تركيا علي أعتاب عصر جديد

خسارة انتخابات البلديات تعجل بنهاية أردوغان وحزبه

الأحد، 05 مايو 2019 07:00 م
خسارة انتخابات البلديات تعجل بنهاية أردوغان وحزبه
اردوغان

 يبدو أن أيام حزب العدالة والتنمية باتت معدودة في تركيا ... هذا ما أكده المشهد السياسي العام في تركيا منذ انتخابات 31 مارس والتي خسر فيها  الحزب الحاكم مقاعده في المدن الكبري مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، وهو ما جعل البعض يردد عدد من التكهنات بشأن استمرار النظام الرئاسي الذي يمنح الصلاحيات الكاملة للرئيس، أم أن المشهد يحتم العودة إلي النظام البرلماني

موقع تي آر 724  التركي قال، إن أنقرة التي يحكمها إردوغان صاحب السلطات والقوة المطلقة قاد اقتصاد البلاد إلى الانهيار وسيلقي به إلى القاع  خلال عام واحد على الأكثر.

وأضاف الموقع: "إردوغان سيذهب بشكل محقق عاجلا أم أجلا، منصب الرئيس لا يبقى لأحد على الدوام، ولكن الحزب الحاكم سيجني حصيلة ممارساته السيئة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي طوال السنوات الماضية"

وأكد الموقع أن في انتخابات البلديات الأخيرة التي فاز فيها أكرم إمام أوغلو التابع لـ الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في اسطنبول، قد أنهي هيمنة العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان، وما سبقه من أحزاب إسلامية على المدينة التي حكموها على مدار 25 عاما.

ونوه الموقع إلي أن بن علي يلدريم الذي استقال من رئاسة البرلمان لخوض المنافسة على إسطنبول، خسر كل شئ، أما إردوغان فقد ضاعت من بين يديه أيضا العاصمة أنقرة لصالح منصور يافاش التابع للشعب الجمهوري، إضافة إلى نظيراتها من البلديات الكبرى.

 وتحدث البعض في تركيا عن أن فوز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول قد يؤهله ليكون رئيس تركيا القادم، خاصة وأن رئاسة إردوغان لإسطنبول عام 1994 كانت بداية لصعود إلى سدة الحكم عندما ترشح على قائمة حزب الرفاه الإسلامي.


في حوار مع "بي بي سي" لم ينكر إمام أوغلو أو يستبعد أن يكون رئيس تركيا القادم عندما سئل عن رأيه في هذه التكهنات، مؤكدا أن شمس العدالة والتنمية الحاكم قاربت على الأفول.


عمدة إسطنبول الذي تقدم على منافسه بن علي يلدريم بفارق نحو 20 ألف صوت رغم إعادة الفرز بعد محاولات الحزب الحاكم المستميتة لتغيير النتائج، قال "كل شيء له نهاية، الأحزاب والحكومة والحياة نفسها، والسيد إردوغان أنهى حكمه الذي امتد لـ17 عاماً في السلطة، هناك أشياء كثيرة لا تعجبنا يجب تغييرها عبر النجاح في العملية السياسية، وبالطبع سيكون هناك نهاية لكل هذا يوماً ما".

وعما إذا كان من الممكن أن يصبح الرئيس القادم لتركيا أجاب و هو يبتسم :"الله فقط من يعلم".

تساءل " وتي آر 724 "هل من الممكن تأسيس دولة عادلة للجميع تقوم على إرساء الحقوق والحريات، وإنشاء نظام ديمقراطي ليبرالي يضمن التعددية؟.
في محاولة للإجابة عن السؤال ناقش التقرير وضع تركيا بعد رحيل رجب إردوغان، وإمكانية العودة مجددا إلى نظام برلماني يمكن من خلاله فصل السلطات وخلق محيط متوازن، محذرا من انتظار شخص جديد يحاول استنساخ تجربة إردوغان بسلطاته المطلقة وقوته.

أضاف التقرير: إردوغان سيذهب بالتأكيد سواء بسهولة أو بصعوبة، برضاه أو بإجباره، ولكن الصورة غير واضحة فيما يتعلق بالمرحلة التي تلي إردوغان، لا يوجد طلب قوي على العدالة والديمقراطية في المجتمع، مع الأسف أحزاب المعارضة وقادتها يتصرفون بشعبوية عندما ينتقدون الرئيس فهم يعارضون من خلال البصل والبطاطس".

تابع "البعض منهم لا يقومون بالحديث عن الظلم والقمع والضغط وغياب العدالة؛ بسبب الخوف، والبعض تجمعهم شراكة معلنة أو خفية مع إردوغان، وبالتالي هم في انتظار شيء ما".

استطرد "إن رحل إردوغان، فمن الواضح أن شخصا جديدا يحلم بأن يكون "ديكتاتور" سيظهر ويتعامل بالسلطات الموجودة والصلاحيات الكبيرة التي يتمتع بها إردوغان حاليا، ولا يجب أن يدعه الشعب يفعل ذلك".

أردف "كل مجموعة حاليا في البلاد تلهث وراء  تأسيس نظام خاص بها، نظام حماية امتيازاتها، في الوقت الذي يسعى فيه الأشخاص الأقوياء والمسيطرون في الوضع الحالي إلى عدم التخلي عن الموقف غير العادل، فإن أعضاء الوضع السابق لديهم أحلام باستعادة السلطة مرة أخرى".

أبرز من يصارعون على الوصول إلى السلطة هم "الكماليون" الباحثون عن تأسيس نظام جديد منبثق من قيم ومفاهيم مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية، أما أعضاء منظمة "أرجنكون" فهم الأخطر لأنهم متشبثون بإردوغان من أجل محاولة إحياء أوردة الدولة العميقة، ولكنهم ينتظرون اليوم المناسب من أجل سحب الكرسي منه، وفق "تي آر 724".

أضاف الموقع: "في المجتمع لا يوجد مجموعة راضية أو مستعدة لمنح مناخ عادل وسلمي ومساوي للجميع، كل شخص يلهث وراء الأخذ بثأره، وتدمير الآخر، الشعب بات في حالة منقسمة بشكل كبير، لا أحد يفكر في مشاركة امتيازاته ولا راحته ولا نصيبه مع آخر، وبالتالي عندما يرحل إردوغان لن يكون هناك تغيير كبير".

تابع: "أثار التيار العلماني الكثير من الكراهية والحقد ضد المتدينين والجماعات والطوائف المختلفة، وبسبب الفساد والظلم الذي اختلط باسم العدالة والتنمية، فإن إردوغان الإسلامي سيذهب، ولكن هذه المرة سيأتي إردوغان آخر من الكماليين".

إردوغان و"أرجنكون" الأول يحلم بالبقاء على رأس السلطة إلى الأبد، والثاني يريد إقصاء العدالة والتنمية والجماعات الدينية المتطرفة وتشكيل حكومة علمانية.
مع تضييق الخناق على جولن، تخلو الساحة التركية الآن أمام إردوغان وأرجنكون، ما ينذر بتجدد صراعهما القديم، فيما يقول دوغو برينتشيك أحد أبرز أعضاء التنظيم أن أيام إردوغان في السلطة باتت معدودة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة