هدية مصر للإنسانية

الأحد، 12 مايو 2019 04:55 م
هدية مصر للإنسانية
د. ماريان جرجس

 
يقول نجيب محفوظ " مصر ليست مجرد وطن بحدود..لكنها تاريخ الإنسانية كله !".. يسطر التاريخ قصصًا عن أمم ودول كثيرة تركت للإنسانية النزاع والخراب والدمار وأسلحة الدمار الشامل؛ منها الذي شوه الجنس البشري ومنها من ظل يضرها حتى يومنا هذا، حتى المنظمات الحقوقية المنبثقة من كل الحكومات الغربية لم تترك لنا سوي بعض الكلمات والمواد والبنود الحقوقية، لكن قليلون هم من تركوا للبشرية النفع والمصابيح المضيئة، ربما انجازات فرادى فقط.
 
أما هنا من قلب مصر، فقد اختارت الدولة المصرية الجديدة أن تمنح الإنسانية أصولا فكرية جديدة بها نفع للإنسانية، مجموعة من الآليات والسياسات، نهج وسياسة عنونتها بالسلام للجميع، فأضافت حقوقًا جديدة لحقوق الإنسان وأضافت منظورًا جديدًا إلي الحياة الكريمة التي يستحقها الإنسان، على رأسها؛ حقه في أن يحيا في دولة رصينة متماسكة، في أن تكون دولته في مصاف الدول، في حق محاربة الإرهاب، وهنا لم تكتف فقط بإضافة ذلك الحق لحقوق الإنسان لكن قدمت منهجًا متكاملا للإنسانية بالتجربة الفاعلة الواقعية عن محاربة ذلك السرطان الذي كاد ينتشر في كل أطراف جسد الوطن.
 
تجربة مصر في القضاء على الإرهاب لابد أن يسلط التاريخ الأضواء عليها، لابد أن تٌقام المتاحف الوثائقية والتاريخية التي تحكي أحداث الحقبة التي حاربت مصر الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم كله؛ فتكون مقصدًا للجميع وتوثيقًا لكل جهود مصر المبذولة، التي جاهد جيشها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ليؤمن حدود مصر، وذهب الذراع الدبلوماسي المصري في كل أرجاء الأرض ليحذر وينبه العالم كله ليستفيق من غفلته عن مخاطر الإرهاب.
 
أما عن ملف " ضيوف مصر" كما أطلقت عليه الدولة المصرية، التي تقدم لهم حاليًا كل وسائل الرعاية الصحية والفحص الشامل لفيروس "سى" والأمراض الغير سارية لآلاف  الوافدين لتكون الدولة الأولى - على الأقل- عربيًا التي تقدم ذلك الترقي في أساليب الضيافة، مما يثري رصيد مصر في كل مجهوداتها من أجل الإنسانية.
 
أما عن السياسة الخارجية التي حرصت مصر في ممارستها خلال الخمس سنوات الماضية أن تحتفظ بأرضية مشتركة مع جميع الدول، ومفاوضات مثمرة مبتعدة عن الاستفزاز العسكري أو السياسي، ترفض أي نوع من أنواع التصعيد العسكري، بل حفظت دومًا على قدر معقول من العلاقات الطيبة مع أغلب الدول، محافظة على كل المعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية.
 
فاليوم يشتعل الإقليم  كله من حولنا والعالم من فوقنا وكأن لسان حال مصر يقول ألم تسأم البشرية من النزاعات والحروب والدماء؟.. لذا لابد أن تمتلك مصر مُتحفًا يؤرخ للأجيال القادمة كل تلك المجهودات المبذولة من مصر هدية للإنسانية.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة