الجماهيرى على اللجان الانتخابية فى العديد من السفارات المصرية بالعواصم العربية والأوروبية، جاء مؤشرا قويا ومبهجا على حجم المشاركة بالرغم من وجودهم فى الغربة فى أجواء قد تكون ضاغطة، بل وكانت فى الوقت ذاته صادمة إلى أعضاء جماعة الإخوان الهاربين فى العديد من العواصم الغربية والكارهين للوطن وللدولة المصرية، وفشلت محاولاتهم البائسة والممنهجة فى إرباك الدولة بكل وسائلهم المقيتة لتعطيل الاستمرار فى استكمال مشروعاتها القومية، ومدى تربصهم بمصر فى نشر الأكاذيب على مدار الساعة لتشويه العملية الانتخابية، وهو ما تم رصده من حملات التشكيك عبر المنصات الإعلامية المعادية لمصر، ومحاولة أحد الأشخاص إفساد وإبطال صندوق انتخابى بإحدى اللجان الانتخابية وجرى ضبطه فى مدرسة نبيل الوقاد بالنزهة.
 
كما جاءت المشاركة تأكيدا ليس فقط على رفض تلك الجماعات وأتباعها من الكارهين، والإعلان عن سحقهم فى صناديق الاقتراع، وما فعله المصريون فى الداخل على مدى ثلاثة أيام متتالية من إقبال معقول ومقبول على اللجان فى مختلف أنحاء الجمهورية، واستكمالا لدور أشقائهم فى الخارج، وهو ما أشارت إليه العديد من التقارير التى رصدت حركة الانتخابات بالصوت والصورة سواء من قبل مواطنين عاديين ونماذج من مختلف شرائح المجتمع خرجت ولديها الوعى والإدراك بأهمية وضرورة المرحلة الصعبة والملتهبة التى تمر بها المنطقة وبصفة خاصة ما يجرى فى دول الجوار والمحالاوت المستميتة من قبل جماعات الإرهاب والتطرف بمختلف مسمياتها لتخريب المزيد من دول الجوار «ليبيا والسودان».
 
كان الخروج للاستفتاء من قبل المصريين فى الداخل بمختلف شرائحهم الاجتماعية والعمرية من الشباب وكبار السن والسيدات، والتى كانت مشاركتهم فاعلة وعبروا خلالها عن إحساسهم بالأمن والأمان والسكينة التى لامست خطواتهم، وعبروا فيها عن فرحتهم بحجم ما يتمتع به الجميع فى أنحاء مصر المحروسة والمعمورة من شمالها إلى جنوبها وشرقها إلى غربها، للوقوف بجانب الدولة المصرية التى استعادت قوتها وألقها وقرارها، ويحسب لها اليوم ألف حساب، وفق تقديرات العديد من المراقبين فى تناولها للعديد من الملفات الإقليمية والعربية والدولية والأفريقية.
 
وجاء إقبال المصريين خارج كل التوقعات، ما شكل صفعة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية وذيولها فى الخارج والداخل، والتى استخدمت منصاتها الإعلامية وخاصة “اسطنبول التى تبث 13 محطة باللغة العربية” لبث سمومها الموجهة إلى “مصر والسعودية والإمارات والبحرين“، من تقارير كاذبة ومغرضة ببث شائعات كان نصيب مصر منها الأكبر بوصفها الدولة المحورية فى المنطقة لتزييف وعى المصريين وتغييبهم عن العديد من الحقائق، من قبل قنوات الفتنة والقتل والإرهاب، وذلك لا يعنى عدم وجود بعض الأخطاء والتى فى معظمها أخطاء فردية من قبل البعض فى عملية الممارسة الدعائية، والتى قوبلت بالعديد من الانتقادات على مختلف المستويات، حيث الآن لا توجد أسرار يجرى إخفاؤها، وأن ما تفعله مصر وتقوم به يجرى فى العلن وعلى الملأ، وهناك الكثير من المواقف المصرية الشامخة تجاه العديد من القضايا والملفات أبرزها “صفقة القرن” وكان رفض مصر لها بشكل علنى، وثبت مدى كذب ما أثير بشأنها من شكوك وظنون وتحليلات.
 
وقد جرت عملية الانتخابات فى جو آمن دون أى إخلال بمسارها على مدى ثلاثة أيام متواصلة وهو ما أكده المستشار محمود الشريف، نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، المتحدث باسم الهيئة، فى مؤتمره الصحفى، أن الهيئة لم تتلقى أى شكاوى من شأنها التأثير على سير العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن المصريين أبلوا بلاءً حسنا خلال أيام الاستفتاء من خلال الخروج فى حشود للإدلاء بأصواتهم وظهرت كثافات عالية فى اللجان الفرعية، وعبروا عن إرادتهم التى دحرت دعوات المقاطعة فى هذا المحفل العظيم، موضحا أن نتيجة الاستفتاء لا تستلزم نسبة معينة من المشاركة، وإنما يتم حسابها بالأصوات الصحيحة المشاركة.
 
ونفى الشريف، ما تم ويتم تداوله عبر صفحات السوشيال ميديا، من تطبيق الغرامة بالنسبة لمن لم يشاركوا فى عملية الاستفتاء بأنه غير صحيح، وكذا النفى بما تردد حول وجود يوم رابع لعملية الاستفتاء بهدف إضعاف روح المصريين، معتبرا تلك المحاولات الكثيرة لبث الشائعات لتشويه الاستفتاء وأنها غير مؤثرة، نظرا لما تتمتع به العملية أمام العالم من مدى نزاهة الاستفتاء والضمانات الكثيرة لشفافيتها، ومتابعة المنظمات الدولية لها.
 
ووفقا لتقارير أكدت أن هناك عاملا جديدا ومستحدثا فى عملية المشاركة فى الاستفتاء بين العديد فى أوساط الشباب التى أعلنت رفضها للمقاطعة بل والمشاركة بإبداء رأيها الحر، ووفقا لقناعاتها، وهو ما بدا فى إقبال الشباب على صناديق الاقتراع فى مختلف اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية لتترسخ نظرية قبول الآخر، فليس كل من أبدى موافقته «مخطئ» وفى المقابل ليس كل من أبدى اعتراضه “مذنب”، كل وفق رؤيته دون الإخلال بمؤسسات الدولة، فهناك من قال «نعم» وهناك من قال «لا» فى إطار من الاحترام ودون التغول بالخروج على القانون، وهو ما أفرزته العديد من التقارير عبر شبكات التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» وبمنطق «انزل شارك وقول رأيك».
 
والمؤكد أن العملية الانتخابية تمت بسلاسة شديدة، وفى هدوء منقطع النظير دون وقوع حادثة واحدة تعكر من صفو أجواء الاستفتاء التى جرت فى ظل إجراءات أمنية شديدة اتسمت بالذكاء والتنوع فى عمليات المتابعة على مستوى الجمهورية سواء من  وزارة الداخلية ممثلة فى رجال الشرطة، وأيضا القوات المسلحة، وتقديم كل أوجه الدعم الإنسانى للناخبين وبصفة خاصة من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة فى صورة من التأخى والتلاحم بين أبناء مصر ورجالها من الشرطة والجيش، صور كثيرة تكررت فى العديد من اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية.
 
ورغم أن الوضع العالمى يسير ويتطور بسرعة مذهلة تجاه العديد من الملفات الدولية الساخنة، وتحولها إلى حروب ونزاعات إقليمية، واتساع رقعة الإرهاب، شاهدها الجميع على الشاشات، والتى حصدت فى دقائق المئات من القتلى والمئات من المصابين فى تفجيرات «كنائس سريلانكا»، والحرب الدائرة الآن فى طرابلس والتى تعد خاصرة مصر الغربية لاستعادتها من خاطفيها من جماعات الإرهاب العالمى «داعش والنصرة والإخوان» فى حرب ضروس يخوضها الجيش الليبى للقضاء على تلك الجماعات وطردها، وما يجرى فى السودان ليس ببعيد عنا، ومحاولات خبيثة لإطالة أمد أزمتها رغم ما تلقاه المجلس الانتقالى العسكرى من دعم عربى ودولى ويسعى إلى توافق أفريقى.
 
ووسط غمار عملية الاستفتاء لتترافق معها احتفالات المصريين بعيد القيامة المجيد، والذى يستمر على مدى أسبوع كامل وسط إجراءات أمنية شديدة، وتلك التحديات والأوضاع الملتهبة أكدت على خيار المصريين بأهمية وضرورة الأمن والأمان لمصر، وبالرد القاطع على استكمال الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة الدولة المصرية فى تلك الظروف والتحديات الكبيرة والخطيرة، وهو ما أكدته أن الدولة المصرية لم تتوقف عن القيام بمسئولياتها ودورها العربى والأفريقى والدولى برغم مشاغلها وشواغلها الداخلية الساعية إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والتى يشهدها المصريون كل يوم فى مختلف المجالات.
 
وجاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى باستضافة القاهرة لعقد قمتين تشاوريتين حول «ليبيا والسودان» حول كيفية مواجهة التحديات التى تواجه كل من الخرطوم وطرابلس، وبمشاركة ستة رؤساء أفارقة، وكبار المسئولين فى عدد من الدول من الأفريقية «تشاد، جنوب أفريقيا، أوغندا، بروندى، الصومال، إثيوبيا»، للتباحث حول ما يجرى فى السودان من محاولات لإطالة أمد الأزمة، والتى انتهت بتوافق الاتحاد الأفريقى على إعطاء السودان مهلة ثلاثة شهور لترتيب أوضاعها على المستوى الداخلى والأفريقى والخارجى ودعمه خلال الفترة الانتقالية.
 
وما يجرى أيضا فى ليبيا وتغول شبكات الإرهاب ومنظماتها العالمية المدعومة إقليميا من «تركيا وقطر» وبعض الدول الغربية بتسهيل السلاح ودخول عناصر الإرهاب الدولى لفرض سيطرتها على العاصمة طرابلس وسط رفض دولى لما يجرى من قبل ميليشيات الإرهاب، ودعم دولى أيضا لقوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، للوصول إلى توافق أفريقى على تنسيق مواقفها فى ضرورة العمل على أمن واستقرار ليبيا ودعم الشعب الليبى، وتقديم كل أوجه الدعم اللوجستى حتى تحرير طرابلس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق