نجوم الأرجنتين تخصص نصب وفبركة..

من هدف مارادونا في انجلترا للمسة يد تيري هنري.. الاحتيال يشوه نجوم الساحرة المستديرة

الإثنين، 06 مايو 2019 06:00 م
من هدف مارادونا في انجلترا للمسة يد تيري هنري.. الاحتيال يشوه نجوم الساحرة المستديرة
ليونيل ميسى
كتب ــ محمد أبو النور

فى عالم الساحرة المستديرة،تصدُق على فرسانها ولاعبيها، المقولة الفلسفية الشهيرة"البقاء للأصلح"، فهذه اللُعبة لاتعترف بالوساطات، ولا المجاملات، ولا العوامل المساعِدة، ولا الدفع من تحت"التربيزة"، فهى لُعبة المهارات العقلية والذهنية والحركية والجسدية، فى المُراوغة والتسديد والقفز والجرى، ومداعبة كل فنون الكُرة، وتوقيت هذه المُداعبة.

مارادونا يحرز الهدف بيده
مارادونا يحرز الهدف بيده


عبقرية الفقراء

ولذلك قامت هذه اللُعبة فى بدايتها، على أكتاف الفقراء وأبناء الفقراء، الذين لا حول لهم ولا قوة، سوى المهارة وفنونها وحركاتها، فى أوربا والأمريكتين، وخاصة بأمريكا الجنوبية، فى البرازيل والأرجنتين وأوروجواى وباراجواى وغيرها، حيث مصدر ومنبع عباقرة الساحرة المستديرة، فهناك كان الأطفال والفِتية الهائمون على وجوجههم، فى الشوارع والحارات والأزِقّه، قد تركوا العنان لمهارتهم ومواهبهم، لتكتب سطور تاريخ كرة القدم فى العالم، وأصبح هؤلاء المغمورون خلال سنوات، بفضل شهرتها وانتشارها سادة العالم، ومثلما تربعت الساحرة المستديرة، على قلوب عُشّاقِها ومُحبيها، ورفعت العباقرة منهم إلى عنان السماء، ولم تُضبط يوماً مُتلبِسةٌ بجُرم المجاملة والوساطات، إلاّ أن أسوأ مافيها، أنها تغفر للمُحتالين من أبنائها، ماداموا قد نجحوا فى اختباراتها وامتحاناتها، وأثبتوا أنهم ملوك المهارات، وأنهم قد أمتعوا العالم، وتربّعوا على عروش القلوب فى أنحاء المعمورة، وكانوا مصدر السعادة والبهجة، للمحرومين من مُتطلبات الحياة عدا مُتعة لعب ومشاهدة كرة القدم، ولذلك غفرت الساحرة المستديرة، لاحتيال ونصب وشطحات وجُرم، مارادونا وتيرى هنرى، والبرتغالى رونالدو وميسّى غيرهم وغيرهم. 

تيرى هنرى  لحظة منع الكرة بيده
تيرى هنرى لحظة منع الكرة بيده


الجوهرة السوداء والسُمعة الطيبة

على مدى تاريخ اللُعبة الطويل، برع فى مضمارها الألوف من اللاعبين، فى أنحاء العالم، وحصلوا على البطولات لأنديتهم وبلدانهم، كما حصلوا على التكريم الشخصى، وفازوا بألقاب محلية وقارية ودولية، وحفروا أسماءهم فى سجل كرة القدم، غير أن العباقرة فى هذه اللُعبة، وأعظم من دانت لهم الساحرة المُستديرة، وأصبحت عاشقة لهم وطاوعتهم، راضية مُختارة، وذهبت معهم إلى حيث يريدون، مجموعة تُعدّ على أصابع اليد الواحدة، وهم مَن أمتعوا الملايين من عُشّاق كرة القدم، لسنوات طوال وحتى بعد أن اعتزلو اللُعبة، مازالت سيرتهم محفورة فى قلوب عُشّاق محبوبة الجماهير، وهم الأسطورة البرازيلية إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو المعروف والمشهور باسم "بيليه" أو"الجوهرة السوداء"، وهو لاعب كرة قدم برازيلي مُعتزِل، من مواليد 23 أكتوبر 1940، في مدينة تريس كاراكوس في البرازيل، ويعتبر "بيليه" فى نظر الكثيرين أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وقد وُلد فى 23 أكتوبر عام 1940 ويبلغ من العمر حالياً 78 عاماً، وهو أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف، ضمن منتخب البرازيل بـ ألف و 281 هدفاً، وهو اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم 3 مرات، ودون الدخول فى التفاصيل، فقد لعب بيليه واعتزل، ولم تُلوّث ثيابه النظيفة شائبة، فقد جمع بين المهارة والسمعة الطيبة والحصول على البطولات لبلاده.

مكان احتساب الخطأ
مكان احتساب الخطأ لصالح ميسى 


مارادونا الأكبر فى اللعب والاحتيال

ويأتى الأسطورة الأخرى، فى عالم كرة القدم، دييجو أرماندو مارادونا، وهو لاعب كرة قدم أرجنتيني، وهو أكثر اللاعبين إثارة للجدل، في تاريخ الكرة، ويعتبره الكثيرون، أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وقد وُلد فى 30 أكتوبر عام 1960، فى لانوس  بالأرجنتين، ويبلغ من العمر حالياً 59 عاماً، وعلى الرغم من حصول الأرجنتين، على لقب بطولة كأس العالم، فى عام 1986 فى المكسيك، بفضل مهاراته وجهود زملائه، ثم انطلاقه بخطى ثابتة إلى بطولة كأس العالم عام 1990 فى إيطاليا، إلاّ أن هناك 3 حوادث، كان لها كلمة الفصل، فى سجلّه وتاريخه الرياضى وسمعته، وضياع اللقب الثالث للفوز بكأس العالم، وأول هذه الحوادث، تعرّضه للإيقاف لمدة 15 شهراً فى عام 1991، بعد ثبوت تعاطيه لمخدر الكوكايين فى إيطاليا، ولكنه فاجأ العالم قبل مونديال 1994،  بالولايات المتحدة الأمريكية، بلياقته البدنية العالية، وإنقاصه الكثير من وزنه، وبالفعل تألق مارادونا، فى المباراة الأولى لمونديال 1994، بين الأرجنتين و اليونان، وسجل هدفاً رائعاً وقتها، ضمن فوز فريق التانجو 4 / 0، ولكنه احتفل بالهدف بشكل جنونى، حيث جرى تجاه الكاميرا، التى كانت تتواجد خارج الملعب، ونظر لها بطريقة غريبة، وصرخ صرخة صاخبة، وقد دفعت الشكوك مسئولى الفيفا، بعد نظرته المُحدقة للكاميرا، للاعتقاد أنه كان تحت تأثير المنشطات، نظراً لأن عينيه كانتا بهما جحوظ شديد، ولم يكن يعلم، أن احتفاله بالهدف الذى سجله أمام اليونان، سيكون سبباً فى طرده من مونديال أمريكا، وقد خضع مارادونا لاختبار المنشطات وقتها، وثبت بالفعل أنه تناول عقار الإيفيدرين المنشط، وبالتالى انتهى مشواره فى كأس العالم، وتم ترحيله إلى الأرجنتين، وسط ذهول وحزن الكثيرين، على هذه الموهبة النادرة، أمّا الحادث الثالث، فكان الهدف الذى أحرزه بيده، فى لقاء الأرجنتين وانجلترا بمنديال عام 1986 فى المكسيك، والذى احتسبه الحكم التونسى على بن ناصر، رغم احتجاج اللاعبين الإنجليز، وعندما واجهته الصحافة والإعلام، وأخبروه أنه وضع الهدف بيده، قال بغرابة شديدة واحتيال:(إنها اليد الإلهية). 

ميسى نقل وحرّك الكرة  من 3- 4 مترا فى مواجهة المرمى
ميسى نقل وحرّك الكرة من 3- 4 مترا فى مواجهة المرمى خلال مباراة برشلونة وليفربول 


فرنسا وإيرلندا وتيرى هنرى

وقد طال احتيال اللاعبين، داخل المستطيل الأخضر، تيري هنري لاعب منتخب فرنسا الدولى المُعتزِل، عندما تأهلت إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، بعد تعادلها مع ايرلندا 1-1 في إياب ملحق كأس العالم،  في 19 نوفمبر عام 2009، بعد هدف مثير للجدل سجله المدافع الفرنسي وليام جالاس، إثر تمريرة بلمسة يد من تيري هنري، لم يفطن لها الحكم وقتها،  وقد اعترف تيري هنري آنذاك بهذه اللمسة، التي أثارت جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، كما أثارت المباراة غضباً كبيراً وانتقادات عنيفة من جانب الايرلنديين، وصلت إلى حد مطالبة رئيس الوزراء حينها براين كوين بإعادتها، لكن الفيفا رفض ذلك، وفي 18 يناير عام 2010، قررت لجنة الانضباط في الفيفا، عدم معاقبة تيري هنري، بعد أن قرر الاتحاد الايرلندي لكرة القدم أيضا، عدم اللجوء إلى القضاء.

بيليه
بيليه


ليونيل ميّسى يسرق 4 أمتار

كثيراً مانشاهد احتجاجات اللاعبين على نقل الكرة، من مكان وقوع الخطأ خلال المباريات، بمسافة 5 – 10 – 20 سم داخل المستطيل الأخضر، بهدف الوصول لزاوية رؤية المرمى جيداً أو الهروب من وقفة أحد اللاعبين فى"حائط الصد"، أو لتقريب الكرة من المرمى واختصار المسافة، ولكن مافعله ميسّى فى مباراة ليفربول وبرشلونة الأخيرة، وقيامه بنقل الكرة لحوالى 4 أمتار، من الجانب الأيمن "مكان وقوع الخطأ"، والاتجاه بها ناحية اليسار، حتى يكون مواجهاً لمرمى ليفربول، لايُعد احتيالاً فقط بل يُعد قمة الفُجر فى الاحتيال، وخاصة مع انشغال لاعبى الليفر، فى مراقبة لاعبى برشلونة، وتنظيم حائط الصد، ولذلك لم يلحظوا نقل الكرة بهذه المسافة الطويلة، وهو استمرار للاحتيال فى كرة القدم، على الرغم من التقنيات العالية فى التصوير والإعادة، والأخذ بتكنولويجا"الفار"، أو التحكيم بالفيديو "VAR"، والاحتكام إليه فى اللقطات المشكوك فيها، وعلى الرغم من أن ميسّى، هو واحد من 3 يصنفون على أنهم عظماء كرة القدم، على مر التاريخ، إلاّ أنه لا يتورع عن الاحتيال، داخل المستطيل الأخضر، والذى سبقه إليه الأسطورة الأرجنتينى مارادونا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق