الفضائح تلاحق إمارة الإرهاب.. قطر استغلت شيوخا ودعاة لنشر التطرف فى الدول العربية

السبت، 11 مايو 2019 02:00 م
الفضائح تلاحق إمارة الإرهاب.. قطر استغلت شيوخا ودعاة لنشر التطرف فى الدول العربية
تميم بن حمد
منه خالد

تتوالى  الفضائح القطرية يوما تلو الآخر، فالدوحة التى دعمت الإرهاب المسلح حديثا، دعمته فكريا قديما، فعلى مدار سنوات اشترت ذمم شيوخ ودعاة لنشر أفكار ورؤى مسمومة تحت ستار الدين، لكن الأمر وصل إلى حد تشويه صور دول عربية بعينها، من قبل هؤلاء الشيوخ الذين يأتى على  رأسهم الداعية السعودى عائض القرنى، والذى تقدم مؤخرا باعتذار علنى عن أفكار متشددة، كان يروج لها هو ودعاة آخرون، وتضمن اعتذاره معلومات مثيرة بشأن محاولات قطر تجنيد رجال دين ومعارضين لضرب استقرار المنطقة، قائلا: «كلما ابتعدت عن دولتك.. كلما كنت محببا لديهم (القطريين)».

«القرنى» اعترف بالدعم القطرى له ولقرنائه من التكفيريين، وقدم اعتذارا علنيا عن الفترة التى قضاها فى التعامل مع قطر، قائلا إنها استغلته كما استغلت رجال دين آخرين فى التغرير بالشباب العربى، مضيفا: «اكتشفت التآمر، وقفت، وذهبت إلى دولتنا واعتذرت، وقبلت الاعتذار».
 
وذكر أن محاولات قطر لاستقطابه، بدأت بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001، عندما تواصل معه وزير الداخلية القطرى فى ذلك الوقت عبدالله بن خالد بن حمد آل ثانى، مستغلا صدور قرار من المملكة العربية السعودية بإيقاف القرنى عن الدعوة. 
 
أكد «القرنى» علاقة قطر بتنظيم الإخوان، وقال: «اكتشفت أن النظام القطرى وإعلام الجزيرة يخدم 5 (نونات).. نون طالبان، نون إيران، نون أردوغان، نون الإخوان، نون حزب الشيطان، وأن منهج تنظيم الإخوان يتحمل مسؤولية الدماء والحروب الأهلية فى الدول العربية.
 
عبر القرنى- وآخرين قريبين من جماعة الإخوان الإرهابية- بثت قطر السموم الفكرية فى المجتمعات العربية، فهى التى نجحت فى تجنيد رجل الدين المصرى يوسف القرضاوى قديمًا ومدت له يد العون، لانتمائه لجماعة الإخوان الإرهابية، ونكاية فى النظام المصرى، كذلك الحال مع المملكة العربية السعودية، فمدت يد العون للقرنى بعد صدور قرار منعه من الظهور.
 
ولم يتنصل الداعية السعودى فى اعترافاته من علاقته مع النظام القطرى، فى ولاية الحمدين، حمد بن خليفة آل ثانى، ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، خاصة أن هذا الأمر كان قبل المقاطعة العربية، وأوضح أنه اكتشف تآمر قطر على المملكة، وهو الأمر الذى دفعه للانسحاب والعودة للمملكة وتقديم الاعتذار لها، كما كشف دور قناة الجزيرة فى هذا المخطط التآمرى وتوافق عملها مع سياسات النظام القطرى. 
 
وقدم «القرنى» اعتذارًا باسم الصحوة عما اقترفته من أخطاء وتشدد لكتاب الله وسنته للمجتمع السعودى، وأعلن دعمه لرؤية 2030 بقيادة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، والتى تدعم الإسلام المعتدل وتطمح فى السير بالمملكة السعودية نحو التقدم. 
 
كثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى قالوا إن ما فعله القرنى ليس بجديد، فكثير من الشيوخ والدعاة اتخذوا ذلك النهج ضد بلادهم، لنشر الفكر المتشدد. 
 
الإعلامى السعودى، عبدالعزيز الخميس، يرى أن اعتذار القرنى جاء متأخرا، ولكنه مهم للغاية، فعلى الرغم من تأخره إلا أنه جاء باسم الصحوة، لافتًا إلى ضرورة ضمان عدم عودة أفكار الصحوة المتشددة، قائلًا: «من يمنع أن تعود الصحوة بأخطائها لو تغير التوجه السياسى فى البلاد، كيف يمكن ولنا جميعًا تشريح الصحوة وبيان مفسادها وخطرها؟ وكيف أنها كانت ولا تزال ضد التسامح والإسلام الصحيح وسعادة الناس؟ وهل لاتزال الصحوة بخلاياها تعمل؟ من هم رموزها الحاليون؟ وكيف تعمل على  إفساد الشباب؟
 
وطالب بأن تأتى خطوة أخرى بعد الاعتذار يكون من شأنها إغلاق ملف الصحوة بشكل نهائى، على  حد تعبيره، مقترحًا أن يقوم «القرنى» بتقديم دروس معلنة عن أخطاء الصحوة وتفاصيل أهدافها ومسيرتها وكيف قادت الشباب إلى المهالك، لافتًا إلى ضرورة أن يتم استغلال السوشيال ميديا بشكل إيجابى فى أيدى الدعاة بدلًا من أن كانت معاول للهدّم فى أيديهم. 
 
وقال الكاتب الإماراتى، على الحمادى: امدحوا عائض القرنى كما شئتم، فهو وأمثاله قادرون على استغفالكم، ولكن لا تستغفلوا غيركم وتسموا اعترافاته واعتذاراته شجاعة، لأن ما ترونه يسمى خوفا وتلونا وليس شجاعة»، مشيرًا إلى عدم قدرته على  تصديقه هو أو غيره بعد ما قاموا به من خيانة فى حق أوطانهم، وقال: «عائض القرنى اعتذر وفى المستقبل عن هذا الاعتذار سيعتذر».
 
وجاء اعتذار القرنى فى وقت تؤكد فيه مؤشرات تخلى قطر عن رجالها ومن ساعدوها فى ترويج الفكر المتشدد، يقول جابر المرى المعارض القطرى، إن النظام القطرى سيقدم على طرد عدد من قيادات الإخوان، حال اتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرارا باعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا خلال الفترة المقبلة؛ حسبما أعلن البيت الأبيض.
 
وقال خالد المرى فى  تصريحات إن قطر ستعد قائمة بعدد من أعضاء وكوادر الإخوان المقيمين داخل أراضيها، وستطلب منهم مغادرة الدوحة التزاما بالقرار الأمريكى، متابعًا: «القرار لن يشمل كل قيادات الإخوان ولكن بعضهم»، واستطرد المعارض القطرى: «قطر سوف تطرد الضعفاء من قيادات الإخوان، وستحتفظ بيوسف القرضاوى، ومن على  شاكلته بحجة أنه شيخ كبير».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق