الكلاب الضالة تثير الذعر داخل الحكومة.. و«الصحة» ترفع حالة الطوارئ لمواجهة الأزمة

الأربعاء، 08 مايو 2019 09:00 ص
الكلاب الضالة تثير الذعر داخل الحكومة.. و«الصحة» ترفع حالة الطوارئ لمواجهة الأزمة
إيمان حكيم

 

تكرر خلال الفترة الماضية مشهد اعتداءات الكلاب الضالة على المارة بالشوارع، مما أفزع المواطنين وبالأخص الذين يصطحبون أطفالهم ويغفلون عنهم لثواني، فيفاجئوا بكارثة مروعة، تهدد حياة فلذة أكبادهم، الأمر الذي استدعى حلولاً عاجلة لمواجهة هذه الأمر، والحد من انتشار الكلاب الضالة  التي يقع الأطفال ضحيتها.

تقارير  صادرة عن  وزارة الزراعة، قالت إنه هناك  زيادة في عدد حالات العقر الآدمية بسبب الكلاب الضالة خلال أربعة أعوام، بإجمالي مليون و392 ألف حالة عقر، و231 حالة وفاة خلال الفترة من 2014 وحتى 2019، حيث بلغ عدد حالات العقر لعام 2014 بلغت 300 ألف حالة، وارتفعت إلى 324 ألف حالة عقر عام 2015، ووصلت إلى 370 ألف حالة عقر عام 2016، حتى بلغت 398 ألف حالة العام الماضي، أما حالات الوفاة فبلغت 52 حالة وفاة، عام 2014، ارتفعت إلى 55 حالة وفاة عام 2015، ووصلت إلى 59 حالة وفاة، بينما بلغت العام الماضي 65 حالة وفاة بسبب عقر الكلاب.

وأوضحت التقارير أن اجراءات مكافحة الكلاب الضالة، تتم طبقا للقانون 53 لسنة 1966 ولائحتـه التنفيذية بالقرار الوزاري رقم 35 لسنة 1967 حيث تنص المادة ( 3) بضرورة  أن تكون جميع الكلاب مكممه ومقوده بزمـــام أثناء سيرها فى الطرق، والأماكــــن العامة بالمدن والا جــاز ضبطها وإعدامها، موضحه أن انتشار الكلاب الضالة مشكلة مجتمعية تتطلب التعــــاون والتنسيق بين عدة جهات، لافته إلى أن الأماكن المهجورة وتراكم القمامة العامل الرئيسي في تكاثر.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام، والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن الاجتماع استعرض دور وزارة الصحة فى تقديم الرعاية الصحية للمواطنين المصابين بداء الكلب "السعار" جراء الخدش أو العقر من الكلاب الضالة والذي يعتبر أحد الأمراض المشتركة ذات الأولوية ضمن خطة القطاع الوقائي بوزارة الصحة فى مجال ترصد ومكافحة الأمراض المعدية.

وأضاف "مجاهد" أن  وزارة الصحة لديها 300 مركز مجهز لعلاج حالات "العقر" موزعة على مستوى الجمهورية بمختلف المستشفيات العامة والمركزية ومستشفيات الحميات وغيرها من المستشفيات التى تتوافر بها المقومات اللازمة لتقديم الخدمة بالإضافة إلى توفير الطعوم والأمصال المضادة لداء الكلب بكميات كافية.

وكشف "مجاهد" عن أن الوزيرين اتفقا على تنظيم حملة توعوية مشتركة بين الوزارتين للمواطنين عن الكلاب الضالة وكيفية التعامل مع حالات "العقر"، فضلاً عن تخصيص أماكن إيواء لهذه الكلاب فى محافظات الجمهورية المختلفة.

وقال إن وزيرة الصحة أكدت أن الوزارة تولى اهتمامًا كبيرًا بتدريب ورفع كفاءة مقدمي الخدمة الصحية بشكل عام والفرق الطبية بمراكز علاج المعقورين بشكل خاص بما يشمل التعريف بأهمية المرض ومدى خطورته وكيفية انتقاله والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها طبقاً لبروتوكول العلاج، بالإضافة إلى توفير الآليات اللازمة لاتخاذ الإجراءات الوقائية لما بعد التعرض للعقر، مشيرةً إلى تكثيف أنشطة التثقيف الصحي ورفع الوعي المجتمعي تجاه السلوكيات السليمة في التعامل مع الحيوانات وكذلك سبل الوقاية من التعرض للعقر، كما تم تأكيد التنسيق مع الوزارات المعنية للإبلاغ المتبادل عن أماكن حالات العقر مما يساعد على اتخاذ الإجراءات اللازمة، بالإضافة إلى تشكيل لجان فرعية مشتركة أسوة باللجنة التنسيقية العلىا لمواجهة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة وذلك بجميع محافظات الجمهورية، على أن يتم تشكيلها من جميع الجهات المعنية.

وفي سياق متصل قال الطبيب البيطري  الحسيني محمد عوض، عضو مجلس النقابة العامة ومقرر لجنة حقوق الحيوان والحياة البرية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، إن ظاهرة الكلاب الضالة ظاهرة ترهق المجتمع والمواطنين نظرا لما تمثله الكلاب الضالة من أمراض حقيقة، وتنقل الكثير من الأمراض الخطيرة مثل البر وسيلا "الاجهاض المتكررة" ومرض السل والعديد من الطفيليات مثل طفيل الحويصلات الهوائية والمائية، وأخطر الأمراض التي تنقلها الكلاب الضالة اكثرهم خطر مرض السُعار، والذي يشكل خطر كبير على  المواطنين.

وذكر أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية على  مستوى الجمهورية  تعمل على استقبال  الآلاف من الشكاوى من المواطنين وتقوم باستخدام الخرطوش في الحالات الخطيرة ومادة سلفات الاستركنين لمقاومة ومكافحة الكلاب الضالة إلى ما يقرب من نصف مليون كلب ضال سنويا، وهذا الرقم لا يمثل الانتهاء او نقص ظاهرة وخطر الكلاب الضالة في الشوارع نهائيا، فالمشكلة ليست مشكلة الطب البيطري وحده ولكنها مشكلة مجتمعية، موضحاً أن مادة الاستركنين ليست مادة سامة وتستخدم كمادة منشطة لخيل السباق واثبتت الدراسات  العلمية التي تقوم بها الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة من خلال لجان علميه انه لا توجد مادة اخرى بخلاف مادة سلفات الاستركنين تقوم بها الدولة حاليا لمكافحة ظاهرة العقر والسعار.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق