«يا بخت من وفق راسين في الحرام».. خطبة «السوشيال ميديا» والدعارة تحت وهم الزواج

الأحد، 05 مايو 2019 10:00 ص
«يا بخت من وفق راسين في الحرام».. خطبة «السوشيال ميديا» والدعارة تحت وهم الزواج

سيدة بسيطة، ترتدي الحلة التقليدية- جلباب بسيط- بين طيات حلتها يقبع البساطة والرقي، وتحتفظ في جيوبها بأحلام العاشقين، والأملين في تكوين أسرة ومنزل سعيد. إنها الخطبة، تلك السيدة التي صورتها السينما المصرية، على كونها الموفق الرئيسي للأزواج فيما مضى.
 
على الرغم من تطور التكنولوجيا، والانفتاح الذي نعيشه حاليا، إلا أن أسطورة الخطبة لم تنقرض، بل تطورات مواكبة التطور التكنولوجي، ذلك من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي- لجمع رأسين في الحلال- إلا أن الواقع يشير إلى أن الخطبة الجديدة قد تكن مكيدة لاصطياد الضحايا من النساء واستغلالهم في الأعمال المخلة بالآداب.
 
من المعروف، أن عملية النصب تبدأ بعرض المتقدمين لبعض المعلومات الخاصة لبيان الجدية من صورة ورقم بطاقة الهوية بحجة التأكد من هوية المتقدمين للزواج والمستوى الاجتماعي والمؤهل الدراسي والحالة الاجتماعية، لعرضها على الصفحات الخاصة لتدبير لقاءات وهمية للمتقدمين سواء بالاتفاق مع أحد المتقدمين للحصول على مبلغ من المال متفق عليه في السابق أو كوسيلة لتكوين قاعدة للبيانات لابتزاهن وإيقاعهن في الفخ وفى بعض الأحيان يأخذ شكلا غير شرعي يتحول من تعارف للزواج إلى ممارسة أي أعمال منافية للآداب.
 
ووفق الشكاوى أمام مكاتب تسوية المنازعات في إمبابة ومصر الجديدة ومدينة نصر وأكتوبر، بلغ عدد السيدات اللاتي تقدمن لمحاكم الأسرة لفسخ عقد الزواج للغش والتدليس بعد النصب عليهن من مواقع تتخذ دور الخاطبة وصلت في أخر (3 سنوات) إلى أكثر من (2700) سيدة.
 
واشتكت (350) سيدة بإمبابة وأكتوبر ومدينة نصر ومصر الجديدة وشبرا بإلحاق إصابات خطيرة وإيذائهن لتصل لعاهات مستديمة بسبب العنف الزوجي من المتقدمين للزيجات للخلافات المادية.
 
وحصرت أعمارهن من العشرينيات أو ربما أقل وحتى سن (50) عاما، بينما الرجال طالبي الزواج تعددت ما بين العزاب والمطلقين والمتزوجون الراغبين في زوجة ثانية.
 
فيما شكت (20%) من المتقدمات لمحاكم الأسرة بالنصب عليهن واكتشاف أن الصفحات التي تعلن نفسها للجمهور كخاطبة مواقع إباحية تتخفى تحت شعار التعارف والفوز بفارس الأحلام.
 
ومن هنا قصت لنا «هدى.ع.أ» الموظفة بإحدى القطاعات الحكومية البالغة (35) عاما، قصتها المأساوية من العريس «الأون لاين»، لتقول بعد تحريرها بلاغا بقسم شرطة ومحكمة مصر الجديدة: «في البداية لم أكن مطمئنة للوسيلة ولم أستشعر راحة في هذا المناخ والغموض تجاه هوية المستخدمين ولكني وقعت في الفخ بحلم الزواج الرسمي بسبب ضغط أهلي ومعايرتي لتخطى سن الـ(30) دون زواج ودخولي على حد وصفهن لمرحلة العنوسة، لينتهي الحال بي متزوجة زواج مسيار».
 
وتابعت الزوجة التي عقدت قرانها واكتشفت رغبة زوجها في استخدامها بالدعارة: «قدمت معلوماتي الشخصية للتعارف ونجحت أدمن الموقع بعد لقائي لها عدة مرات لإقناعي بعرض صوري الخاصة بملابس غير محتشمة والتساهل مع الرجال المتقدمين للصفحة لإيقاع أي منهم في الزواج مني، ومن هنا بدأ كل شيء بالانهيار بعد أن أصبحت مهددة بالقبول بالزواج زواجا غير شرعي لأحمى نفسي من الفضائح».
 
وتروي السيدة التي دخلت عالم يقودها إلى الوقوع في الأعمال المنافية: «دمرت حياتي أصبحت مثل الحرامية وضاع مستقبلي وفقد وظيفتي وذهبت لعيادات الإجهاض غير المشروعة أكثر من مرة لأحمى نفسي من الفضيحة وعلم المحيطين بي بفداحة الجرم الذي وقعت فيه».
 
وتضيف: «كان زوجي النصاب يهددني لأقبل بإعمال منافية وعندما رفض وجد نفسي مهددة بالحبس بإيصالات وشيكات وانكشف السر وتبرأ أهلي منى».
 
فشلت زيجتها وطلقت بعد شهور من زواجها وهى لم تكمل عامها التاسع عشر، لتخرج وهى تحمل طفلا تهرب والده من نفقاته، ولم تستطيع أسرتها في توفير نفقاتهم لتتم محاصرتها والتضييق على حريتها وتمكث سنوات تحت رحمة زوجات أشقائها الذكور اللاتي يعتبرونها بلاء يجب التخلص منه، لتقع فى علاقة غرامية برجل لم ترى منه إلا الكلمات المعسولة نجح في جعلها تسلم جسدها له ثم تزوجها بورقة عرفيه قطعها بعد علمه بحملها.
 
وتؤكد «ع.ن» ابنة منطقة فيصل أمام محكمة الأسرة بالجيزة التي لجأت لإثبات زواجها حتى تستطيع إثبات نسب طفلها من زوجها العرفي والطلاق: «لجأت لإحدى الصفحات بحثا عن عريس للخروج من سجن أهلي بناء على توصية إحدى الصديقات التي حالفها الحظ ونجحت تجربتها ولكني منذ الولادة ويلاحقني حظي التعيس الذي أوقعني في قبضة مسن مريض باستغلال النساء جنسيا ثم هروبه».
 
وتكمل: «لاحقت برسائل بعد إعلان رغبتي بالزواج على الصفحة، برجال يدعون البحث عن زوجة ولكن سرعان ما يتخلون عنى بعد عملية بحث عن الجدية ودفع رسوم لإجراء المقابلات ومبلغ تأميني كاش وأحيانا عن طريق حساب بنكي لمؤسس الصفحة».
 
وتتابع: «في البداية يتم الإعلان عن النية في الزواج الشرعي ولكن بعد عدة مكالمات هاتفية ولقاءات تتحول لزواج المسيار والعرفي والمتعة والعلاقات المشبوة».وتضيف: «وجدني أسير نحو رجل منفصل عن زوجته عمره (64) سنة يبحث عن علاقات مشبوه تحت شعار الزواج استغل سذاجتي ونجح في إقناعي بارتكاب علاقة غير شرعية وبعدها تزوجني بعقد عرفي واستمرت اللقاءات وطردني بعد شهور».
 
زوجة فى العقد الرابع من عمرها مات زوجها وتزوجت نجلتها وقعت فى إدمان الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعى لتقضى على شعورها بالوحدة، لتصرح فى بلاغها: «كان حولى الكثير من الطامعين للزواج منى ولكنى لم أجد منهم من يرغب فى الزواج منى ويشعرنى بالحب».
 
وتضيف «هالة.أ.س»، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر لإثبات زواجها: «طلبت الصفحة منى بعض المعلومات وسلمتها دون تفكير لأجد بعدها فيديوهات وصورة تم تركيبها لي وسلبي مبلغ (20) ألف إلى أن ظهر محمد الشاب العشريني خريج التعليم المتوسط والعاطل عن العمل والذي صرح بحبه لي من ثاني حديث له معي على الشات وبعد لقاءين عدل رغبته بالزواج الرسمي لزواج المسيار وبسب تعليقي به أدمنت اهتمامهم وحديثه الحلو ووافقت».
 
وتكمل: «كان يغرقني بالغزل وعندما أساله عن علاقاته السابقة يصرح بأنه عرض عليه كثيرا الزواج ولكنه كان يرفض لاكتشف بعد الزواج بزواجه من ابنة عمه ورغبته في استغلالي».
 
ومن أبرز مشاكل الخاطبة في عصر السوشيال ميديا النصب والخداع الذي وقع ضحيته المئات من  الشباب، لترى «سارة.أ.ع» البالغة (26) عاما في دعوى فسخ الزواج للغش والتدليس أمام محكمة الأسرة بإمبابة بعدما اكتشف عقد قران خطيبها (3) مرات من سيدات على نفس صفحة الخاطبة على الفيس بوك: «قام بالاستيلاء على مبلغ (250) ألف دفعته له نصيبي في مشاركته للمنقولات التي من المفترض أن أشتريها لشقتنا بعد أن تم عقد قراننا بالاتفاق مع سمسار من محترفي النصب وتزويره مستندات رسمية وبعدها لاذ بالهروب.
 
وأكدت: «أوهمني أنه يعمل صيدلي بدولة السعودية، وأنه خطبني من خلال موقع الفيس بوك رغم اعتراض أهله على الطريقة لينتهي بي الحال بيد نصاب يتخذ من الزواج بيزنس».
 
وتضيف: «بدأ ملاحقتي بالابتزاز بالصور والمحادثات ونشرها على مواقع إباحيه، لتبدأ بعدها معاناتي في غلق الصفحات التي أنشأها باسمي على مواقع التواصل الاجتماعي وتحريري بلاغات ضده». وتكمل: «انتهت مأساتي بتسليطه لبلطجية لقنوني بعلقة موت وتركوا رسالته بتهديدي على وجهي لأصبح مشوه للأبد».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة